أخلت صرامة موقف الكرملين بالموازين بكوسوفو. وتأخر، تالياً، إصدار مجلس الامن قراراً يمهد لاستقلال اقليم كوسوفو. والحق أن المفاوضات العسيرة مع روسيا حول فرض العقوبات على إيران أنذرت بمآل المفاوضات المقبلة في مجلس الامن على ملف كوسوفو. ويتوقع أن يؤجج إرجاء البت في استقلال كوسوفو الميول القومية في صربيا والاقليم. ولا تألو الولاياتالمتحدة جهداً للتوصل الى قرار يحسم مصير كوسوفو. فمثل هذا القرار يضمن انسحاب معظم الجنود الاميركيين من البلقان تمهيداً لإعادة نشرهم حيث الحاجة ماسة اليهم. ويُخشى أن ينتفض ألبان كوسوفو في حال أعيد النظر في استقلال الاقليم. ويعتبر حلف شمال الاطلسي والولاياتالمتحدة تدهور الاوضاع فيه كارثة قد تفضي الى مهاجمة قواتهما. فمنذ انشاء"جيش تحرير كوسوفو"، ينتهج المتطرفون الالبان العنف. ولم تسلم بعثة الاممالمتحدة العاملة في كوسوفو من الهجمات. ولكن ما العمل إذا لم يتوصل مجلس الامن الى قرار مرض؟ وقد تلتف الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي على الاممالمتحدة، وتسعيان، منفردتين، الى استقلال كوسوفو. وعلى رغم ترحيب بعض الدول بمثل هذه الخطوة، يتحفظ عدد من دول الاتحاد الاوروبي عنها، ويفضل قراراً أممياً يعمل الاتحاد تحت مظلته. ويرجح ألا يشذ الاتحاد الاوروبي عن نهجه المعتاد في مواجهة الأزمات الكبرى، أي إرجاء تذليل المشكلة وتسويفها. ويرجح، كذلك، ألا تغادر القوات الدولية مواقعها في كوسوفو، وألا توسع صلاحياتها. ويترتب على إرجاء البت في القضية تعليق وضع هذا الاقليم في فراغ قانوني، وبقاء الولاياتالمتحدة في البلقان. وقد يعتبر الاوروبيون كوسوفو محمية أوروبية، ما يمنحها استقلالاً جزئياً. ومن المفترض أن تنضم هذه المحمية في وقت لاحق الى الاتحاد الاوروبي، هي وصربيا، بعد استيفائها الشروط. وضم كوسوفو وصربيا الى الاتحاد الأوروبي حل يضمن استقرار البلقان. وشأن العضوية في الاتحاد الاوروبي، يسهم تقسيم كوسوفو، ومراعاة اللامركزية الادارية فيه، وضمان حرية التنقل بين أجزائه، في استقرار البلقان. وتجمع هذه الاقتراحات بين الحسنات والمساوئ. ولعل أسوأ الحلول هو إبقاء الحال على ما هي عليه. فعلى ألمانيا، وهي رئيسة الاتحاد الاوروبي حالياً، التنسيق مع الولاياتالمتحدة للتوصل الى قرار صارم في مجلس الامن يؤذن بتغيير الوضع في كوسوفو. عن ويليام مونتغومري السفير الاميركي السابق في البلقان، "داناس" الصربية، 18/1/2007