بدأت القوات الاثيوبية التي ساعدت في شكل حاسم الحكومة الصومالية في إطاحة "المحاكم الإسلامية" في جنوبالصومال، في الانسحاب أمس عائدة إلى بلادها. وقال الناطق باسم الحكومة الصومالية عبدالرحمن ديناري إن الاثيوبيين ساعدوا في طرد الإسلاميين من العاصمة ومعظم الجنوب وحان الوقت لرحيلهم. وأضاف:"اعتباراً من اليوم، بدأت القوات الاثيوبية انسحابها من الصومال. نحن ممتنون للدور المهم الذي لعبته في استعادة القانون والنظام في البلاد". واثار مجيء القوات الاثيوبية الى الصومال استياء كثيرين من الصوماليين الذين خاضوا في السابق حرباً مريرة ضد الاثيوبيين عام 1977. وتجمع نحو 200 شخص في الجامعة الوطنية السابقة في مقديشو للاحتفال بالقوات الاثيوبية المنسحبة على متن شاحنات ودبابات. وصاح مشاركون في التجمع:"اتركونا لوحدنا ودعونا نحلّ مشاكلنا". وقال ناطق باسم الحكومة الاثيوبية انه يؤكد بدء الانسحاب، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل. وقال الشيخ أحمد مؤمن، وهو عضو في المجلس الإسلامي اتصل بوكالة أسوشيتد برس هاتفياً:"انسحاب اثيوبيا سيكون نهاية ثورتنا". لكن لم يكن واضحاً هل يمثّل موقفه بقية قادة الحركة الاسلامية، ومعظمهم يعيش متوارياً. وكان الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"الدكتور أيمن الظواهري أكد في شريط فيديو على شبكة الانترنت مساء الثلثاء ان المجاهدين"سيقصمون ظهر"الاثيوبيين في الصومال. وقال:"لا أنسى ان أبشره الرئيس جورج بوش بأنه قد ورط عبيده الاثيوبيين في كارثة محققة في الصومال وان المجاهدين سيقصمون ظهورهم". وكان الظواهري دعا في 5 كانون الثاني يناير الإسلاميين الصوماليين الى الاستفادة من اسلوب المقاومة في العراق وافغانستان لمحاربة القوات الاثيوبية في الصومال. في غضون ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في كينيا ان السفير ألأميركي مايكل رانبرغر سيلتقي الرجل الثاني في"المحاكم الإسلامية"الشيخ شريف شيخ أحمد لحض الحركة الاسلامية على الامتناع عن شن حملة من أعمال"العنف والإرهاب"ويدعوه"إلى دعم تشكيل حكومة شاملة". وذكرت السفارة أن رانبرغر يعتزم مقابلة الشيخ شريف هذا الاسبوع وربما يكون حصل اللقاء فعلاً أمس في نيروبي. ولم يتم تحديد مكان اللقاء، الا ان الشيخ شريف الذي سلم نفسه للسلطات الكينية الأحد عند معابر حدودي، يقيم في فندق فخم في نيروبي تحت الحماية الكينية.