تصاعدت أمس التطورات في الصومال مع زحف القوات الإثيوبية نحو مقديشو بغطاء ديبلوماسي من الاتحاد الأفريقي. وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أن قواته "قصمت ظهر الإرهابيين في الصومال"، مشيراً إلى مقتل وجرح آلاف من الإسلاميين"معظمهم أجانب". وانسحب مقاتلو"المحاكم الإسلامية"من مواقع عدة، فيما أعلنت الحكومة الانتقالية سيطرتها على ست بلدات من الإسلاميين ودعتهم إلى الاستسلام. وقال السفير الصومالي لدى إثيوبيا عبدي كريم فارح للصحافيين في أديس أبابا:"القوات الاثيوبية في طريقها الى مقديشو. إنها الآن على بعد 70 كيلومترا ومن الممكن أن تسيطر على مقديشو في غضون الساعات الاربع والعشرين إلى الثماني والاربعين المقبلة". وأكد الاسلاميون ان اي محاولة للاستيلاء على مقديشو ستنتهي بكارثة للمهاجمين. وقال المسؤول الإسلامي شيخ عبدالكافي:"سيكون في ذلك دمارهم وجحيم يلحق بهم. إنها مسألة وقت فقط قبل أن نبدأ في مهاجمتهم من كل الجوانب". وأطلقت طائرتان اثيوبيتان صواريخ على مقاتلي"المحاكم"خلال تراجعهم أمس. وأقر الإسلاميون باخلاء عدد من مواقعهم، لكنهم تحدثوا عن"انسحاب تكتيكي". ووعدوا بخوض حرب طويلة لمواجهة الجيش الإثيوبي في الصومال. وأعلن مسؤولون في"المحاكم"وشهود أن الميليشيات الإسلامية تخلت عن خطوطها حول مقر الحكومة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية التي شهد محيطها أشرس المعارك وأطولها بين الإسلاميين والقوات الحكومية. وانسحبت من مدينتي دنسور وبور حقابا الاستراتيجيتين. وقال الرجل الثاني في"المحاكم"شريف شيخ أحمد إن قواته قررت"تبديل التكتيك"في الحرب. وأضاف:"نحن في مرحلة جديدة من المقاومة. العدو باشر استخدام الطائرات. وكوننا لا نملك أسلحة ثقيلة ضد هذا الهجوم الواسع لقوات زيناوي، قررنا تبديل تكتيكنا. ونحن جاهزون لخوض حرب طويلة ضد اثيوبيا". وجاء الانسحاب بعد دخول الطيران الحربي الإثيوبي مسرح القتال. واعلنت أديس أبابا أن القوات الحكومية سيطرت على ست بلدات في الصومال منذ بدء الهجوم المضاد الأحد الماضي. وقالت وزارة الإعلام الإثيوبية في بيان أمس إن الجيش"يحاصر"دنسور ويتقدم"للسيطرة على بولو وبوردي وجوهر". وإذ أكدت أن الاسلاميين تكبدوا"خسائر بشرية ومادية فادحة"، حذرت من أن سلاح الطيران"سيكثف هجماته"في الاراضي الصومالية. وقال رئيس الوزراء الاثيوبي أمس للصحافيين في أديس أبابا إن"قوة مشتركة من الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية قصمت ظهر القوات الارهابية الدولية... هذه القوات في حال تراجع تام". وأشار إلى أن ما يصل إلى ألف مقاتل إسلامي لقوا حتفهم، إضافة إلى نحو 3 آلاف آخرين جرحوا. لكنه أشار إلى أنهم"قلة من الصوماليين. لكن الغالبية أجانب". وأضاف أن معظم مقاتلي"المحاكم"فروا إلى مناطقهم، وأن القوات الاثيوبية تتعقب قوات اريترية في الصومال كانت تدعم الإسلاميين. وقال:"القوات الوحيدة التي نتعقبها هي جنود اريتريون يختبئون في زي نساء صوماليات ومجاهدين ارهابيين". وتتهم إثيوبيا"المحاكم"بتجنيد مجاهدين أجانب، وأن بضعا من نحو 300 أسير كانت بحوزتهم جوازات سفر بريطانية. وكشف زيناوي أنه أرسل ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف جندي إثيوبي الى الصومال. وقال:"جيشنا يتجنب البلدات ويهاجم فقط القواعد العسكرية. أكملنا بالفعل نصف مهمتنا وبمجرد الانتهاء من النصف الآخر ستغادر قواتنا الصومال". وأضاف أن لديه معلومات عن نقل نحو ثلاثة آلاف جريح إلى المستشفيات في مقديشو معقل الإسلاميين. لكنه قال إن هناك قلة من الضحايا المدنيين"لأن القتال وقع بعيداً عن التجمعات السكنية". وأكد مسؤول رفيع في الاتحاد الافريقي أن المنظمة تعترف ب"حق"إثيوبيا"في الدفاع عن النفس". وقال نائب رئيس مفوضية الاتحاد باتريك مازيمهاكا إن"الاتحاد الافريقي يعترف بأن اثيوبيا مهددة من المحاكم الإسلامية. ونحن نقر بحقها في الدفاع عن النفس". وأضاف:"لكننا نأمل في أن يتمكن الاتحاد والامم المتحدة من تفادي تصعيد وتدخل دول أخرى مجاورة للصومال في هذا النزاع". وأوضح أن الاتحاد"يدعم الحكومة الانتقالية، على غرار الجميع، ونحن نؤيد الجهود المبذولة في سبيل الحوار وحل الازمة. وندعو الاسرة الدولية الى دعم الحكومة الانتقالية، والاطراف الى استئناف المفاوضات في الخرطوم". وقرر الاتحاد الافريقي الذي دان"التصعيد"في الصومال، تنظيم"لقاء تشاوري"حول الوضع مع جامعة الدول العربية والسلطة الحكومية للتنمية"ايغاد"اليوم في أديس أبابا. إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن المعارك الأخيرة في الصومال أسفرت عن جرح أكثر من 800 شخص وتشريد آلاف المدنيين، مؤكدة ان هذه الحصيلة ليست سوى"الوجه المرئي للنزاع". وقالت الناطقة باسم اللجنة انتونيلا نوتاري إن هذا الرقم جزئي ويتناول عدد الجرحى الذين نقلوا إلى مراكز العلاج فقط. وأضافت أن"عدد الجرحى يعطي فكرة عن ضراوة المعارك... آلاف الاشخاص فروا من منازلهم في مناطق القتال".