قال شهود ومسؤولون إن مسلحين صوماليين اشتبكوا مع قوات الحكومة والقوات الاثيوبية أمس السبت في سوق مزدحمة في مقديشو مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى، في أحدث تصعيد للعنف بعد الحرب التي أطاحت الإسلاميين. وتبادل إطلاق النار الذي أعقب هجمات بقذائف المورتر على قصر الرئاسة مساء الجمعة هو الأحدث في حملة حرب العصابات ضد الحكومة الصومالية والقوات الاثيوبية الحليفة التي أنهت حكم الإسلاميين الذي دام ستة شهور للعديد من أجزاء جنوب البلاد. وقال مدنيون حوصروا وسط اطلاق النيران إن مسلحاً كان يحمل رشاش كلاشنيكوف فتح النار على قافلة عسكرية اثيوبية في سوق للماشية في شمال العاصمة مما أدى الى وقوع تبادل كثيف لإطلاق النار. وفتح الاثيوبيون نيران الأسلحة المضادة للطائرات مما أدى إلى إصابة المارة بالذعر وفرارهم بحثاً عن ملاذ آمن. ومرّت دبابة فوق حافلة صغيرة خلال المواجهة. وقالت جريحة تتلقى العلاج من اصابات ناجمة عن عيار ناري في الظهر في مستشفى في مقديشو:"كنا على وشك بدء أعمالنا. فتح مسلح واحد النار على القافلة الاثيوبية ورد الاثيوبيون باطلاق نيران كثيفة". وقال شهود ل"رويترز"إن أربعة أشخاص قتلوا ونحو 12 آخرين أصيبوا، وأشاروا إلى أن الضحايا كانوا من المدنيين فقط. ولم يعرف إن كان أي من المسلحين قُتل. لكن الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري قال إنه سمع فقط بمقتل اثنين. وذكر أن الواقعة حدثت عندما كانت قوات الحكومة تطارد المسؤولين عن القصف الذي استهدف مقر الرئاسة مساء الجمعة. وأضاف:"يقومون بذلك ليثبتوا أن مقديشو ليست مكاناً مستقراً"، مشيراً إلى أن 16 من أحياء المدينة تؤيد الحكومة بينما يعارضها حي واحد فقط يهيمن عليه أنصار الإسلاميين. في غضون ذلك، سلّم آخر أبرز زعماء الحرب الصوماليين الأسلحة الثقيلة لقواته إضافة إلى 200 مقاتل إلى الجيش الصومالي أمس، في تطبيق للاتفاق بين الحكومة وزعماء الحرب على تسليم الأخيرين أسلحة ميليشياتهم وضم عناصرهم إلى القوات الحكومية. وقدّم زعيم الحرب محمد ضيري قائد الجيش الصومالي 23 شاحنة مزوّدة أسلحة ثقيلة وأمر 200 من مقاتليه بالانضمام إلى معسكر حكومي لتلقي تدريب عسكري. وقال الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري إن عملية التسليم جرت في احتفال في مدينة جوهر 90 كلم شمال مقديشو وهي معقل لمحمد ضيري. وقال الاتحاد الأفريقي الذي أقر إرسال قوة حفظ سلام للصومال الجمعة إن العنف الذي لم يتراجع في مقديشو يبيّن أن هناك حاجة لنشر القوات بسرعة. وأقر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي ارسال قوة قوامها 7650 جندياً للصومال في وقت متقدم الجمعة قبل دقائق من الهجوم على"فيلا الصومال"قصر الرئاسة بخمس قذائف مورتر. وذكرت مصادر حكومية أن الرئيس الصومالي عبدالله يوسف كان داخل القصر لكنه لم يُصب. وانتقل أحمد إلى مقديشو بعد طرد الإسلاميين منها. وقال سعيد جينيت، مفوّض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، في مؤتمر صحافي في أديس أبابا مساء الجمعة بعد الموافقة الرسمية على مهمة لحفظ السلام مدتها ستة شهور:"هذا الهجوم يوضح الحاجة إلى نشر القوة بأسرع وقت ممكن". ويشكك كثيرون في قدرة الاتحاد الأفريقي على تشكيل مثل هذه القوة وتهدئة الصومال الذي يعاني من الفوضى منذ اطاحة الدكتاتور محمد سياد بري عام 1991.