تتجه الأنظار إلى استاد آل نهيان اليوم، الذي يشهد قمتين من العيار الثقيل، الأولى بين السعودية والبحرين، والثانية بين قطر حاملة اللقب والعراق، في افتتاح منافسات المجموعة الثانية في دورة كأس الخليج الپ18 لكرة القدم. السعودية - البحرين تختلف ظروف مباراة منتخبي السعودية والبحرين عما كانت عليه قبل عامين في النسخة الماضية، وحينها التقى المنتخبان في الجولة الثالثة من الدور الأول وكانت الغلبة للبحرين بثلاثة أهداف نظيفة، وهي نتيجة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي السعودي، خصوصاً انها أدت إلى فقدانه اللقب الذي أحرزه في "خليجي 14 على أرضه وخليجي 15 في الكويت". المنتخب السعودي الذي يدربه البرازيلي ماركوس باكيتا، الذي تعرض لانتقادات في الفترة الماضية ما دفعه إلى القول بأنه"مدرب محترف لا يخشى الإقالة في أي لحظة"، يأمل بتخطي عقبة البحرين، ليعطي ذلك لاعبيه دفعة معنوية للإمام. وتحدث باكيتا بديبلوماسية جميع المدربين، معتبرا ان الأهم هو إعداد المنتخب لنهائيات كأس آسيا الصيف المقبل، لكنه اعتبر ان"الأخضر"جاهز لخوض غمار البطولة الحالية، وانه"لن يرضى الا باحراز اللقب". وتغير جلد المنتخب السعودي بنسبة كبيرة، بعد استبعاد عدد من الأسماء التي كانت تعتبر من"رموز"المنتخب في الحقبة الماضية، كالحارسين محمد الدعيع ومبروك زايد، ونواف التمياط ومحمد نور واحمد الدوخي وسامي الجابر وغيرهم لأسباب مختلفة، إما بسبب الاعتزال أو الإصابة أو الإيقاف محلياً أو حتى لتراجع في المستوى. ومن ابرز اللاعبين الجدد أسامة هوساوي وياسر المسيليم ويوسف السالم الذي يتألق في الدوري المحلي، إذ سجل تسعة أهداف حتى الآن، فضلاً عن الوجوه الأخرى القديمة، كالحارس محمد خوجة وحمد المنتشري وسعود كريري ورضا تكر ومحمد الشلهوب وياسر القحطاني. المنتخب البحريني يخوض البطولة بطموح إحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه، وقد تكون الفرصة الأخيرة لأفراد"الجيل الذهبي"، الذين لفتوا الأنظار في الأعوام الستة الماضية، لكن من دون ان يتمكنوا من إحراز أي لقب رسمي حتى الآن. ويشارك المنتخب البحريني بعتاده القديم بقيادة المدرب الألماني هانز بيتر بريغل 52 عاماً، الذي سبق ان مثل ألمانيا الغربية في نهائيات مونديالي 1982 و1986. التجربة الودية الأخيرة لمنتخب البحرين تؤكد حسن استعداده، فهو تغلب على نظيره اليمن بأربعة أهداف نظيفة، لكن المجموعة التي يشارك فيها في"خليجي 18"صعبة جداً، وإهدار أي نقطة فيها سيكون مكلفاً في السعي إلى بلوغ نصف النهائي على الأقل. ومن ابرز الأسماء في التشكيلة البحرينية علاء حبيل الغرافة القطري وحسين علي أم صلال القطري ومحمد سالمين وسلمان عيسى العربي القطري وعبدالله المرزوقي الطائي السعودي وطلال يوسف الكويت الكويتي. ومنحت البحرين جنسيتها لثلاثة لاعبين قبل فترة، هم جيسي جون وفتاي بابا توندي نيجيريان وعبدالله عمر من تشاد. قطر - العراق بعد اقل من شهر على المباراة المشهودة في نهائي آسياد الدوحة، تلتقي قطروالعراق مجدداً، لكن في افتتاح مبارياتهما في "خليجي 18". وسيكون المنتخب القطري تحت ضغط شديد، أولاً في محاولته للحفاظ على اللقب، وثانياً لتأكيد التطور الذي طرأ على الكرة القطرية في الآونة الأخيرة وأثمر تأهلاً سهلاً إلى نهائيات كأس آسيا الصيف المقبل، ولقباً في الألعاب الآسيوية هو الأول فيها. كما سيسعى المنتخب القطري إلى تأكيد انه قادر على إحراز اللقب الخليجي خارج أرضه، إذ سبق ان توج مرتين في الدوحة عامي 1992 و2005. لكن مدربه البوسني جمال الدين موسوفيتش، الذي قاده إلى اللقب قبل عامين، اعتبر ان البطولة الخليجية تأتي ضمن استعدادات المنتخب القطري للاستحقاقات المقبلة، ومنها كأس آسيا وتصفيات كأس العالم. وفضلاً عن الاستقرار الفني الذي يعيشه المنتخب القطري، فان تشكيلته باتت أكثر انسجاماً الآن بين لاعبي الخبرة والشباب، فهناك أسماء لم تتغير كوسام رزق وسعد الشمري وحسين ياسر ووليد جاسم وبلال محمد وعبدالله كوني وطلال البلوشي، أضاف إليها موسوفيتش عنصر الشباب المتمثل بخلفان إبراهيم، أفضل لاعب في آسيا لعام 2006، وعلي ناصر وعادل لامي ومسعد الحمد ويونس علي ومجدي صديق وماجد محمد وعبدالله بريك. أما المنتخب العراقي الذي يواجه ظروفاً صعبة في بلاده تحدُّ كثيراً من تجمعه للاستعداد للبطولات، فانه يسعى إلى محو آثار المشاركة السابقة في"خليجي 17"حين خرج من الدور الأول.