سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رايس في المنطقة لتحريك المسار الفلسطيني وحشد الدعم للاستراتيجية الجديدة في العراق . عباس في دمشق الاثنين ... ولقاؤه مشعل "فرصة أخيرة" وسورية تعتبر الانحياز الأميركي معرقلاً لحكومة الوحدة
تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم جولة على المنطقة في محاولة لحشد دعم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن لاستراتيجية واشنطن الجديدة في العراق في مقابل انخراط أميركي أكثر فاعلية في النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، على رغم رفض واشنطن الربط العلني بين الملفين. وتشمل الجولة إسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن ومصر والسعودية والكويت. في هذا الوقت، يصل الى دمشق اليوم وفد فلسطيني برئاسة عضو المجلس التشريعي زياد ابو عمر لوضع اللمسات الأخيرة على زيارة الرئيس محمود عباس ابو مازن التي تبدأ الاثنين وتستمر يومين. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان عباس سيجري محادثات مع كبار المسؤولين السوريين، في مقدمهم الرئيس بشار الاسد، وان موعدا حدد بين"ابو مازن"ورئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل الثلثاء. واوضحت مصادر فلسطينية ان لقاء عباس ومشعل، الذي بدأ الترتيب له منذ 22 الشهر الماضي، سيكون"لقاء الفرصة الأخيرة بعدما وصلت جميع الوساطات العربية والفلسطينية الى طريق مسدود". وزادت:"ان هذا اللقاء إما سيؤدي الى تخفيف الاحتقان وانجاز اتفاق حول حكومة وحدة وطنية، او انه سيدفع الوضع الفلسطيني الى مزيد من الفوضى ويلجأ عباس الى تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية". وفي حال حصوله، سيكون لقاء عباس ومشعل الاول منذ توجيه مشعل انتقادات للرئيس الفلسطيني في مهرجان خطابي اقيم في مخيم اليرموك في ذكرى اغتيال مؤسس"حماس"الشيخ احمد ياسين. وكان عباس بادر باجراء اتصال هاتفي مع مشعل قبل اسابيع ما ساهم في"كسر الجليد"بينهما، قبل ان تعود الامور الى التوتر في الفترة الاخيرة. وتوقعت المصادر الفلسطينية ان يطلب عباس من المسؤولين السوريين ممارسة نفوذهم لدى مشعل، لإبداء مزيد من المرونة في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية ونزع فتيل الاحتقان في الشارع الفلسطيني. لكن مسؤولاً سورياً لاحظ ابداء الحركة "مرونة"في الفترة الاخيرة، مشيراً الى ان"الانحياز الاميركي لطرف وممارسة الحصار على طرف آخر، يعرقل التوصل الى حكومة وحدة". وفي مدريد أ ف ب، اقترحت اسبانيا ضم الدول العربية الى اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة للمساهمة في تحريك عملية السلام. وقال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس"حان الوقت لفتح مجموعة التفاوض امام العالم العربي"، من دون ان يعطي ايضاحات اخرى. وكان يتحدث في مؤتمر في مدريد في الذكرى الخامسة عشرة لمؤتمر مدريد حول السلام في الشرق الاوسط 1991، وجدد دعوته الى تنظيم مؤتمر كبير للسلام على طراز مؤتمر مدريد الأول. جولة رايس وفي واشنطن، قالت مصادر في الادارة الاميركية ل"الحياة"إنها"لا ترى رابطا مباشراً بين الحرب في العراق والقضية الفلسطينية"، وأن أولويتها انجاح الاستراتيجية الجديدة للرئيس جورج بوش في بغداد. واشارت الى أن الادارة ترفض اقتراح تقرير لجنة بيكر - هاملتون بتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين ودمشق كشرط لتحسين الوضع الأمني في العراق. وأوضح أحد المسؤولين الاميركيين أنه فيما يحظى الملف الفلسطيني بكثير من الاهتمام من رايس وسيكون على جدول زيارتها، يبقى سقف التوقعات منخفضا في واشنطن على هذا المسار ولا يتعدى في هذه المرحلة المساعدات المادية للسلطة الفلسطينية وتنفيذ اتفاقات المعابر وتحسين الحياة اليومية للفلسطينيين وتعزيز وضع الرئيس محمود عباس. وستركز رايس في محادثاتها مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن في اجتماع يضمهم في الكويت على الوضع في العراق الذي يحتل الأهمية القصوى للإدارة اليوم. وأجرى الرئيس جورج بوش امس اتصالين هاتفيين بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. واعلن في القاهرة ان الاتصال تناول مجمل الوضع في الشرق الأوسط وجهود دفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار في العراق، في حين قال بيان للديوان الملكي الاردني ان عبدالله الثاني حض الادارة الاميركية على"تكثيف جهودها خلال الفترة المقبلة لضمان اطلاق عملية السلام مجددا"بين الفلسطينيين واسرائيل.