بدأ امس مؤتمر مدريد زائد 15 الذي تنظمه مؤسسات ومراكز دراسات دولية بينها "توليدو للسلام" و "الثقافات الثلاث" وتشرف عليه حكومات اسبانيا والنروج والدنمارك والسويد التي تمثلت بوزراء خارجيتها. وتشارك في هذا اللقاء شخصيات من سورية والولايات المتحدة ومصر واسرائيل والاردن ولبنان وفلسطين وروسيا والمملكة العربية السعودية من بينها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية والرئيس اللبناني السابق امين الجميل والدكتورة حنان عشراوي ومصطفى البرغوثي وجبريل رجوب ونبيل شعث وعبد السلام المجالي ومروان معشر والمدير العام السابق لوكالة الطاقة الدولية هانس بليكس ومفوضة الخارجية وسياسة الجوار الاوروبية بينيتا فيرريرو فالدنر وخافيير سولانا وتيري رود لارسن ومنسق مسيرة السلام للشرق الاوسط في الاممالمتحدة البارو دي سوتو. وكان مستوى التمثيل السوري متواضعاً و"بصفة شخصية واذن رسمي"اذ حضر المستشار القانوني لوزارة الخارجية عبدالله الداودي وبشرى كنفاني. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية مساعد وزير الخارجية الاسباني موراتينوس السابق في الشرق الاوسط برناردينو ليون ان الأخير يفكر منذ عام 2002 بعقد مؤتمر"مدريد 2"وانه بدأ هذه الفكرة مع وزير خارجية اسرائيل آنذاك شلومو بن عامي، الذي يشغل ايضا منصب نائب مدير"مركز توليدو للسلام". واكد موراتينوس ضرورة عقد"مؤتمر دولي للشرق الاوسط بمعطيات جديدة تقبلها الاطراف المعنية، وتفعيل اللجنة الرباعية لبذل مجهود من اجل حل مشاكل المنطقة". ووصف مشاكل المنطقة بالحلقات الثلاث، المختلفة ولكنها مرتبطة ببعضها بعضا: الاولى والمركزية تقود الى مفاوضات عاجلة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، حيث فشلت مشاريع"السلام التدريجية غير الواضحة المعالم"او السلام"المفروض". وطالب المجتمع الدولي بخلق ثقة بين الاطراف بعد ادانته الوضع المأسوي الذي يعيشه ملايين الفلسطينيين وتأكيده ضرورة وضع حل لوجود دولتين. الحلقة الثانية تضم المحور اللبناني والاسرائيلي من دون تجاهل دور سورية فيه. واوضح ان"الحل الجانبي او العسكري يعقد الامور". واعترف لسورية بدورها في الانتقاص من سيادة لبنان واستقلاله اذا ما تم تهميشها لدى تطبيع العلاقات بين اسرائيل ولبنان و"لايمكننا تجاهل البعد السوري". واضاف:"من الملزم ان تعود المفاوضات بين اسرائيل وسورية للتوصل الى سلام حقيقي في الشرق الاوسط". اما الحلقة الثالثة فتخص الاستقرار في العراق ودور ايران وتعاونها. وتكلم عن مشروع طموح سياسياً وجغرافياً يجب طرحه في مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط. وادار رئيس وزراء اسبانيا السابق فيليبي غونثاليث جلسة صباحية شارك فيها موسى والعطية وفيرريرو ودي سوتو ووزراء الخارجية الاوروبيون الذين اجمعوا على اهمية احياء ذكرى مؤتمر مدريد الذي كان بداية الحلول للشرق الاوسط. وطالب الجانب العربي بقيادة اوروبا لمسيرة سلام جديدة ودعا موسى الى عقد مؤتمر سلام خاص بالشرق الاوسط بشكل عاجل قائلاً ان استثناء الاممالمتحدة من مؤتمر مدريد كان خطأ. ورغم ان معظم الذين تحدثوا خلال الجلسة الصباحية من لبنان وسورية قد اوضحوا انهم يتكلمون بصفة شخصية، فإن الاوضاع السياسية طغت على اعمال الجلسة. وقد ادار الجلسة الثانية وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين وتغيب عنها الرئيس الجميل في حين حضرها تيري رود لارسن ورياض الداودي وديفيد كيمحي وبن عامي ويائيل دايان ومصباح الاحدب وغسان سلامة وروجيه ادة ووجهت خلالها انتقادات لحزب الله. واوضح الداودي ان سورية تريد السلام ومستعدة له، ويخطئ من يظن عكس ذلك وان بلاده مستعدة لاعادة مزارع شبعا. واكد لارسن عدم وجود ادلة في الاممالمتحدة على ان المزارع لبنانية ووصف حل هذا الموضوع بالثنائي والديبلوماسي بين لبنان وسورية. وقال بن عامي ان اسرائيل ليس لديها مطامع في لبنان وانها تنسحب من المزارع فور اثبات لبنانيتها. اما المجالي فقال انه ليس من الصحيح عدم وجود مشاكل بين لبنان واسرائيل سوى المزارع نظراً لوجود مشاكل اخرى مثل المياه واللاجئين والامر لا يقتصر على الارض. وانتقد سفير اسرائيل في مدريد فكرة مؤتمر دولي جديد للسلام وقال انها ليست في وقتها كما انتقد المجتمعين"لأن هذا النوع من المؤتمرات يعقد فقط لانتقاد اسرائيل".