قال مسؤول أميركي كبير أمس الخميس ان الغارة الجوية الأميركية يوم الإثنين على الصومال قتلت ما يصل الى عشرة من"الإرهابيين"المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، لكن ثلاثة من أبرز المشبوهين المطلوبين نجوا. وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه:"نواصل الملاحقة للثلاثة. نحن والاثيوبيون والجميع نريد القضاء على الارهابيين". وقصفت الولاياتالمتحدة يوم الاثنين قرية في جنوبالصومال في محاولة للقضاء على خلية ل"القاعدة"متهمة بتفجير سفارتين أميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998 وفندق يملكه اسرائيلي في مومباسا عام 2002. وقال المسؤول الأميركي إن ما بين ثمانية وعشرة"ارهابيين مرتبطين بالقاعدة"قتلوا في الغارة يوم الاثنين. وأضاف:"هناك عدد من الارهابيين المستهدفين قتلوا في العملية. كانت موجهة الى أفراد بارزين من القاعدة". وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى مقتل واحد من ثلاثة من أبرز من تلاحقهم واشنطن للاشتباه في انتمائهم الى"القاعدة"وهم فضل عبدالله محمد من جزر القمر وأبو طلحة السوداني من السودان وصالح علي صالح نبهان الكيني. لكن المسؤول الأميركي نفى مقتل أي منهم. وكانت وكالة أسوشيتد برس نقلت الأربعاء عن مسؤول صومالي أن حكومته تلقت تقريراً استخباراتياً أميركياً يزعم أن فضل عبدالله محمد قُتل في الغارة الأميركية. وأوردت الوكالة معلومات أيضاً عن اعتقال الشرطة الكينية في بلدة كيونغا الحدودية زوجات وأطفال إثنين من المطلوبين في قضية تفجير السفارتين، في حين نجح أقارب آخرون لهما في عبور الحدود الصومالية إلى كينيا. واستمر التضارب أمس في شأن حصيلة القتلى المدنيين في الغارة الأميركية والغارات الاثيوبية التي تلتها في الجنوب، بعد يوم من نفي رئيس الوزراء الاثيوبي مليس زيناوي مقتل أي مدني. إذ نقلت وكالة"فرانس برس"عن زعيمين قبليين صوماليين وشاهد آخر أن مئة مدني قتلوا في عمليات القصف الأميركية والاثيوبية. وقال معلم عدنان عثمان الزعيم القبلي في دوبلي جنوب في اتصال هاتفي:"أرسلنا أشخاصا لاحصاء القتلى .. واكدوا لنا مقتل مئة من البدو الأبرياء"بين دوبلي واحمدو. وأكد زعيم قبلي آخر في احمدو هو الشيخ عبدالله علي ملابون هذه الحصيلة. وقال:"أرسلنا فريقاً لتقدير عدد الضحايا فقدروهم بأكثر من مئة قتيل، فيما أصيب اشخاص آخرون بجروح. لكننا لا نعرف العدد بدقة". وأضاف"ان بعض هؤلاء الأشخاص قُتل في قريات تاتو وهايي وقوقاني وجميع السكان هناك مدنيون". وقال شاهد آخر انه احصى 29 جثة قرب قرية دوبلي القريبة من الحدود الكينية. وقال شهود انهم رأوا 60 دبابة اثيوبية وآليات عسكرية أخرى تتجه إلى منطقة إلعادي التي تبعد بضع مئات من الكيلومترات شرقاً. وقال أحد المواطنين إن مقاتلين موالين ل"المحاكم"شوهدوا يتراجعون إلى هناك الأسبوع الماضي. وفي واشنطن، قال مسؤولون إن قوات خاصة أميركية تلاحق عناصر"القاعدة"على الأرض في الصومال. لكن وزارة الدفاع الأميركية نفت أنباء عن تفكيرها في إرسال عدد كبير من الجنود. ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين وصوماليين الأربعاء أن فريقاً أميركياً صغيراً يُقدّم مشورة عسكرية للقوات الاثيوبية والصومالية على الأرض. وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن القوات الأميركية دخلت إلى الصومال مع القوات الاثيوبية آخر الشهر الماضي.