أفيد أمس أن عدداً من المقاتلين الأجانب في صفوف «حركة الشباب المجاهدين» قد يكون بينهم «قيادي مصري كبير» قُتلوا بصواريخ أُطلقت على سيارتهم في منطقة تقع على بعد نحو ستين كيلومتراً جنوب غربي مقديشو. وجاءت الضربة بعد يوم واحد من إعلان مؤتمر دولي كبير في لندن دعمه حكومة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد في حربها ضد «الشباب» وإعلان رئيس الحكومة الصومالية عبدالولي محمد علي تأييده شن غارات جوية على قادة «القاعدة» في الصومال. وأوردت 0الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، نقلاً عن شهود، إن الغارة أوقعت أربعة قتلى بينهم ثلاثة أجانب، في حين نقلت «فرانس برس» عن سكان في المنطقة أن طائرة بدون طيار أطلقت صاروخاً على آلية لمتمردي «حركة الشباب» الإسلاميين، مشيرين إلى وجود عدد من المقاتلين «الأجانب» بين القتلى. ونسبت الوكالة إلى مسؤول حكومي صومالي: «بلغنا باستهداف قائد من القاعدة صباح اليوم (أمس الجمعة) في منطقة شابيل (السفلى) أصاب صاروخ سيارته»، موضحاً انه «قُتل مع عدد كبير من رفاقه». ويستخدم المسؤولون الحكوميون الصوماليون بدون تمييز كلمة «القاعدة» في الحديث عن «الشباب» الصوماليين الذين أعلنوا انضمامهم إلى التنظيم الذي أسسه الراحل أسامة بن لادن ويقوده الآن المصري أيمن الظواهري، وبين المقاتلين الأجانب الذين يحاربون في صفوفهم. وأفادت الشهادات الأولى لسكان المنطقة الواقعة على بعد نحو ستين كيلومتراً جنوب غربي مقديشو، أن اربعة اشخاص قتلوا في الهجمات. ودمّرت الغارة سيارتين كانتا ضمن موكب في منطقة تُعرف ب «كي 60» كونها تقع على بعد 60 كلم من مقديشو وتحديداً في شابيلي السفلى. ولم يكن واضحاً من أطلق الصواريخ على الموكب، لكن تردد أن خمس طائرات مروحية شاركت في توجيه الضربة. وشاركت طائرات أميركية في غارات عديدة استهدفت قيادات «الشباب» و «القاعدة» في الصومال خلال السنوات القليلة الماضية. وكان الغارة الأخيرة المعروفة تلك التي وقعت قبل أسابيع قليلة وراح ضحيتها «ابو حفص اللبناني» الذي كان مقيماً في بريطانيا ويحمل جنسيتها التي نُزعت منه. ويُعتقد أن «حركة الشباب» تضم ما لا يقل عن 200 مقاتل أجنبي. كما أن نسبة من مقاتليها تتحدر من أبناء الجالية الصومالية في الخارج بما في ذلك بريطانيا. وكانت الغارة من العنف بحيث سُمعت الانفجارات على بُعد عشرات الكيلومترات. وأفيد أن «حركة الشباب» أغلقت المنطقة التي وقعت فيها الغارة بين مقديشو ومرفأ ماركا الذي يسيطر عليه المتمردون. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن شهوداً قالوا إن القتلى بدوا أوروبيين أو من أصول آسيوية. لكن تقارير صومالية محلية قالت إن أحد القتلى «جهادي كيني بارز». غير أن وكالة «رويترز» نقلت عن ضابط رفيع في الاستخبارات رفض كشف هويته «إن مصرياً مهماً جداً قُتل. كما قُتل أيضاً ثلاثة كينيين وصومالي». وأقرت «حركة الشباب» على موقعها على الانترنت بوقوع الغارة في منطقة ال «60 كلم»، لكنها قالت إن من غير الواضح هل الضحايا من مقاتليها أو المدنيين.