هاجمت حركة "فتح" بشدة الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" ايمن الظواهري واتهمته بمحاولة اثارة الفتنة الداخلية بين الفلسطينيين بعد دعوته الى عدم الاعتراف بالسلطة الفلسطينية او العمل معها، وتوجيهه انتقادات لاذعة للرئيس محمود عباس والنائب الفتحاوي محمد دحلان. في الوقت نفسه، اعلنت حركة"حماس"تحقيق تقدم في صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت بأسرى فلسطينيين، وهو امر نفته اسرائيل، رغم ان مصادر اسرائيلية لم تستبعد ان يتوج لقاء الرئيس حسني مبارك ورئيس الحكومة ايهود اولمرت في شرم الشيخ الخميس المقبل بإعلان التوصل الى اتفاق، خصوصاً بعد تلميح اوساط قريبة من اولمرت الى انه أمر الطاقم الاسرائيلي المفاوض بتسريع الاتصالات لإنجاز صفقة تبادل أسرى. راجع ص4 وفي تسجيل صوتي بُث على الانترنت امس لمناسبة عيد الاضحى، خاطب الظواهري"المجاهدين في فلسطين"قائلاً:"لا تعترفوا لهم للسلطة بشرعية ولا تسايروهم في دينهم العلماني ولا تشاركوهم في مجالسهم النابذة للشريعة". وتساءل:"كيف يمكن ان يكون عباس أخاً لنا، كيف يمكن ان يكون دحلان اخاً لنا وقد نمت لحومهما برشاوى اليهود ومنح الاميركان؟". إلا أن مسؤولين فلسطينيين رفضوا تصريحات الظواهري الأخيرة بوصفها تدخلاً و"تحريضاً ذميماً"، وقال الناطق باسم"فتح"للإعلام الخارجي جمال نزال في بيان إن هذه التصريحات التي"ركزت على أهمية إرساء القطيعة بين فتح وحماس، أذكت شكوكاً بأن للقاعدة ضلعاً في إطلاق النار على ناشطين في الحركتين لإيقاع الفتنة بينهما خدمةً للاحتلال". أما"حماس"، فاكتفى الناطق باسمها فوزي برهوم بالقول إن اسلوب تفكير الحركة يختلف عن أسلوب الظواهري، إذ انها تتبنى منهجاً اسلامياً معتدلاً وتحترم النظام الرسمي وتؤمن بالحوار بوصفه السبيل الوحيد لتسوية الخلافات. في غضون ذلك، اكد الناطق باسم الجناح العسكري ل"حماس"أبو عبيدة ان هناك"انفراجاً واضحاً"في الاتصالات لعقد صفقة تبادل مرده استعداد اسرائيل للتجاوب مع الشروط التي قدمتها الحركة. واضاف انه اذا سارت الأمور على وتيرة الأيام الأخيرة و"بشكل طبيعي"، فسيكون من الممكن تنفيذ"صفقة سريعة وقريبة". لكن مسؤولاً اسرائيلياً نفى قرب التوصل الى اتفاق، مضيفاً ان قضية الجندي ستكون في صلب لقاء مبارك واولمرت. ولم تستبعد مصادر اسرائيلية ان يثمر اللقاء اتفاقا يبدأ بتسليم الجندي الى مصر، على ان تطلق اسرائيل بعد ذلك مئات الأسرى، ثم دفعة ثانية وثالثة تشمل الوزراء والنواب من"حماس"وعدداً من الأسرى القدامى. في هذه الاجواء، اعلنت مصادر فلسطينية مطلعة أن عباس سيجتمع مع رئيس الحكومة إسماعيل هنية في عمان بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى.