حدد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس ملامح الخطاب"الشامل والمهم"الذي قال انه سيلقيه في الايام المقبلة، فأكد ان حكومته"لن تستقيل"رغم الأزمة المالية والسياسية و"لن تخلع جلدها"وتعترف بإسرائيل، معتبراً أن أهم انجازات هذه الحكومة انها"اوقفت الابتزاز السياسي عن طريق المال الذي كان يعطى للشعب الفلسطيني مقابل مطالب". وتحدث عن"روائح تآمر"، واصفاً الحصار بأنه"الاطول الذي تتحالف فيه قوى دولية واقليمية ومحلية ضد مشروع حماس". وتزامن كلام هنية مع تجدد الحديث في اسرائيل عن استئناف"مشروط"للاتصالات مع الرئيس محمود عباس على اساس"خريطة الطريق". واعلنت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في تل ابيب، انه آن الاوان لاجراء مفاوضات مع الرئيس عباس"فوراً ومن دون أي شروط". واضافت بعد لقائها نظيرها الايطالي ماسيمو داليما ان اسرائيل تعارض اقتراح روسيا عقد مؤتمر دولي للسلام بداعي ان اي اطار جديد"سيزيد الأوضاع تعقيدا ويخلق مشاكل وتدخلات لا ترغب اسرائيل بها". من جانبه، قال هنية في خطبة الجمعة التي ألقاها امس على مدى ساعة ونصف ساعة في أحد مساجد رفح جنوب قطاع غزة امام اكثر من ألف مصلٍ:"الى الذين انتظروا ان تعلن الحكومة... استقالتها، نقول لهم انتظروا طويلاً. الحكومة لن تستقيل لأنها جاءت بإرادة شعبية". وجاءت الخطبة في غالبيتها موجهة الى الداخل الفلسطيني، ولوحظ انه لم يأت على ذكر الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت. ودعا هنية الموظفين المضربين منذ السبت احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم، الى عدم توجيه تحركهم ضد الحكومة"بل الى الادارة الاميركية... والى الذين يفرضون الحصار والاغلاق ضد شعبنا". واضاف انه لا يجوز ان يتحول الاضراب الى"مشكلة فلسطينية - فلسطينية"، موضحاً انه يسعى الى حل الازمة المالية من خلال طلب المساعدة من الدول العربية. وتحدث عن وجود مؤامرات ضد مشروع"حماس"، وقال:"نحن في مرحلة تحرر وطني، وهذا يقتضي الا تكون لدى البعض توجهات للمس بالحكومة والتجربة الديموقراطية، فتناقضنا الرئيسي يجب ان يبقى مع الاحتلال، والا نوجه السلاح الى صدورنا". واضاف:"هناك روائح تآمر على المشروع مشروع"حماس"، وبين ايدينا الكثير من القضايا والمعلومات". وزاد:"هناك تصعيد اسرائيلي وحصار اقتصادي وسياسي ظالم وحراك داخلي في بعض البؤر تحركه الشهوات والهوى بغية الوصول الى اهداف تتعلق بمستقبل المشروع، والحكم، ومستقبل الاجيال". ووصف الحصار بأنه"الاطول الذي تتحالف فيه قوى دولية واقليمية ومحلية ضد المشروع الذي تسلمته الحركة الاسلامية، لكننا لم نستجب للمطالب الظالمة". وقال هنية ان حكومته"اوقفت الابتزاز السياسي عن طريق المال الذي كان يعطى للشعب الفلسطيني مقابل مطالب. والحكومة لن تكرر تجربة بدأت بالاعتراف باسرائيل وانتهت بتسليم مطلوبين"، و"كل من يتوقع اننا سنتراجع عن مواقفنا وان تخلع الحكومة ثوبها، فهو واهم". واعلن انه سيلقي قريبا خطاباً"مهما وشاملا"يتناول"الانجازات والاخفاقات والعقبات"التي واجهتها حكومته، بالاضافة الى"الرؤية المستقبلية".