أكد الرئيس التنفيذي لشركة"طيران العربية"، المملوكة لحكومة الشارقة عادل علي، أنّ الشركة"لا بد أن تسيّر عملياتها عاجلا أم آجلا إلى المطارات التي تقفل أبوابها حتى الآن في وجه طائراتها". وعلى رغم أن"العربية"تسيّر رحلات منتظمة إلى مدن مصرية مثل الإسكندرية وأسيوط والأقصر وشرم الشيخ، الا أن أبواب القاهرة لا تزال مقفلة في وجهها. وعزا ذلك إلى"رغبة الحكومات في حماية ناقلاتها الوطنية". ونجحت الشركة منذ شهور قليلة، بتسيير رحلاتها إلى مطار عمّان مباشرة، بعد مفاوضات استغرقت سنوات. واقتصر نشاط"العربية"قبل ذلك على مطار العقبة. ولا تزال الناقلة، بعد مضيّ ثلاث سنوات على بدء نشاطها الذي أسس لحقبة الطيران المنخفض التكاليف في المنطقة، تواجه صعوبات في توسيع نشاطها في بعض المناطق. وعلى رغم أن سوق الطيران هذه لا تزال توصف"بالسوق العذراء"في المنطقة،"فهي سوق صغيرة تسيطر عليها الناقلات الوطنية والعالمية الضخمة"، كما يقول ستيلوس هاجي ايونو مؤسسة شركة"ايزي جت"العالمية في هذا المجال. ولا تزال"ايزي جت"مترددة في دخول أسواق المنطقة، ويتوقع أن تدير نشاط واحدة من بضع شركات سعودية، ينتظر أن يتخذ قرار من السلطات السعودية باعتمادها قريباً كأول تجربة سعودية في المجال. من جهته، لا يرى الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، في حديث مع"الحياة"، أي تجربة طيران في المنطقة يمكن تصنيفها"بالطيران الاقتصادي"، معتقداً بأن أسعار تذاكر تلك النوعية من الطائرات تفوق، في بعض المرات، أثمان تذاكر الطيران التقليدي. لكنّ عادل علي لا يوافق على وجهات النظر"المتشائمة"تلك، داعياً المتخوفين إلى تفحص تجربة"العربية"، التي تسيّر 140 رحلة أسبوعية تقريباً إلى معظم المدن الرئيسية في الخليج والمنطقة، إضافة إلى أفغانستان وكازخستان وسريلانكا وتركيا، ليصل مجمل العدد إلى 27 وجهة. وتخطط الشركة إلى زيادة عدد طائراتها من 8 إلى 11 العام المقبل، ومضاعفة رحلاتها الحالية. وكانت شركة"طيران الخليج"، المملوكة من الحكومتين العُمانية والبحرينية، أطلقت تجربة متعثرة في مجال الطيران المنخفض التكاليف تحت اسم"مسافر الخليج"، الا أنها عدلت عن مشروعها سريعاً بعد خسائر ضاعفت مشاكل الشركة المالية. وأكد علي ان"هناك فلسفة متكاملة يجب اتباعها لإنجاح التجربة، تبدأ من عدد الموظفين وأجورهم، وصولاً إلى نوعية الطائرات، مروراً بالسياسة السعرية والحجز عن طريق الإنترنت". ولا تنوي الشركة توقيع عقود مع"بوينغ"، وتكتفي بشراء أو استئجار طائرات"ايرباص A380". وحول ارتفاع أسعار التذاكر في بعض المواسم، قال:"سياستنا واضحة، ونحن لا نخدع الزبون ولا نستغل ظرفه، نقول بوضوح: كلما حجز مبكراً، كلما نال السعر الأفضل، وهذه السياسة تتبعها الشركات العالمية الأهم في هذا المجال مثل الأميركية"ساوث ايست"و"رايان اير"التي تنقل 35 مليون مسافر سنوياً"، مشيراً إلى"ان الوعي بدأ يتغير. وهناك رجال أعمال وطلاب وعائلات تحجز قبل شهور من موعد الرحلة، و35 في المئة من مسافرينا يحجزون على رحلات مستقبلية، بعد عودتهم من رحلة سابقة". وأوضح انه:"إذا فرضت الدوحة 500 درهم على مرور المعوِّق في مطارها، فسنضيف المبلغ على تذكرته. لا خيار آخر لنا". ولا يعرف كثر أن الضرائب التي تفرضها المطارات تشكل أحياناً أكثر من ثلث قيمة التذكرة. وتسيّر الناقلة أحياناً رحلات بأقل من 100 دولار، للاتجاه الواحد، لا تشمل الضرائب. وستركز"العربية"في الفترة المقبلة على أسواق شبه القارة الهندية، وتنوي تسيير رحلات إلى باكستان، على رغم أن لا"ضوء أخضر"من الحكومة الباكستانية حتى الآن."وهذا أمر غريب، فالإمارات سمحت مؤخراً لشركة طيران باكستانية منخفضة التكاليف هي"اير بلو"بمزاولة نشاطها في أجوائها، ومع ذلك ممنوعون من دخول السوق الباكستانية". وفي الهند، سارعت الحكومة إلى تأسيس شركة"اير آسيا"، لمنافسة"العربية"وعدم ترك الخطوط بين الهند والإمارات حكراً عليها. وفي ما يتعلق بالدعوات المشككة التي تتناول مستوى السلامة على الطائرات الاقتصادية، أكد علي"أن أي دولة تحط فيها طائراتنا يجب أن تتأكد من ملاءمة مستوى تجهيزاتنا للوائح العالمية المتبعة في هذا المجال، ولا يعني ان عدم هبوط طائراتنا في القاهرة سببه نقص في تلك المعايير، فكيف يسمح لنا بالطيران إلى الإسكندرية وأسيوط إذن ؟". وأضاف أن"ايرباص"لن تغامر بسمعتها ببيع الطائرات لشركات"غير موثوقة"، وأيضاً شركة التأمين"لويدز"والشركات التي"تؤجرنا الطائرات"مؤكداً ان"قدرتنا التنافسية تكمن، أساساً، في إثبات معايير السلامة وتأكيدها، وهو الأمر الذي نجحنا فيه".