تخلص جنرالات الجيش الباكستاني من آخر سليل أسرة سردار ببلوشستان. وتحول سردار، بعد مقتله، الى بطل أسطوري، وبات قدوة معظم شبان بلوشستان. ولم تبدد رواية الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية ظروف مقتل الزعيم القبلي ظنون الشعب. وسرب مسؤولون حكوميون عدداً من الروايات عن ظروف مقتل نواب أكبر خان بوكتي. الرواية الأولى تقول إن صاروخاً موجهاً بالليزر أطلق على بوابة كهف اختبأ فيه بوكتي. ولكن وزير الإعلام نفى هذه الرواية، وزعم أن باكستان لا تملك مثل هذا الصاروخ. وذهب الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية الى أن الطائرات الحربية رصدت مخبأ بوكتي، وأطلق مسلحون موالون لهذا الزعيم النار عليها. فطوق الجيش المنطقة، وأرسل مجموعة من ضباطه إلى داخل الكهف، ثم وقع انفجار وتساقط سقف الكهف على من كان بداخله. ولاقى الجميع حتفهم. ولم تعرف هوية المفجر. وفي حين عُثر على جثث ضباط الجيش، وصندوق فيه كميات ضخمة من الاموال بالعملة المحلية والدولار وذخيرة بعد الحادثة، لم يعثر على جثة نواب أكبر خان بوكتي ورفاقه إلا بعد خمسة أيام من العملية. وتناقضت رواية الجيش حول الجثة، ما عزز الاعتقاد الشائع بأن بوكتي قتل في اليوم الأول من العملية، وأن جثته كانت في المستشفى العسكري في كويتا أو روالبندي. وقال رؤوف منغل، زعيم الحزب القومي البلوشي وعضو البرلمان الباكستاني، إن الجيش استخدم الأسلحة الكيماوية في العملية، وطالب بتسليم جثث القتلى الثلاثين إلى عائلاتهم. وهدد منغل بلجوء البلوش الى الاممالمتحدة والمجتمع الدولي إذا لم يوقف الجيش عملياته ببلوشستان، ويطلق سراح الاسرى البلوش. وهؤلاء قد لا يرون مفراً من الطلب الى قوات الپ"ناتو"التدخل الى جانبهم ضد إرهاب الدولة. والحق أن إعلان الرئيس برويز مشرف، قبل العملية، أن البلوشيين لن يعرفوا من أين ستأتيهم الصواريخ، يعزز شائعة تعمد الحكومة قتل بوكتي. وفي مقابلة، في1973، ويومها كان حاكم إقليم بلوشستان، قال نواب أكبر خان بوكتي:"إن سردان خير بخش مري، وسردار عطاء الله منغل، وسردار غوث بخش بازينجو، هم آخر سردارات بلوشستان. وعلى رئيس الوزراء، ذو الفقار علي بوتو، التفاوض معهم، وحل مشكلات هذا الإقليم سياسياً. وبعد هؤلاء القادة، لن يقبل الجيل الشاب من البلوش إلا بانفصال بلوشستان عن باكستان واستقلالها". عن ألطاف أحمد قرشي ، "نايشن" الباكستانية، 4\9\2006