نظمت الحكومة الباكستانية مراسم دفن الزعيم القبلي نواب أكبر خان بوكتي في بلدته ديرة بوكتي ضمن إقليم بالوشستان جنوب غربي أمس، وذلك من دون أن يحضر صلاة الجنازة على جثمانه أي من أقاربه بل 11 شخصاً جلبتهم السلطات. ودفن الجثمان الذي وضع في صندوقپأحكم إغلاقه بثلاثة أقفال، تحت حراسة مشددة وفرها جنود من الجيش وقوات حرس الحدود، من أجل منع أنصاره وأقاربه من إخراج الجثمان وإعادة دفنه في مراسم شعبية تليق بزعيم قبلي بات رمزاً وبطلاً قومياً لقبائل البلوش، كما أكدت مصادر مستقلة. ورفض أقارب الزعيم القتيل تسلم جثمانه ودفنه بشروط الحكومة التي طلبت منهم عدم فتح الصندوق الذي يحتوي الجثمان. وأفادت جهات مقربة من الحكومة إن مطالبة الحكومة بمنع فتح التابوت جاء لمنع ذويه من رؤية وجهه بعدما تعرض للتشويه، فيما أشارت روايات أخرى تناقلها زعماء المعارضة إلى أن جسد أكبر بوكتي تعرض للتشويه بسبب الرصاص الكثيف الذي أطلق عليه، وهو ما ينفي رواية الحكومة بأنه توفي بسبب انهيار الكهف الذي مكث فيه في منطقة كوهلو. ونقلت مصادر إعلامية عن معارضين للرئيس برويز مشرف، أن بوكتي تعرض لإصابات نتجت من استخدام الجيش بأسلحة كيماوية في محاولة القضاء عليه ورجاله من جماعات متمردين البلوش الذين تتهمهم الحكومة بمحاولة الانفصال، بينما يؤكد البلوش أنهم يطالبون بنيل حقوق مواطني الإقليم على غرار سكان الأقاليم الأخرى في باكستان. وتوقعت مصادر صحافية اندلاع مواجهات عنيفة بين المقاتلين القبليين البلوش والجيش، فيما سرت شائعات في العاصمة إسلام آباد عن وجود تهديدات من البلوش باستهداف فنادق ومرافق عامة، ما حتم زيادة إجراءات الأمن في محيط فنادق العاصمة ومقرات الحكومة فيها . ووصفت تقارير مقتل بوكتي بأنه بداية نهاية حكومة مشرف"بعدما تجاوزت كل الحدود المعقولة في التعامل مع أبناء الشعب الباكستاني، في وقت تمد يدها للسلام ليس مع الهند فقط وإسرائيل". وتزامنت هذه الأحداث مع تنفيذ إضراب عام دعت إليه قوى المعارضة، لكنه لم يلقَ استجابة كاملة من القطاع التجاري في باكستان. على صعيد آخر، أعلنت البحرية الباكستانية أنها ستجري تدريبات مشتركة مع البحرية الأميركية في بحر العرب لمدة أسبوعين بدءاً من الاثنين. وأشارت إلى أن غواصة من طراز"أغوستا - 90 بي"وثلاث سفن من البحرية الباكستانية ومثلها من البحرية الاميركية وحاملة الطائرات"انتربرايز"ستشارك في التدريبات"التي تهدف الى تعزيز الخبرات في عمليات التصدي البحري للهجمات الارهابية". وتعتبر باكستان حليفة رئيسية للولايات المتحدة في الحرب التي تشنها على الارهاب في العالم.