قتل مدنيان وجرح آخر في هجوم نفذه انتحاري استقل سيارة مفخخة لدى مرور قافلة تابعة للقوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو في ولاية قندهار جنوبأفغانستان. وأوضح يوسف ستانيزاي، الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، أن الهجوم وقع بين مدينة قندهار والقاعدة الجوية فيها التي يتمركز فيها آلاف الجنود من"إيساف". وأكد الرائد كوينتين إينيس، الناطق باسم"إيساف"وقوع الهجوم، وأكد أنه لم يسفر عن إصابة أي جنود، فيما دمرت إحدى آليات القافلة بعدما اصطدمت سيارة الانتحاري بها. جاء ذلك بعد ساعات من إصابة جندي كندي وآخر أفغاني في هجوم نفذ بإطلاق قذائف هاون في منطقة زهاري ضمن الولاية ذاتها. وأوضح جاي باكستون، الناطق باسم وزارة الدفاع، أن الهجوم استهدف مركزاً متقدماً للجيش الكندي، وأشار إلى أن حياة الجندي الكندي"ليست في خطر"، في لم يحدد الوضع الصحي للجندي الأفغاني. وفي باكستان، أضرمت مجموعة من مثيري الشغب النار في عدد من المباني وفجرت قنابل مصنعة يدوياً في كويتا، في يوم ثالث من أعمال عنف نفذت للاحتجاج على مقتل نواب اكبر باكتي زعيم المتمردين في بلوشستان السبت والذي أقيمت الصلاة عليه أمس. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع في الهواء في محاولة للسيطرة على الوضع، علماً أنها استدعت عناصر من القوات شبه العسكرية لمؤازرة رجالها. وأعلنت لاحقاً مقتل أحد رجالها. وحضر الآلاف ومن بينهم وزراء سابقون وحكام المناطق جنازة بوكتي التي جرت في ملعب رياضي محلي. وقال داد محمد 22 سنة أحد أفراد قبيلة بوكتي"إنها مأساة كبيرة. أصبح بوكتي أسطورة"، علماً أن كثيرين من سكان بالوشستان ينظرون إليه باعتباره بطلاً بسبب قتاله ضد حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرف للمطالبة بحصولهم على حصة اكبر من عائدات الغاز. وصرح سليم شهواني 25 سنة:"قاتل بوكتي من اجل حقوق شعب بالوشستان. لقد أرسى الطريق للسكان، واصبح الأمر بأيديهم حالياً". وأسفرت أعمال العنف في اليومين السابقين عن اعتقال اكثر من 500 شخص ومقتل اثنين. ووقعت أعمال عنف أخرى في عدد من مدن بالوشستان اليوم الثلاثاء بينها توربات حيث احرق المحتجون ثلاثة متاجر وبنكاً. ولم تستعد جثة بوكتي من الكهف الذي انهار خلال تبادل عنيف لإطلاق النار بين عناصر الأمن الباكستانيين ورجال بغتي المسلحين. وتتواصل الجهود لتحقيق ذلك تمهيداً لدفن الجثة في مقبرة أجداده. وقال عضو مجلس الشيوخ آغا شهيد نسيب بوكتي إن عائلته اتصلت بالحزب الحاكم لطلب مساعدته في استعادة الجثمان، لكنها لم تتلق رداً حتى الآن. ووصف المحللون مقتل بغتي بأنه"خطأ"ارتكبته الحكومة، وحذروا من أن مقتله يمكن أن يدفع شعب بالوشستان إلى التطرف ويزيد حدة التمرد. وتتزايد المشاعر الانفصالية في بالوشستان منذ إقامة دولة باكستان قبل نحو 60 عاماً. وصرح رئيس الوزراء شوكت عزيز أول من أمس أن الجيش لم يتعمد استهداف بوكتي، لكن الرئيس مشرف حذر من أن حكومته ستقضي على التمرد، ووعد بتحسين الأوضاع في بالوشستان. وتتهم باكستان خصمها الهند بمساعدة المتمردين في الإقليم المحاذي للحدود مع أفغانستان وإيران. ووصفت الهند مقتل بوكتي بأنه مأساة، ودعت إلى إجراء محادثات.