أعلنت وزارة الدفاع الافغانية أمس، أن اثنين من عناصر حركة"طالبان"قتلا في غارة جوية شنتها القوات الدولية لإرساء الأمن إيساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو في مدينة ناوزاد عاصمة ولاية هلمند جنوب. وأوضحت الوزارة أن الهجوم شن باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف"آر بي جي". وقالت إن الضربات الجوية التي نفذتها قوات التحالف أجبرت مقاتلي"طالبان"على التراجع، مشيرة إلى أن القوات الافغانية عثرت لاحقاً على جثتي اثنين من عناصر الحركة قرب مدينة ناوزاد. وأكدت الوزارة عدم تعرض أي من الجنود الأفغان لأذى. تزامن ذلك مع سقوط صاروخين أطلقا من موقعين غير محددين واستهدفا وسط كابول، من دون أن يتسببا في خسائر بشرية أو مادية. وقال يوسف ستانيزاي، الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية:"أطلق الصاروخان من شرق العاصمة، وسقط أحدهما على أرض غير مأهولة قرب منطقة سكنية، والثاني في حديقة شاري - ناو". على صعيد آخر، أكد مسؤول بارز في وزارة الخارجية البريطانية رفض كشف اسمه أن مقاتلين أجانب بدأوا في الظهور بين عناصر"طالبان"التي تقاتل القوات البريطانية في الولاياتالجنوبية، مشيراً إلى قدرة باكستان المجاورة على بذل مزيد من الجهود لإحباط نشاطات الحركة التي أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة نظام حكمها في أفغانستان نهاية عام 2001. وقال:"اعتمدت طالبان بشكل كبير حتى الآن على المحليين، لكن ذلك بدأ يتغير، وظهر مزيد من المقاتلين الأجانب بينهم شيشان في شكل ثانوي". وأضاف:"لدينا أدلة قوية على أن جماعة في منطقة كويتا الباكستانية تنسق نشاط طالبان، علماً أننا ندرس مع باكستان وسائل إحباط ذلك". لكن مسؤولاً بارزاً في وزارة الدفاع قلل من أهمية وجود مقاتلين أجانب، وقال:"مؤشرات تورط أجانب ما زالت محدودة". وتواجه القوات البريطانية مقاومة شرسة في ولاية هلمند التي يزدهر فيها إنتاج المخدرات، وقتل ستة في صفوفها في هلمند خلال الشهر الجاري، فيما أعلنت مقتل مئات المتمردين خلال الصيف. وفي باكستان، باشر عشرات من الجنود الباكستانيين إزالة الأنقاض من كهف في إقليم بلوشستان القبلي، حيث قتل الزعيم المتمرد نواب بوكتي وعدد من رجاله في معارك في هجوم شنته القوات الحكومية السبت الماضي. وانبعثت رائحة الموت والمتفجرات من الكهف الذي يقع أسفل جرف صخري في وادٍ عميق، فيما جر جنود ألواحاً من الخشب والقضبان في ممر ضيق الى الكهف الذي جرى تفجيره. وقال العميد نصر الله عبير من فوج الهندسة في الجيش والذي يشرف على الأعمال أن"الرائحة تصدر من الجثث المتحللة"، مشيراً إلى أن الجنود يسعون إلى بناء رصيف ووضع دعامات للإمساك بما بقي من سقف الكهف، قبل أن يتمكنوا من جر الانقاض وكشف الجثث، و"هو أمر يمكن أن يستغرق ثلاثة إلى أربعة أيام أو ربما أسبوع". وصرح ضابط آخر بأن المنطقة المحيطة بالكهف مملوءة بألغام تعمل فرق على إزالتها. واندلعت أعمال عنف في أنحاء بلوشستان منذ مقتل بوكتي، وهو حاكم سابق للإقليم قاد حملة للمطالبة بنيل حكم ذاتي في الإقليم الأغنى بألغاز لكن الأكثر فقراً في باكستان، ونصيب أكبر من موارد البلاد. وشملت الحملة هجمات على منشآت الغاز والبنية التحتية وقوات الأمن. وفجر متمردون مشتبه بهم خطاً للسكك الحديد وأضرموا النار في مكتب حكومي وبعض المتاجر في بلدة خوزدار أول من أمس، فيما ترافقت صلاة على بوكتي مع اشتباكات عكست احتدام الغضب بسبب مقتله. وعلى رغم أن الحكومة تقول إن قوات الأمن لم تنوي قتل بوكتي، لكن نافذين من طائفة البلوش ومعارضين سياسيين ومحللين أمنيين يشككون في ذلك.