علمت"الحياة"أمس في انقرة من الوفد المرافق للامين العام للامم المتحدة كوفي انان أن الأمور عادت وتعقدت في الاتصالات الجارية من أجل رفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان، بسبب شروط تل ابيب المتشددة، بعدما كان توقع رفع الحصار خلال 48 ساعة، فيما وافق البرلمان التركي على ارسال كتيبة من الجيش لتنضم الى قوات"يونيفيل"المعززة في جنوبلبنان. وسألت"الحياة"انان خلال حضوره في أنقرة حفلة أقامها للوفد المرافق له، عن آخر نتائج الاتصالات، فقال:"يبدو أننا في سوق والأسعار تتغير كل لحظة". وأضاف:"بعدما كنا طرحنا أن يرفع الحصار عن المطار، فور تلقي رسالة رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة التي تطلب انتشاراً للوحدات الألمانية البحرية، عادت الأمور فتغيرت. وبات الحديث عما إذا كان يتعين رفع الحصار البحري أولاً أم الجوي". وكشف أنان أن السنيورة قال له في الاتصال الأخير الذي اجراه معه مساء أمس:"لقد سئمت من تعديل الشروط التي تطرح علينا ونريد تسلسلاً واضحاً للخطوات التي تؤدي إلى رفع الحصار"الذي كان اتفق عليه قبل يومين. وعاد أنان فشرح كيف ان التسلسل الذي اتفق عليه كان يقضي بأن يفتح المطار فور إرسال السنيورة رسالته التي تطلب انتشاراً بحرياً ألمانياً قبالة الشاطئ اللبناني لمراقبة احتمالات تهريب الأسلحة. ومازح الصحافيين قائلاً إن"السنيورة طلب تسلسلاً واضحاً حتى لا نصبح في سوق خان الخليلي". وقال أن رسالة الحكومة اللبنانية أصبحت"حاضرة"لديه، لكن الحكومة لن تسلمها قبل أن تضمن رفع الحصار عن المطار. وأوضح أن المسألة باتت مسألة توقيت والجانب اللبناني يربط إرسال الرسالة بضمان فتح المطار، فيما الجانب الإسرائيلي يربط فك الحصار بانتشار الوحدات الأوروبية الموقتة، كي يبدأ بفك الحصار البحري. من جهة ثانية، قال الناطق باسم أنان أحمد فوزي إن الأمين العام واصل من الطائرة التي أقلته إلى أنقرة اتصالاته لفك الحصار، وبعد هبوطها، وأجرى ثلاثة اتصالات مع السنيورة وأربعة مع مفوض الامن والعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي طالبها بمزيد من التحرك مع الجانب الإسرائيلي لتخفيف شروطه. وتلقى انان اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد، أبلغه فيه استعداد دمشق لقبول المساعدة التقنية الألمانية لمراقبة الحدود اللبنانية - السورية، منعاً لتهريب الأسلحة. واعتبر أنان أن هذا الموقف"خطوة إيجابية". وعاد أنان فكشف أنه أجرى اتصالات لتأمين خبراء مدنيين من أجل المساعدة في إجراءات الحكومة اللبنانية في مراقبة المطار، على أن يكونوا تابعين إلى الأممالمتحدة، ويبدأوا عملهم خلال 48 ساعة، من أجل ضمان مراقبة للمطار، إضافة إلى"الإجراءات الجدية"التي اتخذتها الحكومة اللبنانية. وواصل اتصالاته مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي والمسؤولين اليونانيين في هذا الصدد. موافقة شيراك وفي باريس، اعلن القصر الرئاسي الفرنسي امس ان الرئيس جاك شيراك وافق مبدئيا على طلب الاممالمتحدة والحكومة اللبنانية مساهمة البحرية الفرنسية في مراقبة سواحل لبنان، لكنه اضاف انه لا يزال يتعين تحديد قواعد عمل هذه العملية بشكل دقيق. ولفرنسا نحو 1700 جندي فرنسي يشاركون على متن سفن عدة في عملية"باليست"التي اطلقتها فرنسا في 15 تموز يوليو اثر اندلاع المعارك في لبنان بين"حزب الله"والجيش الاسرائيلي. وتقدم هذه العملية دعما لوجيستيا لقوة اليونيفيل المعززة التي تشارك فيها فرنسا بألفي عنصر. من جهته، اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر - شتاينماير ان الحكومة الالمانية كانت تنتظر امس طلبا خطيا من بيروت يتعلق بمشاركة المانية في قوة"يونيفيل"المعززة، وقال:"نريد طلباً خطياً وبعد ذلك سنتخذ قراراً". وأكد مساعد المتحدث باسم الحكومة توماس شتيغ ان على الحكومة اللبنانية رفع طلبها الى الاممالمتحدة في نيويورك وليس الى برلين. الى ذلك، وافق البرلمان التركي بعد مناقشات حادة على طلب الحكومة ارسال كتيبة من الجيش الى لبنان للمشاركة في"يونيفيل". ووقفت احزاب المعارضة جميعها صفا واحدا ضد قرار الحكومة. وبينما كان النواب يناقشون الامر في البرلمان خرج آلاف المتظاهرين الى الشارع في العاصمة انقرة وحاولوا التوجه الى البرلمان لكن قوات الامن منعتهم.