في وقت بدت إيطاليا مترددة في قبول الدعوة الإسرائيلية لتوليها قيادة القوة الدولية المعززة في لبنان يونيفيل، شددت المستشارة الألمانية انغيلا مركل على ضرورة تعزيز القوة الدولية سريعاً بسبب هشاشة الهدنة بين"حزب الله"والدولة العبرية. وأعربت عن ثقتها في أن أوروبا ستشارك بفعالية في"يونيفيل"الموسعة، قبل ايام من قمة ثنائية تجمعها والرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس الجمعة المقبل للبحث في الجهود الدولية لمساعدة لبنان. وعلى رغم أن رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي لم يستبعد إمكان تولي إيطاليا قيادة"يونيفيل"المعززة، فإنه لم يوافق أيضاً على ذلك، ربما في انتظار تحديد مهمة القوة، حرصاً على توفير كل الشروط مسبقاً على الأرض لضمان نجاح مهمة الفصل بين اسرائيل و"حزب الله". وقال قريبون من برودي لصحيفة"لا ستامبا"إن رئيس الوزراء يود ان تتيح الازمة اللبنانية"لاوروبا ان تثبت قدرتها وقوتها وجدارتها على الصعيد العسكري أيضاً". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت طلب إلى برودي أن تلعب بلاده"دوراً رئيسياً"في القوة الدولية، بعد تحفظات فرنسا التي"علقت"نشر جنودها في لبنان، بحسب محللين وصحافيين إيطاليين. كذلك، شجع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس القادة الإيطاليين على تولي قيادة القوة، خلال اتصالات هاتفية أول من أمس، بعد تراجع فرنسا. وعبر خبراء عسكريون إيطاليون لصحيفة"ايل ميساجيرو"عن موقف حذر، إذ اعتبروا أنه"لا يمكن لايطاليا ان تكون وحيدة ...، خصوصاً أن تولي قيادة المهمة الدولية في وقت تتهرب منه دول اخرى، قد يعرض بلدنا إلى مخاطر كبيرة جداً ويجعل منها هدفاً لاعتداءات إرهابية". من جهة أخرى، قالت مركل إن الوضع في لبنان يتطلب نشر جزء من القوة الدولية سريعاً. وابلغت مؤتمراً صحافياً ان"من الضروري نشر ولو بعض من قوة يونيفيل هناك بسرعة. الوضع هش جداً ... يجب أن لا نطيل اختبار هشاشة الوضع". وجاءت تصريحات مركل في وقت أعلن الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ أن المستشارة ستلتقي الجمعة في باريس شيراك، في قمة غير رسمية تتناول التعهد الدولي لمساعدة لبنان. وسيحضر الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ونظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير. وتعقد القمة في اطار اتفاق بين فرنسا والمانيا يتيح للمسؤولين الفرنسيين والالمان الاجتماع، من دون تحديد جدول اعمال مسبق للبحث في القضايا الثنائية والاوروبية والدولية. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية اليونانية جورج كوموتساكوس أن بلاده تدرس إمكان ارسال فرقاطة ومروحية ووحدة من الغواصين للمشاركة في القوة الدولية في لبنان. وقال خلال مؤتمر صحافي إن اثينا سترسل مجموعة من الضباط إلى رئاسة اركان"يونيفيل". وأشار إلى أن الحكومة ستكشف مشاركتها خلال اجتماع للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي يعقد الأربعاء في بروكسيل.