في وقت لا يزال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يتعرض لضغوط وحملات متواصلة من نواب عماليين متمردين تطالبه بالاستقالة، سلطت الأضواء على ما وصف ب"خطة أو استراتيجية"لرحيله عن السلطة، وضعها بعض أعوانه المقربين. وواصلت وسائل الإعلام البريطانية الحديث عن مصير بلير وسط هذه النداءات التي تؤكد أن الوقت حان كي يحسم أمره ويعلن جدوله الزمني للتنحي، علماً انه رفض ذلك مراراً. وركزت الصحف على رسالة أو رسائل وفقاً لروايات أخرى وقعها عدد كبير من النواب ومن بينهم بعض الموالين له تطالبه بالاستقالة"في أسرع وقت ممكن". ونشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف"أن بعض الوزراء السابقين كانوا من بين الذين وقعوا على هذه الرسائل. وكذلك فإن نواباً عماليين من إقليم ويلز يعتزمون أن يبعثوا بعريضة منفصلة لبلير تطالبه بالاستقالة قبل الانتخابات الإقليمية التي ستجرى في شهر أيار مايو من العام المقبل. وقال نائب بارز"إن الناس قد أصابها الضجر مما يجري وتريد رحيل بلير". وفي تطور آخر، سربت إلى الإعلام مذكرة سرية تضم تفاصيل مثيرة عن الخطة الخاصة برحيل بلير تتزامن مع ذكرى مرور عشرة أعوام على توليه الحكم وذلك في أيار مايو المقبل. وتهدف الاستراتيجية إلى إبراز تراث بلير وإنجازاته والإشادة به قبل رحيله. ويشمل ذلك قيامه بجولات في مناطق بريطانية مختلفة ضمن عملية الوداع الطويلة. وتتحدث المذكرة السرية أيضاً عن ضرورة إجراء أحاديث صحافية وتلفزيونية وإذاعية معه في برامج شعبية واسعة الانتشار. وكذلك تقترح المذكرة أن يدلي ببعض الأحاديث للصحافة العالمية من أجل إبراز دوره العالمي خلال فترة حكمه. وأطلق على هذه الخطة اسم"إعادة الالتحام مع الجماهير - روابط جديدة مع الإعلام". في الوقت ذاته، تحدثت صحيفة"ذي غارديان"عن رسالة يقوم بإعدادها 38 نائباً تطالب بلير بالاستقالة، ولكن الصحيفة لم تنشر نص هذه الرسالة. وبالنسبة إلى النتائج السلبية وعدم الاستقرار في العراق بعد الغزو، تقر الوثيقة بأن هذه المشكلة لا تزال تلقي بظلالها الكثيفة على حكم بلير. وتوضح الخطة أن من المهم أن يتم إدخال العراق في الجوانب الإعلامية قبل انتهاء حكم بلير لأن هذه الأزمة"هي الفيل الجاثم داخل الغرفة"أي العامل السلبي المخرب لإنجازاته، وينبغي معالجتها إعلامياً. في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن حزب المحافظين المعارض بزعامة ديفيد كاميرون سيحقق الفوز في الانتخابات المقبلة بغض النظر عما إذا كان زعيم العمال عندئذ هو غوردون براون، وزير المال والخليفة المرتقب لبلير، أو جون ريد وزير الداخلية الطموح. وقالت نسبة 42 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة"ذي تايمز"إنها ستؤيد المحافظين في الانتخابات المقبلة، في حين أعلنت نسبة 33 في المئة أنها ستصوت لحزب العمال إذا اصبح تحت زعامة براون، و32 في المئة، إذا أصبح ريد زعيماً للحزب