اشتعلت"الحرب الأهلية"داخل حزب العمال الحاكم في بريطانيا، بعدما رفض زعيمه رئيس الوزراء توني بلير الاستجابة لمطلب 50 نائباً"عمالياً"تحديد موعد تخليه عن السلطة، بعد تعرض الحزب الأسبوع الماضي للهزيمة الأسوأ في انتخابات المجالس المحلية منذ عام 1997، وذلك لحساب وزير المال الحالي غوردن براون الذي أكد أن الأولوية تبقى لتحديد الزعيم التالي للحزب، و"هو أمر يعني بلير نفسه وأعضاء الحزب بالدرجة الأولى". وأقر مساعدو بلير بوجود مؤامرة للإطاحة به، وقالوا إن بلير سيقاومها ويتغلب عليها، على رغم أن ردود فعل عدد متزايد من النواب والوزراء السابقين من الحزب الحاكم أجمعت على أن التعديلات الوزارية الواسعة والتي وصفت بأنها"مذبحة"لم تسمح لبلير باستعادة زمام المبادرة وإنهاء التمرد المتصاعد داخل حزبه. وركزت الصحف أمس، على نشر نص رسالة وقعها 50 نائباً في حزب العمال حضت بلير على الشروع في تنفيذ عملية انتقال منظمة ومشرفة ضمن مهلة تمتد حتى نهاية تموز يوليو المقبل كحد أقصى. وحذّرت من ان رفض بلير الاستجابة للمطالب سيجعل النواب يرغمونه على التخلي عن الحكم، علماً ان تقارير تحدثت عن استعداد عدد متزايد من النواب العماليين للتوقيع على الرسالة. وأيضاً، أشارت الرسالة الى الانتقادات الواسعة لبرامج الإصلاحات التي تقدم بلير بها سواء في مجال الخدمات الصحية او التعليم، وكذلك أهمية تغيير زعيم الحزب الذي لمح إليه براون نفسه بعد هزيمة العمال في الانتخابات المحلية. وتوقعت مصادر معارضة لرئيس الوزراء ان تؤدي هذه الخطوة الى انهيار حكومة بلير تحت ضغط احتمال مواجهة حزب العمال"كارثة"جديدة في الانتخابات البرلمانية التالية. وأيضاً، نشرت الصحف تفاصيل عن العلاقة الغرامية بين دون بريسكوت، نائب رئيس الوزراء ونائب زعيم العمال، مع سكرتيرته تريسي تيمبل تضمنت تأكيدها ممارسة الجنس معه داخل مكتبه الحكومي. وقالت في مذكرات نشرتها صحيفة"ذي ميل أون صنداي"أن بريسكوت لاحقها منذ اليوم الأول لتوليه منصبه. وتحقق الشرطة حالياً في مزاعم السكرتيرة. وكانت انتقادات شديدة وجهت الى بلير لعدم معاقبته بريسكوت في شكل قاسٍ في تعديلاته الوزارية، حيث اكتفى بتقليص صلاحياته مع الاحتفاظ بمنصبه وميزات الإقامة في مسكن تناهز تكلفته 800 ألف جنيه سنوياً. وزعمت تقارير أخرى ان تعيين جون ريد خلفاً لتشارلز كلارك في منصب وزير الداخلية ارتبط برغبة بلير في إحاطة نفسه بأكثر الشخصيات الموالية له، علماً أن ريد تولى تسعة مناصب وزارية مختلفة في حكومات بلير خلال أقل من ثمانية أعوام، ويعتبر أحد منافسي براون على زعامة العمال. على صعيد آخر، أبدى سترو استياءه لإقالته من منصب وزير الخارجية وتعيينه في منصب وزير الشؤون البرلمانية الأقل أهمية، ما يطرح تساؤلات عن إمكان تكراره خطوة سلفه روين كوك الذي استقال بعد فترة من تعيينه في المنصب ذاته، علماً أن محللين أكدوا ان تغيير منصب سترو حتمه غضب بلير من تقربه من براون وإصراره على عدم تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران، بسبب أزمة برنامجها النووي. وتتوجه وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة مارغريت بيكيت إلى الولاياتالمتحدة اليوم للقاء نظيرتها الأميركية كونداليزا رايس ووزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن من اجل بحث الأزمة الإيرانية قبل صدور القرار الجديد الذي سيلزم طهران وقف تخصيب اليورانيوم.