سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوات إلى تنفيذ "عملية ردع" بعد اتهام "حماس" بتهريب أسلحة عبر أنفاق من مصر . تصاعد التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ينذر بإطلاق عدوان شامل على قطاع غزة
ينذر التحريض الاسرائيلي المتواتر في الأسابيع الأخيرة على الفلسطينيين في قطاع غزة بأن الحكومة الاسرائيلية تعد لاطلاق يد الجيش في تنفيذ عدوان شامل على القطاع بداعي وقف تهريب الأسلحة من الأراضي المصرية للقطاع ووقف اطلاق قذائف"القسام"على بلدات جنوب اسرائيل، وهو ما يطالب به منذ فترة اركان المؤسسة الأمنية، يؤيدهم عدد من الوزراء وأقطاب اليمين الاسرائيلي. وكانت الأوضاع في قطاع غزة الملف الأبرز الذي توقف عنده الوزراء في جلسة الحكومة الأسبوعية امس المؤجلة من الأحد الماضي بسبب رأس السنة العبرية، في وقت صدرت"يديعوت احرونوت"بعنوان رئيس توقعت فيه اندلاع مواجهات وشيكة مع الفلسطينيين. وقاد جوقة التحريض في جلسة الحكومة رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال دان حالوتس، ورئيس جهاز الأمن العام شاباك يوفال ديسكين، وسلفه الوزير الحالي آفي ديختر الذي طالب ب"عمليات تردع الفلسطينيين وتضطرهم الى دفع الثمن". وقال حالوتس الذي لمح الأسبوع الماضي الى ان الجيش يعد العدة لعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة على غرار عملية"السور الواقي"في الضفة الغربية قبل اكثر من اربعة اعوام، ان الجيش جاهز لتنفيذ اي مهمة لوقف اطلاق قذائف"القسام"، لكن"القرار بيد المستوى السياسي". واضاف ان الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيداً في اطلاق النار من القطاع، و"ان حركة"حماس"تعاظم قوتها العسكرية وتزودت صواريخ متطورة مضادة للدبابات ومواد تفجيرية واسلحة مختلفة". وتابع ان الجيش، بالتعاون مع"شاباك"، يركز نشاطه على قصف انفاق للتهريب يقيمها الفلسطينيون تحت مبان مأهولة. ورداً على سؤال عن مصير حكومة الوحدة، قال حالوتس ان"حماس"في دمشق تتمترس وراء موقفها القائل ان"وثيقة الاسرى"التي لا تعترف باسرائيل يجب ان تشكل الوثيقة الرئيسية التي تعتمدها الحكومة المقترحة. وكرر رئيس"شاباك"اتهاماته من الاسابيع الأخيرة للفلسطينيين بتهريب اطنان من الاسلحة والوسائل القتالية المختلفة. وقال ان ما تقوم به مصر من منع تهريب"بالكاد يوازي نقطة في بحر"، مضيفا انه منذ فك الارتباط عن قطاع غزة قبل 13 شهرا، تم تهريب 19 طناً من المواد التفجيرية، منها اربعة اطنان منذ آب اغسطس الماضي، اضافة الى مئات البنادق وعشرات آلاف الرصاصات ووسائل قتالية متنوعة"لا اريد الخوض في تفصيل نوعيتها". وأضاف انه لو تم تهريب مثل هذه الأسلحة من سورية الى"حزب الله"لعلت صرخة مدوية في الحكومة. وتابع ان المصريين يعرفون هوية المهربين، لكنهم لا يعالجون المشكلة. من جهته، انتقد وزير الأمن الداخلي السابق رد الأجهزة الأمنية على مطلقي قذائف"القسام"، وقال ان اسرائيل تفيق كل صباح على"صباح الخير قسام"من دون ان توفر المؤسسة العسكرية رداً مناسباً يجلب الهدوء لسكان البلدات التي تتعرض لهذه القذائف. وتابع ان رد الجيش على القذائف لا يتلاءم وحجم التهديد الذي تشكله، مطالباً بالتعامل مع المسألة بقبضة اشد. وعن السبل الكفيلة بذلك، قال ديختر انه لا يقترح احتلال القطاع"انما المطلوب القيام بعملية توفر الردع مقابل السلطة الفلسطينية وحماس، ويجب توجيه ضربات حيث ينبغي وجباية الثمن". واضاف انه يتوجب على الحكومة ان تعيد النظر في سياستها تجاه القطاع في اعقاب تواصل سقوط الصواريخ. وتطرق الى ادعاء تهريب الأسلحة من مصر، وقال انه ينبغي ممارسة الضغط المتواصل، وعلى اعلى المستويات، على مصر والاستعانة بالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في ذلك، مع امكان تحويل القضية الى مجلس الأمن. ورد وزير الدفاع عمير بيرتس على اقوال ديسكين بالتأكيد ان رد الجيش على القذائف سيكون صارما وحازما، و"نحن نواصل فحص القيام بعمليات اضافية"، مضيفاً ان الجيش يقوم بعمليات متنوعة في القطاع ويضرب مخازن الأسلحة. اولمرت يدافع عن مصر ورد رئيس الحكومة ايهود اولمرت على الاتهامات الموجهة لمصر بالقول انه سيطلب من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اعادة صوغ التفاهمات المتعلقة بتشغيل معبر"فيلادلفي"جنوبغزة. لكنه طالب المتحدثين بتخفيف حدة الانتقادات لمصر، مذكّرا بأنها تبذل جهودا لاطلاق الجندي غلعاد شاليت من الأسر في غزة. واعتبر اولمرت تهريب كميات كبيرة من الأسلحة من مصر الى القطاع"تصعيدا نوعيأ يشكل خطرا على اسرائيل ويؤثر على هامش نشاطها". وتابع ان مسألة اطلاق اسرى فلسطينيين غير واردة قبل الافراج عن الجندي. وأضاف انه عندما سيتم اطلاق اسرى فلسطينيين، فان الأمر سيكون مع السلطة ورئيسها محمود عباس وليس مع"حماس". وزاد ان اسرائيل تتمسك بالموقف القائل ان اي حكومة فلسطينية تقبل بالشروط الاسرائيلية - الدولية الثلاثة الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ الارهاب ستكون شريكة في مفاوضات سياسية، مكررا ان اسرائيل لن تتفاوض مع حكومة"حماس". وأضاف ان خطته لتجميع المستوطنات ليست ضمن اولوياته الآن،"وقلنا منذ البداية ان الأولوية هي لخريطة الطريق الدولية، لكن السؤال هو: هل في السلطة الفلسطينية حكومة تقبل بالخريطة ومبادىء الرباعية الدولية. الى الآن لا أرى ذلك". وكانت صحيفة"يديعوت أحرونوت"كرست العنوان الرئيس بشكل مثير لما وصفته"سباق التسلح لحركة حماس"، وكتبت بالبنط العريض:"حزب الله يعدّ حماس لمواجهة مع اسرائيل في غزة". وأضافت ان الفلسطينيين يسعون للتزود بصواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات وبقذائف ذات مدى مطوَّر. ونقلت عن مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية توقعها بأن تندلع مواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين خلال اشهر معدودة، مضيفة ان الاستخبارات العسكرية تلحظ نشوء نواة لتنظيم"القاعدة"في غزة متمثلة ب"جيش الاسلام".