اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس نتائج اليوم الأول من اجتياح قوات الاحتلال شمال قطاع غزة الذي شهد سقوط عشرات الشهداء والمصابين الفلسطينيين"نجاحاً غير عادي"، مشيداً بأخلاقيات الجيش الاسرائيلي"الذي يؤدي مهمة وطنية"، فيما توعد قائد الجيش الجنرال دان حالوتس الفلسطينيين بدفع"ثمن باهظ"، معتبراً قتل"40 مسلحاً فلسطينياً"منذ بدء عملية"أمطار الصيف"الاسبوع الماضي جزءاً من هذا الثمن. لكن إزاء هذا التبجح أقرت أوساط عسكرية بأن اقتحام القطاع بالكامل قد يوقع الجيش في شرك لا يعرف أحد كيف الخروج منه، مضيفة ان تأثير العملية العسكرية المتواصلة في القطاع على اطلاق قذائف القسام"سيكون جزئياً في احسن الحالات". وقال بيرتس في لقائه احدى الوحدات العسكرية المشاركة في العدوان على القطاع انه يتحتم على"المخربين"ان يدركوا ان عمليات الجيش ستتواصل إذا لم يعيدوا قذائف"القسام"الى المخازن ويعيدوا الجندي المخطوف. وأضاف ان اسرائيل لم تعد تبحث عن"عنوان المنظمات"، بل ترى في حركة"حماس"المسؤولة عما يحصل. وقال:"انطلقنا في عملياتنا مع شرعية قومية ودولية وحققنا انجازات غير عادية... سنواصل حتى نكمل المهمة وسنبذل كل جهد لاستغلال كل فسحة ديبلوماسية لايجاد حلول أخرى"، مكرراً ان اسرائيل"لا ترغب في الغوص في المستنقع داخل غزة"، وتابع ان الجنود والضباط يخوضون قتالاً مع الحفاظ على الاخلاقيات التي لا يتمتع بها أي جيش آخر في العالم، مضيفاً ان"التنظيمات الارهابية"تنشط داخل مناطق مأهولة، وجنودنا رأوا ارهابيين يحملون قذائف وحولهم أطفال لكنهم يقومون بكل ما أمكن لضرب المخربين آخذين في حساباتهم تفادي المساس بالمدنيين". وقال الجنرال حالوتس الذي رافق بيرتس في جولته ان قوات الجيش"تعمل كل شيء لتوضح للمخربين أنهم سيدفعون ثمناً باهظاً وقد قتل حتى الآن نحو 40 عنصراً ارهابياً". وأضاف ان الجيش سيواصل عملياته من دون التزام بوقت أو بمكان"كل شيء وفقاً للضرورة وأهمية الموضوع". وزاد ان العمليات ستتواصل طالما ارتأى ذلك المستوى السياسي. من جهته، تباهى قائد العمليات العسكرية أفيف كوخابي بنتائج التوغل الاسرائيلي في القطاع، وقال ان الفلسطينيين يعيشون في صدمة"إذ لم يتوقعوا مثل هذه السلسلة الطويلة من العمليات". وأضاف ان قوات الاحتلال"ستواصل القفز من مكان الى آخر، التوغل والخروج والدخول لغرض تسبيب فوضى". وزاد ان الجيش لا يعتزم البقاء او التمرغ في القطاع"لكننا نريد ان نوضح للفلسطينيين ان اطلاق القسام"لا يستحق الثمن الذي يدفعونه". وقف جزئي للقسام لكن مقابل هذه التصريحات المحتفلة بتحقيق"انجازات"، نقلت وسائل الاعلام العبرية عن قياديين في الجيش الاسرائيلي ادراكهم ان تأثير العملية العسكرية الجارية على اطلاق"القسام"سيكون جزئياً في أحسن الحالات وان وتيرة اطلاق القذائف التي تراجعت في الايام الأخيرة سترتفع من جديد مع انتهاء العملية العسكرية. وكتب اليكس فيشمان في"يديعوت احرونوت"ان العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش"قد تؤذي الطرف الثاني لكنها لن تأتي بأي تغيير أو ردع في وعي الخصم". وأضاف ان الفلسطينيين أظهروا في اليوم الأول من التوغل أنهم مستعدون للقتال ولديهم كميات هائلة من الأسلحة. وزاد ان"معارك طاحنة جرت أول من أمس خارج المدن الفلسطينية، ما يستوجب اعداداً هائلة من القوات في حال تقرر التوغل داخل المنطقة المأهولة باكتظاظ من دون أن تغيب عنا حقيقة أن غزة بئر بلا قاع تبتلع قوات برية هائلة". ونقل المعلق العسكري عن محافل أمنية قولها إن الأزمة الراهنة ما زالت في ثلثها الأول:"ما زلنا في أول الصعود وإذا لم يطرأ تحول دراماتيكي فأمامنا أسابيع طويلة من الأزمة". وأضاف أن لا أحد في الجانب الإسرائيلي يعرف"كم سيطول نَفَس حماس وأين ستكون نقطة انهيارها. والسؤال هو من سيعاني أكثر: نحن، من الضغط الدولي وإرهاب الطرف الآخر، أم هم من الضغط العسكري والاقتصادي". الوتيرة المطلوبة للعمليات إلى ذلك، أفادت صحيفة"هآرتس"أن ثمة خلافات في الرأي اندلعت بين أقطاب المؤسسة العسكرية حول الوتيرة المطلوبة والصحيحة لعملية"أمطار الصيف". وذكرت أنه بينما يؤيد الجنرال حالوتس ومعه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين أن يكون الاجتياح واسعاً وسريعاً، رأى رئيس جهاز الاستخبارات يوفال ديسكين"وجوب التقدم في العملية ببطء"، وهو الموقف الذي تبناه رئيس الحكومة ايهود أولمرت ووزير الدفاع بيرتس. لكن الصحيفة اشارت الى أن جميع أركان المؤسسة العسكرية يؤيدون عملياً"أمطار الصيف"مبدئياً. من جهته، انتقد والد الجندي الإسرائيلي الذي قُتل في اشتباكات غزة يهودا باسل قيادة الجيش على ارسال جنود لاجتياح شمال غزة، وقال إنه ينبغي منح الفرصة للطائرات الحربية بالقضاء على جميع الفلسطينيين في القطاع:" علينا أن نرد عليهم بالعملة ذاتها. إنهم يريدون القضاء على دولتنا وقد دمروا عائلتنا". وكتبت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن الجندي القتيل بعث، قبل دقائق من سقوطه، برسالة SMS عبر هاتفه النقال لشقيقته كتب فيها:"مازلنا في حي العطاطرة... الى الآن اسقطنا ثلاثة فلسطينيين... لا تخبري أحداً". على صلة، افادت وسائل الإعلام العبرية أن الجيش يجري تحقيقاً داخلياً حول احتمال أن يكون الجندي قُتل برصاص أحد زملائه وليس برصاصة قناصة فلسطيني، كما أعلن الجيش بداية. الى ذلك، دعت النائب اليسارية زهافة غالؤون ميرتس رئيس الحكومة الى الطلب من جهاز"شاباك"إعداد قائمة بأسرى أمنيين فلسطينيين لمبادلتهم بالجندي المخطوف غلعاد شاليت، وقالت إن من شأن ذلك أن يؤشر الى استعداد إسرائيلي للتفاوض"فيما الجمود والتصعيد العسكري يضران بهذا الهدف". من جهته، قال النائب اليميني المتشدد أوري اريئيل الاتحاد القومي - مفدال إن تشكيل حكومة"وحدة وطنية"في إسرائيل"كفيل بدحر الإرهاب وإعادة الأمن لإسرائيل"، وقال إن حزبه المتمثل بثمانية نواب، سينضم الى حكومة كهذه.