سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ديختر رأى أن إعادة السيطرة على محور "فيلادلفي" تتطلب بحثاً استراتيجياً . اسرائيل تقرر مواصلة عدوانها على قطاع غزة واولمرت يفضل موافقة واشنطن لشن عملية أوسع
قال بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت امس ان الحكومة الأمنية المصغرة التي التأمت امس قررت التصديق على مواصلة العدوان العسكري الحالي على قطاع غزة، لكن من دون توسيع رقعته حتى الشريط الحدودي بين مصر والقطاع محور فيلادلفي، لكنها طلبت من الجيش الاستعداد وإعداد الخطط لعملية كبيرة"في حال لزم الأمر". وجاء في البيان ان الحكومة أقرت العمليات العسكرية الجارية"التي تهدف الى ممارسة مزيد من الضغط العسكري على حماس وسائر التنظيمات الارهابية بغية وقف اطلاق قذائف القسام على الأراضي الاسرائيلية". واضاف البيان"ان الحكومة صادقت ايضا على خطوات تتيح للجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية، لكن ليس حكومة حماس، النهوض بمسؤوليتها". وزاد ان الحكومة المصغرة قررت أيضا تعميق التعاون مع مصر"لتقليص حجم تهريب الوسائل القتالية الى القطاع ولتمكين تقديم مساعدات انسانية للمدنيين الفلسطينيين غير الضالعين في الارهاب من خلال دفع مشاريع انسانية". الا ان أوساطاً أمنية ومصادر قريبة من صناع القرار في اسرائيل رأت ان الحكومة المصغرة انما علقت خطة الجيش لاعادة احتلال"محور فيلادلفي"ولم تلغها وذلك لتفادي تصعيد في العلاقات مع مصر في وقت تبذل الأخيرة جهوداً لاطلاق سراح الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت من الأسر. وأضافت ان اولمرت لا يرغب ايضا في احراج واشنطن عشية زيارته لها، بعد اسبوعين ولقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي جورج بوش. وزادت ان اولمرت، الذي يلمس ازدياد عدد الأصوات في حكومته وضغط الجناح المتشدد في القيادة العسكرية لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، يفضل الحصول على ضوء أخضر اميركي رسمي على رغم توضيح واشنطن انها تعتبر العمليات العسكرية الجارية منذ اسابيع في القطاع"عمليات دفاع عن النفس"تقوم بها اسرائيل. وأشارت المصادر الاسرائيلية الى ان وزير الدفاع عمير بيرتس، الذي التقى اولمرت قبل اجتماع الحكومة المصغرة، كان وراء عدم اتخاذ قرار بتوسيع اجتياح غزة وانه يتحفظ عن موقف متشدد لقادة عسكريين، خصوصاً قائد المنطقة الجنوبية يوآف غالنت، يضغطون في اتجاه تنفيذ العملية لأنها برأيه ستؤدي إلى فقدان السيطرة. وقال بيرتس، خلال جولة تفقدية قام بها صباح امس على الوحدات المتمركزة قرب قطاع غزة:"لقد سمعت تصريحات تقول ان الهدف هو التحضير لعملية تتجاوز ما هو ضروري، لكنني اقول اننا لسنا بصدد عملية استعراضية او لارضاء الرأي العام انما تنفيذ عمليات محددة الأهداف لضرب البنية التحتية للمنظمات الارهابية". وقال نائبه الجديد افرايم سنيه للاذاعة العامة امس ان اسرائيل لا تعتزم اعادة احتلال قطاع غزة"لكن ما نريد هو ضرب الارهابيين". واستعرض رئيس هيئة أركان الجيش االجنرال دان حالوتس امام المجتمعين عدداً من السيناريوهات العسكرية التي تعتمد أساساً التهويل الاستخباراتي من حجم تهريب الأسلحة. وجاء في التقارير الأمنية التي استمعت اليها الحكومة ان حركة"حماس"توثق اواصرها مع ايران وحزب الله سعياً منها الى تطبيق النموذج اللبناني على القطاع. وقالت التقارير ان الجيش دمر منذ بدء عملياته في القطاع اكثر من 30 نفقا بمحاذاة الشريط الحدودي"فيلادلفي". وقال ضابط كبير ان العملية الحالية ليست مقيدة زمنياً من دون ان يستبعد توسيع رقعتها. ونقلت وسائل الاعلام العبرية عن وزير"الشؤون الاستخباراتية"الجديد افيغدور ليبرمان انه اقترح ان يقتدي الجيش الاسرائيلي في حربه ضد الفلسطينيين بنمطية عمل الجيش الروسي في حربه ضد الشيشان، لكن وزير الامن الداخلي آفي ديختر رد عليه في مقابلة اذاعية بالقول:"ان قطاع غزة ليس الشيشان ونحن لسنا الروس. وطرقنا مختلفة تماماً". وتابع ان مسألة اعادة السيطرة على محور"فيلادلفي"، كما يطالب الوزيران ايلي يشاي ورافي ايتان، ستكون مدار بحث معمق في اجتماع آخر للحكومة المصغرة"وينبغي ان يكون بحثاً استراتيجياً مستفيضاً". وأضاف ديختر أنه يجب تطوير العامل التكنولوجي والقدرات على عرقلة إطلاق الصواريخ. وزاد انه يجري في القطاع بناء جيش على غرار حزب الله، متهماً المصريين بعدم فعل شيء في مسألة التهريب. وانتقد نواب من اليمين المتشدد الحكومة على عدم اتخاذها قراراً بإعادة احتلال"محور فيلادلفي"وانها تتيح بذلك لحركة"حماس"اقامة قوة عسكرية حقيقية.