رأت اوساط سياسية قريبة من القرار الايراني ان لبنان دخل مرحلة جديدة بعد العدوان الاسرئيلي الاخير عليه، معتبرة ان الحكومة اللبنانية الحالية"لن يكون امامها سوى الموافقة على إجراء تغييرات في تركيبتها"، خصوصاً في ظل الديبلوماسية الناشطة لپ"حزب الله"وحليفه زعيم"التيار الوطني الحر"النائب ميشال عون. وقالت ان"التغيير او الترميم او اعادة النظر او الاسقاط"للحكومة"سيسهم في تعزيز كفة"حزب الله"وترجيحها في المعادلات اللبنانية المستقبلية". الا انها اشارت الى ضرورة"ائتلاف"حزب الله"مع جهة او تيار سني قوي وفاعل ليتمكن من المجيء بحكومة وحدة وطنية". وكانت هذه الاوساط تتحدث في ضوء خطاب الامين العام ل"حزب الله"وتقرير سيرج براميرتز قاضي التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ورأت الاوساط نفسها ان سياسة"حزب الله"واستعراض القوة الذي قام به على الساحة اللبنانية،"كانا السبب في اخافة معارضيه ما دفعهم الى شن حرب نفسية جديدة ضده، والسعي الى الحفاظ على المعادلات لمصلحتهم". واعتبرت ان معارضي الحزب"يعرقلون تغيير الحكومة لاسباب عدة أهمها : 1 - ان قوى 14 آذار تنتظر استكمال القوات الدولية يونيفيل انتشارها في جنوبلبنان وتوسيع مهماتها التي قد تؤدي الى ضغوط سياسية على"حزب الله"لنزع سلاحه والتقليل من قدرته على المناورة السياسية. 2 - ان تحالف 14 آذار ينتظر تشكيل المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري اعتقاداً منه بأن هذه المحكمة ستؤدي الى اضعاف"حزب الله"الذي يعتبر حليفاً لسورية. 3 - يحاول تحالف 14 آذار الهروب من تشكيل حكومة جديدة لكي لا يكون مجبراً على الدخول في مشاورات مع رئيس الجمهورية اميل لحود، على اعتبار ان لحود يعارض هذا التحالف ويدعم بقوة"حزب الله"والمقاومة، اضافة الى ان المشاورات مع لحود ستشد الانظار الى قصر بعبدا مجدداً في حين يسعى التحالف الى عزل لحود بالكامل. 4 - تسعى قوى 14 آذار الى الحفاظ على ثلثي مقاعد الحكومة تحت سيطرتها من خلال مناورات سياسية والضغط على"حزب الله". ورأت الاوساط عينها ان"احد اهم العوامل المؤثرة والمهمة في موضوع تعديل الحكومة هو موضوع زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى دمشق التي تواجه بمعارضة شديدة من قوى 14 آذار". الا انها توقعت، في الوقت نفسه، ان تجرى هذه الزيارة خلال الايام العشرة المقبلة،"بعد وضع جدول اعمال للزيارة وتحديد طبيعة اللقاءات التي سيجريها السنيورة في دمشق". وتوقفت الاوساط الايرانية القريبة من القرار عند التغييرات في مواقف وتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، ما بين خطابه الشهير الذي القاه بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان والذي اتهم فيه تحالف 14 آذار بانه مرتبط باسرائيل، وبين مواقفه الحالية التي نقلت عنه وتحدث فيها عن نظرته المختلفة لپ"تيار المستقبل"برئاسة سعد الحريري، والذي ينتمي اليه فؤاد السنيورة، عن القوى الاخرى في هذا التحالف. وتوقعت، في هذا السياق، أن تؤدي زيارة السنيورة دمشق الى تعميق الخلافات بين قوى 14 آذار وفريق الحريري.