تعترف شيرين عبادي، المحامية الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام بأن الجائزة تسببت لها بمشاكل، وتقول انها مهددة. تصر على الإقامة في وطنها الذي تشبّهه بأم مريضة"تتطلب رعاية"، وتبدي ثقة كبيرة بأن التغيير آتٍ حتماً. شيرين عبادي المناضلة التي تحولت رمزاً للدفاع عن حقوق الانسان، تعتبر ان ليس من حقها"التخاذل"، وحين نحاورها تقر بأن الخوف غريزة، وتضيف:"كي تكوني مناضلة صلبة عليكِ أن تؤمني بالقضية التي تعملين من أجلها ولا تساورك الشكوك لحظة واحدة، ولا تتخاذلي بل تكوني مستعدة لدفع الثمن الضروري لتحقيق أهدافك... عندها لا يعود يخيفكِ شيء". وتستدرك:"لو فكر كل منا بنفسه فقط لصار العالم مكاناً أسوأ للعيش". نص الحوار في الصفحة وتشدد على أن"كثيرين في الغرب لا يعرفون إيران إلا من خلال ما يقرأونه عن التمييز في قوانينها، ويعتقدون بأن كل النساء الإيرانيات مقموعات وغير متعلّمات، مكانهن المطبخ... وهذا غير صحيح". ورداً على سؤال تلفت شيرين عبادي الى أهمية"أن نحترم معتقدات الآخرين الإيمانية، ونظهر للمتديّنين ان بامكانهم فيما يتمسكون بإيمانهم ومعتقداتهم الدينية، أن يحسّنوا حياتهم اليومية وظروفهم الإنسانية والاجتماعية والمهنية". وتعرب عن معارضتها الأسلحة النووية"من حيث المبدأ"، وتقول:"أعارض اقتناءها وأؤمن بأن لا دولة تحتاج الى الأسلحة النووية لتحفظ أمنها، لا إيران ولا إسرائيل ولا باكستان ولا أميركا". وترى أن"الغالبية التي تصل الى الحكم من طريق الانتخابات لا يحقّ لها ان تفعل ما تريده، بل عليها أن تحفظ حقوق الأقلية التي لم تمثّل في الحكم، ولنتذكر ان جميع الديكتاتوريين وصلوا الى الحكم عبر فوز ساحق في الانتخابات، ومنهم هتلر وموسوليني... عندما تصل غالبية ما الى الحكم، عليها ان تراعي الأطر العامة للديموقراطية وحقوق الإنسان، ولا يحقّ لها قمع النساء ولا سنّ القوانين التمييزية باسم الأكثرية". لذلك، تستنتج شيرين عبادي أن"الحكومات لا تأخذ شرعيتها فقط من صندوق الانتخابات، بل تستمدّها من الصندوق ومن مدى احترامها حقوق الإنسان"في آن.