تؤكد المحامية الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، أن"العصيان المدني"هو الطريق الوحيدة للتغيير في إيران، وتتمسك بمقاطعة الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن المرشحَين علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمود أحمدي نجاد وجهان لعملة واحدة. وتعتبر عبادي أن"حملة هاشمي الانتخابية هي التي تروج لمقولة إذا لم تنتخبوني فالطالبان قادمون". وتقول الناشطة الإيرانية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان:"أقل ما يمكننا القيام به هو العصيان المدني. فالأصوات التي ستُسقط في صناديق الاقتراع ليست صالحة لأنها ليست حرة". وتستدرك:"أنا لا أدعو الناس إلى شيء. أنا لست قائدة سياسية ولا أنتمي إلى أي مجموعة. أنا مواطنة وكمواطنة تؤمن بحقوق الإنسان أعبر عن رأيي ... ويعود للشعب أن يقرر اللحاق بي أم لا". وتعترض شيرين عبادي على القانون الذي يسمح لمؤسسات غير منتخبة في النظام الإيراني بالإشراف على الانتخابات، مؤكدة أنها لن تشارك في أي عملية انتخابية قبل تغيير هذا القانون. ويصعب استدراج هذه المرأة القصيرة القامة صاحبة الصوت الخافت والمتعب هذه الأيام إلى قول ما لا تريد قوله. فرداً على سؤال عن توقعاتها في حال فاز بالرئاسة رفسنجاني البراغماتي المعتدل أو أحمدي نجاد المحافظ المتشدد، تقول:"لننتظر ونر ما يخبئ لنا المستقبل". وتتابع بثقة:"الحرية طريق لا عودة عنها. لا يمكن العودة إلى الوراء. حتى بعد انتصار الثورة لم يتمكن المسؤولون من فرض ارتداء التشادور على النساء، في حين أن في أفغانستان حتى بعد التحرير لم يتغير وضع النساء كثيراً لأن العائلات الأفغانية لا تسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة". بالنسبة إلى عبادي"الثقافة الايرانية لن تسمح بأن يكون هناك نظام كنظام طالبان"، مشيرة إلى أن أكثر من 60 في المئة من الطلاب في الجامعات الإيرانية من الشابات. وتؤكد عبادي أن"الشعب سيحمي الحرية التي حصل عليها ولن يسمح بعودة الأمور إلى الوراء". وهل سينصف التاريخ محمد خاتمي أكثر مما أنصفه الإيرانيون؟ تقول:"خاتمي هو أفضل رئيس حصلت عليه إيران". وأشارت إلى أن أهم الإنجازات التي تحققت في عهد خاتمي هو فتح تحقيق في الاغتيالات التي طاولت في 1998 مثقفين ومعارضين سياسيين وكشف منفذيها. ولن تختلف صورة المستقبل في إيران، بحسب شيرين عبادي، سواء وصل رفسنجاني أم أحمدي نجاد، لا على صعيد الإصلاحات ولا على صعيد حقوق الإنسان. ورداً على مقولة أن في إمكان الإيرانيين أن يختاروا بين"السيئ والأسوأ"، تجيب:"رفسنجاني هو استمرارية للدولة القديمة". وعن مفهومها عملياً للعصيان المدني، تشرح بأنها بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام، أحيلت إلى المحاكمة مرتين. وتضيف:"كان الأمر غير قانوني في المرتين. في المرتين لم أذهب إلى المحكمة. هذا نموذج عن العصيان المدني". وعما إذا كان الشعب الفقير العادي يمكن أن يتحمل القمع والظلم كثمن لمثل هذا العصيان، تقول حائزة جائزة نوبل للسلام بحزم"لكل شيء ثمن وللحرية والديموقراطية ثمن. الإيرانيون أظهروا استعدادهم لدفع الثمن مهما غلا إلى حد التضحية بالحياة"، مشيرة إلى أن السجناء السياسيين يشكلون خير دليل إلى ذلك. وعما اذا كانت ستبقى في إيران بعد الانتخابات الرئاسية أم أن الأمر يتعلق بهوية الرئيس، تقول شيرين عبادي: "نعم. سأبقى. أنا إيرانية وسأبقى في إيران. تذكروا أنني ذهبت إلى السجن مرتين قبل حصولها على الجائزة. وعندما غادرت السجن، لم أشأ مغادرة إيران".