سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتخابات الرئاسية الإيرانية: هل تحدث المفاجأة؟
شيرين عبادي: الطريق الوحيد للتغيير في ايران يكمن في العصيان المدني
رفسنجاني البراغماتي «المعتدل» في مواجهة نجاد المحافظ «المتشدد» اليوم
يتوجه الايرانيون اليوم (الجمعة) الى صناديق الاقتراع للجمعة الثانية على التوالي لاختيار رئيس جمهورية بين مرشحين اثنين الاول الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني البراغماتي الذي وعد الناخبين بتحسين معيشتهم والعمل على إزالة التوتر في العلاقات مع الولاياتالمتحدة والثاني رئيس بلدية طهران والمرشح المتشدد الذي يدعمه التيار المحافظ بقوة والذي وعد الايرانيين بانزال اشد العقاب ضد الذين يتلاعبون بأموال الدولة وانه سيوفر لهم حياة رغيدة ويقف بقوة ضد الحملات الدعائية الغربية التي تستهدف الشباب الايراني وانه سيدافع بقوة عن مبادئ الثورة الاسلامية التي جاء بها الخميني وباتت اليوم باهتة وسيعزز من موقع نظام ولاية فقيه الذي اختاره الشعب الايراني . وشن الاصلاحيون والليبراليون والوطنيون خلال الايام القليلة الماضية حملات عنيفة ضد افكار احمدي نجاد واتهموه بانه يحمل افكارا رجعية ونعتوه بطالبان ايران وزعموا بانه سيعمل على تحديد الحريات الفردية ويقلص من حقوق المرأة ويطرد الاصلاحيين والليبراليين من المراكز الحكومية وينتهج سياسة خارجية تزيد من عزلة ايران وقد تجر ايران إلى مواجة مع الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة وهي الاتهامات التي نفاها المرشح المحافظ واعتبرها محاولة دنيئة يقوم بها منافسوه للحيلولة دون الفوز في المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية. واكد احمدي نجاد في حملته الانتخابية يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين بأنه سيعمل على مكافحة الفساد المالي والاخلاقي وسيجد لتحسين الوضع الاقتصادي وتقديم الدعم للطبقات المحرومة والفقيرة وسيجاهد لتقليص الهوة بين الطبقة الغنية والفقيرة في ايران . واكدت لجنة شكلها الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس وقوع عمليات غش في المرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة الماضي وكشفت عن تشكيل 104 ملفات في هذا الصدد واعتقال 26 شخصا بينهم عسكريون قاموا باعمال تعارض قانون الانتخابات حاولوا من خلالها تشويه سمعة بعض المرشحين. ورغم تأكيد المحافظين بأن مرشحهم احمدي نجاد سيحقق فوزا مفاجئا في المرحلة الثانية من الانتخابات التي تجرى اليوم (الجمعة) الا ان المراقبين يستبعدون ذلك نظرا للمخاوف التي تعتري غالبية الايرانيين من وصول شخصية متشددة إلى السلطة لمدة اربع سنوات ويتوقعون ان يدلي العديد من الايرانيين الذين لم يشاركوا في المرحلة الاولى من الانتخابات اصواتهم في هذه المرحلة خوفا من تحقيق المرشح المتشدد الفوز اليوم . شيرين عبادي تحرض على العصيان.. وتؤكد المحامية الايرانية شيرين عبادي، حائزة جائزة نوبل للسلام، ان «العصيان المدني» هو الطريق الوحيد للتغيير في ايران وتتمسك بمقاطعة الانتخابات اليوم معتبرة ان المرشحين رفسنجاني ونجاد وجهان لعملة واحدة. ويشهد مكتب شيرين عبادي في شمال غرب طهران هذه الايام زحمة صحافيين اجانب راغبين بمعرفة موقفها من معركة قسمت الايرانيين الى فئتين تحت عنوان كبير «التطرف او الاعتدال». الا ان شيرين عبادي لا تتبنى هذا التوصيف. «حملة هاشمي الانتخابية هي التي تروج لمقولة اذا لم تنتخبوني فالطالبان قادمون». وتقول الناشطة الايرانية في مجال الدفاع عن حقوق الانسان «اقل ما يمكننا القيام به هو العصيان المدني. فالاصوات التي سيتم اسقاطها في صناديق الاقتراع ليست صالحة لانها ليست حرة». وتستدرك «انا لا ادعو الناس الى شيء. انا لست قائدة سياسية ولا انتمي الى اي مجموعة. انا مواطنة وكمواطنة تؤمن بحقوق الانسان اعبر عن رأيي (...) ويعود للشعب ان يقرر اللحاق بي ام لا». وتعترض شيرين عبادي على القانون الذي يسمح لمؤسسات غير منتخبة في النظام الايراني بالاشراف على الانتخابات، مؤكدة انها لن تشارك في اي عملية انتخابية قبل تغيير هذا القانون. ويصعب استدراج هذه المرأة القصيرة القامة صاحبة الصوت الخافت والمتعب هذه الايام الى قول ما لا تريد قوله. فردا على سؤال عن توقعاتها في حال فاز بالرئاسة الرئيس الايراني السابق رفسنجاني البراغماتي المعتدل ام عمدة طهران احمدي نجاد المحافظ المتشدد، تقول «لننتظر ونر ما يخبىء لنا المستقبل».