ينفذ النواب اللبنانيون اليوم اعتصاماً مفتوحاً في مبنى البرلمان، احتجاجاً على استمرار الحصار البحري والجوي الإسرائيلي المفروض على لبنان منذ 12 تموز يوليو الماضي، وسط تأكيدات نيابية أن الاعتصام سيستمر الى حين رفع الحصار. راجع ص2 و3 وكان تردد ان الاعتصام النيابي الذي دعا إليه اول من أمس الرئيس نبيه بري من مدينة صور، لن يستمر طويلاً، إذ يُعتقد ان الجهود اللبنانية مع المجتمع الدولي ستثمر نتائج ايجابية، من شأنها ان تعيد الملاحة الجوية والبحرية بين لبنان والخارج في الساعات المقبلة. لكن الاتصالات التي اجراها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فور عودته عصر امس الى بيروت آتياً من استوكهولم، حيث شارك في مؤتمر المانحين الدوليين لدعم لبنان، ما زالت لا تدعو الى التفاؤل بأن عقدة الحصار باتت في طريقها الى الحل، على الأقل في المدى المنظور. ورداً على سؤال ل"الحياة"قال السنيورة انه لا يعرف الأسباب التي تقف وراء استمرار الحصار الإسرائيلي على لبنان الذي يتعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتطبيق القرار 1701. وأكد ان استمراره"ينم عن تعنت اسرائيل من جهة، وعن تغاضي عدد من الدول التي كانت أعطت لنا الوعد تلو الآخر بأن الحصار سيرفع قريباً". وحذر السنيورة من الأضرار المادية والمعنوية المترتبة على لبنان نتيجة استمرار الحصار، قائلاً ان عدم رفعه أدى الى"شل البلد وتعطيل مصالح اللبنانيين والإضرار بها، اضافة الى انه يدفع باتجاه مزيد من توتير الأجواء في الداخل، وهذا يستدعي من المجتمع الدولي التحرك السريع لرفعه". الى ذلك، وصل امس الى مطار بيروت رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية أرنست اورلاو، في مهمة وصفتها ناطقة باسم الاستخبارات الألمانية بأنها لا تهدف الى التوسط للتوصل الى اتفاق لتبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله"، رافضة كشف مزيد من التفاصيل. وتزامن ذلك مع إحالة المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا، الموقوفين اللبنانيين الثلاثة للاشتباه في محاولتهم الاشتراك في تفجير قطارين في ألمانيا في 31 تموز، على النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، طالباً الادعاء عليهم بجرم محاولة القتل، على خلفية محاولة التفجير الفاشلة. لكن مصادر سياسية لبنانية تتعامل مع وصول اورلاو الذي كان شارك في إنجاز صفقة التبادل بين اسرائيل و"حزب الله"العام 2004، بوصفه يسعى الى إجراء جولة من المشاورات الاستطلاعية، لاستكشاف مدى ملاءمة الظروف للقيام بوساطة جديدة لتبادل الأسرى. ولم تستبعد المصادر ذاتها مبادرة اورلاو الى طلب الاجتماع بأحد مسؤولي"حزب الله"، المكلف من جانب أمينه العام السيد حسن نصرالله متابعة ملف التفاوض مع الحكومة اللبنانية، او أي طرف خارجي يبدي استعداده لوساطة غير مباشرة بين المعنيين بملف التبادل. كما لم تستبعد أن تبقى الجولة الاستطلاعية الأولى للموفد الألماني في اطار محاولة جدية لجس نبض"حزب الله"من اجل معرفة ما لديه من مطالب، في مقابل إنجاح عملية التبادل، يمكن ان تتجاوز إطلاق اللبنانيين الأسرى في السجون الإسرائيلية، الى أسرى عرب وفلسطينيين... على رغم ان اوساطاً لبنانية مواكبة للتحضيرات في هذا الخصوص، تعتقد بأن قيادة الحزب ترفض ان تكشف دفعة واحدة أوراقها التفاوضية، مشيرة الى انها ستطلب من الموفد الألماني الانتقال الى تل ابيب ليحضر معه عرضاً اسرائيلياً تقوم بدرسه والإجابة عنه.