شددت السعودية أمس على أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحل سلمي في المنطقة، والتي اقرتها بالإجماع القمة العربية في بيروت العام 2002"هي المسار الصحيح والوحيد لعملية السلام". وجدّد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في تصريح عقب رعايته نيابة عن الملك عبدالله افتتاح الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، إدانة السعودية للحرب الاسرائيلية على لبنان. وقال :"الحرب على لبنان أمر مشجوب وعدوان مجرم. لكن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للسلام التي أُقرت بالإجماع في قمة بيروت، هي المسار الصحيح والوحيد لعملية السلام". واعتبر الأمير سلطان، في كلمته الرسمية إلى المؤتمر، بعدما رحب بوزراء الاعلام للدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذين شاركوا في مؤتمر جدة،"أن على وسائل الإعلام في الدول الإسلامية واجب التصدي لمن يرغبون في احتكار الإعلام من الداخل، أو يشوهونه من الخارج". وقال إن الإعلام"قوة مهمة ومحورية في تشكيل الهويات والواقع الاجتماعي... ومؤثر بالغ الأهمية في تشكيل الوعي السياسي، وقناة لا بد منها لتبادل المعلومات والتواصل بين المجتمعات والثقافات". وخاطب الأمير سلطان الحضور بالقول:"أهمية مؤتمركم هذا، الذي ينعقد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين... تكمن في أنه امتداد لمؤتمر القمة الاستثنائي الذي عقد في مكةالمكرمة قبل عشرة شهور، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الذي استشعر حاجة قادة الأمة للاجتماع والتلاقي، وبحث كل ما فيه مصلحة شعوبهم وأمتّهم والعالم أجمع". وأضاف:"وقد كان مؤتمراً استثنائياً بحق. فقد سبقه، كما نادى خادم الحرمين الشريفين، اجتماع لمفكري الأمة وعلمائها، ليضعوا رؤاهم على مائدة القادة، كما تمخض عن خطة عشرية مستقبلية للعمل الإسلامي المشترك، تناولت العمل الإعلامي المطلوب، الذي تجتمعون اليوم لتجسيده حراكاً فاعلاً وحقيقياً على أرض الواقع بإذن الله". وأعرب الأمير سلطان عن امله"بأن نتمكن نحن بداية في دول منظمة المؤتمر الإسلامي، من أن نفتح قنوات الاتصال في ما بيننا، ونوسع ونعمق من دائرة معرفتنا بعضنا ببعض، ونكثف من تبادل المعلومات وتوفيرها بين شعوبنا، ونرسخ ونطور من مؤسسات العمل الإعلامي المشترك تحت مظلة المنظمة". وشدد على أنه"لا عذر لأحد منا أن نستقي معلوماتنا عن بعضنا البعض من مصادر أخرى، وأن نعرف عن بعضنا البعض أقل مما يعرفه الآخرون عنا، وأن يدور إعلامنا في فلك غيرنا". وشدد ولي العهد السعودي على ضرورة"أن نسعى بمهنية عالية، ورؤية واضحة، وبرامج حسنة التخطيط، وجهد مثابر دؤوب، الى أن نقدم صورة الإسلام الحقيقية للعالم أجمع. الإسلام بحضارته وتراثه ومقاصده وعقيدته وشرعه، الذي آخى بين الشعوب، وساوى بين الأجناس، وقرب بين الطبقات، وضرب القدوة في التسامح والعدل والأخذ بالحوار والانفتاح على مختلف الحضارات. فالإسلام أيها الإخوة هو دين للإنسانية من دون استثناء". من جهته، اعتبر وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد بن أمين مدني، اهتمام القيادة السعودية بمؤتمر وزراء الإعلام، ورعايتها المباشرة لأعماله"تجسيداً لاهتمام المملكة العربية السعودية البالغ بالشأن الإسلامي، بمختلف ميادينه ومؤسساته وجهوده. ومناصرة المملكة لكل قضية إسلامية، وكل جهد إسلامي مشترك. وقد أضحت جهود المملكة أساساً تنطلق منه وتستمر به مؤسسات العمل الإسلامي المشترك، بفضل من الله". ويختتم المؤتمر الوزاري اجتماعاته في جدة اليوم الخميس، حيث تدور محادثات الوزراء المشاركين حول إقرار نحو سبع توصيات، رفعت إلى اجتماعهم بعد اجتماعات مطولة عقدها كبار معاونيهم.