تبدأ اليوم الاربعاء فعاليات مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الثالث بمكةالمكرمة والذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال موسم حج العام الماضي لتدارس احوال الأمة الإسلامية واستشراف آفاق المستقبل لبلورة رؤية تمكن العالم الإسلامي من مواجهة تحديات الحاضر ورهانات المستقبل وذلك بقاعة المؤتمرات بقصر الصفا بمكةالمكرمة بحضور ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية 57 الاعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وسيخاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قادة وشعوب العالم الإسلامي في كلمته التي سيلقيها في الجلسة الافتتاحية التي تبدأ عند العاشرة صباحاً كما ستشمل الجلسة الافتتاحية كلمة الدولة الرئيسة للمنظمة في الدورة الحالية ويلقيها رئيس وزراء ماليزيا أحمد بدوي وكلمة الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي يلقيها أمين عام المنظمة البروفيسور أكمل احسان اوغلي. وتأتي أهمية عقد هذه القمة في الوقت الذي شهد فيه العالم صراعات سياسية وتكتلات اعقبت الحرب الباردة ولعل من ابرز القضايا التي سيناقشها قادة العالم الإسلامي التحديات السياسية والإعلامية اضافة للقضايا الاقتصادية والتكنولوجية، كما سيناقش قادة العالم الإسلامي قضايا الفكر والثقافة الإسلامية وهو ما نادى الكثير من المفكرين والمثقفين إلى ضرورة مناقشته للخروج برؤية فكرية موحدة قادرة على تفعيل الحوار بين الحضارات وابراز الإسلام والمسلمين بشكلهم الصحيح. وإن كانت قضية اصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي واحدة من القضايا التي سيناقشها القادة فإن عملية الإصلاح ستكون جذرية وهو ما يعني بضرورة اعادة النظر في ميثاق المنظمة. لكن موضوع التضامن الإسلامي واهميته والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي يعد الأبرز امام قمة القادة وهو ما شكل دعوة اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال موسم حج العام الماضي في كلمته امام ضيوف الرحمن. وايجاد الحلول لتشخيص داء الأمة الإسلامية وكيفية تجاوزه دعوة اخرى اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال لقاء يجمع علماء ومفكري العالم الإسلامي قبيل انعقاد القمة وتقديم حلولهم إلى القادة في قمتهم الاستثنائية. وقد بدأ أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول الإسلامية امس اجتماعاتهم التحضيرية للدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي وذلك في قصر المؤتمرات بجدة. واستهل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الجلسة بكلمة رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية في بلدهم المملكة العربية السعودية التي تحتضن اليوم القمة الاستثنائية الثالثة وأبرز سموه أهمية القمة كونها تعقد في مكةالمكرمة. وقال سموه «أحييكم أطيب تحية وأرحب بكم اخوانا كراما تحلون أهلا وتطؤون سهلا في بلدكم هذا الذي يزهو باستقبالكم ويزدان بوجودكم في رحاب الديار التي شرفها الله بأن تكون قبلة المسلمين وجعلها مهوى لافئدتهم ومنبعا لرسالة الإسلام الذي الف بين قلوبنا فاصبحنا بنعمته اخوانا». ونوه سموه بجهود معالي الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البرفيسور اكمل الدين احسان اوغلي في سبيل النهوض بالمنظمة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الامة مشيدا بحكمته وحنكته التي ستثرى - باذن الله - دور ومكانة المنظمة على الساحة الدولية اذ هو سليل امة عريقة كان لها تاريخ مشهود ومشرق في خدمة الإسلام والمسلمين عبر العصور. وأضاف سموه «استشعارا لما تتعرض له الامة الإسلامية من تحديات جسام ومخاطر كبيرة تستهدف مرتكزاتها الحضارية وتنال من معتقداتها الدينية ومقوماتها الثقافية وتعمل على بث الفرقة والشقاق فيما بينها فلقد رأى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبالتشاور مع رئاسة القمة الإسلامية دعوة اخوانه قادة الدول الإسلامية لعقد مؤتمر قمة استثنائي في مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين.. في مكةالمكرمة وذلك لوضع خطة عمل شاملة لمعالجة المعوقات التي تحول دون تحقيق طموحات أمتنا وترسيخ مفاهيم ومبادئ التسامح وتعميق ثقافة الحوار بين الامم والحضارات». وتابع سموه قائلا «وفي مبادرة تعد نهجا رائدا وغير مسبوق في العمل الإسلامي المشترك رأى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أهمية وضرورة عقد منتدى لنخبة متميزة من علماء الامة الإسلامية ومفكريها للنظر في حال الامة الإسلامية ووضع الرؤى والافكار للقادة قبل اجتماعهم واقتراح أفضل الحلول للتحديات التي تواجهها الامة في مختلف الميادين. وأضاف سموه: واستنادا للافكار والتصورات التي توصل اليها العلماء والمفكرون في مكةالمكرمة والتي قامت الامانة العامة بجمعها وتنسيقها. واضافة ما ورد عليها من ملاحظات من الدول الاعضاء في المنظمة فقد تم وضع برنامج العمل العشري الذي يستعرض أبرز التحديات في جوانبها الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعلمية والتنموية التي يواجهها العالم الإسلامي المعاصر وسبل التعامل معها لمنهج يتوخى الموضوعية والواقعية ليكون بمثابة برنامج عمل قابل للتنفيذ والتطبيق من كافة الدول الاعضاء في منظمتنا هذه. وخاطب سموه وزراء الخارجية مقترحا منهج عمل يرتكز على عدة أسس وقال: لا شك انكم تقدرون أن المسؤولية الملقاة على كاهلنا في هذا الاجتماع ثقيلة وجسيمة والوقت المتاح لنا لانجاز مهمتنا ضيق ومحدود ومن هذا المنطلق ولكوني اتطلع لتفهمكم وحسن تقديركم وتعاونكم ورغبة في تسهيل أسلوب علمنا في هذا اللقاء فإننى أود أن اقترح عليكم منهج عمل يرتكز على الاسس التالية... أولاً: أذكركم أن القمة الإسلامية المنتظرة التي تشرئب اليها أعناق المسلمين في كل مكان هي قمة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى دعا اليها خادم الحرمين الشريفين لبحث موضوع محدد يتعلق بالتحديات التي تواجه الامة الإسلامية ووضع برنامج عمل واضح لمواجهتها وماعدا ذلك من مواضيع وقضايا فينبغي تركها للاجتماعات الدورية الاعتيادية المقبلة بدلا من أن نتشغل بها عن الطبيعة الاستثنائية عن القمة التاريخية المنتظرة. ثانياً: نحن مدعوون في اجتماعنا التحضيري هذا إلى النظر بعين ثاقبة ورؤية متعمقة في الوثائق التي بين أيدينا واعدادها بالشكل الذي يمكن قادتنا من اتخاذ القرارات الضرورية والكفيلة بالتصدى للتحديات التي تواجه الامة في القرن الحادي والعشرين. ثالثاً: يأتي في مقدمة هذه الوثائق مشروع بلاغ مكةالمكرمة الذي سيطرح على قادتنا وذلك بغية اطلاعكم على هذه الوثيقة قبل عرضها على القمة من قبل خادم الحرمين الشريفين ويتناول مشروع بلاغ مكةالمكرمة رؤية عامة للواقع الذي تعيشه أمتنا وتطلعاتها وامالها المشتركة لما يجب أن تكون عليه.. أمة تدعو إلى الخير وتنهي عن الشر تنشر الفضيلة وتقيم العدالة والمساواة وترسخ مبادئ التسامح والتعارف والآخاء بين الشعوب وتحارب الظلم والعدوان والفساد. رابعاً: يلي ذلك الوثيقة الخاصة ببرنامج العمل العشرية لمواجهة تحديات الامة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين وهذه الوثيقة مبنية أساسا على التوصيات والرؤى والافكار التي توصل اليها العلماء والمفكرون والملاحظات التي وردت عليها من الدول الاعضاء في المنظمة والتي تمت مناقشتها في اجتماع السفراء التمهيدي لاجتماعنا هذا وهي تتضمن الوسائل والسبل التي يمكن بها معالجة ما يعاني منه الإسلام في هذه الايام من هجمة شرسة من المتربصين به سواء من أعدائه في الخارج أو حتى من بعض أبنائه من أصحاب الاهداف الضالة والافكار المنحرفة وتحقيق التضامن الإسلامي والنهوض بالمسلمين وحل مشكلاتهم والتعاون بينهم في الميادين التي تسهم في تحقيق تواصلهم ورفعتهم وتصحيح صورة الإسلام في العالم والدفاع عن مبادئه بالحوار والحكمة والموعظة الحسنة وكذلك اعادة هيكلة مجمع الفقة الإسلامي ليصبح مرجعية فقهية عليا لشعوب أمتنا تنير لها الطريق وتزيل عن واقعنا حالة التذبذب الناجمة عن تعددية المرجعية واختلاف الفتاوى.. وبالاضافة إلى احداث التطوير اللازم في هيكلية منظمة المؤتمر الإسلامي واسلوب ادائها بالشكل الذي يمكنها من القيام بدورها المنشود. ورأى سمو الأمير سعود الفيصل أن جميع وزراء الخارجية يشاركونه الرأي في ضرورة وأهمية أن بذل قصارى الجهد لرفع هذه الوثيقة لقادتنا في شكل متميز يراعي الدقة والايجاز ويعبر عن المصداقية والجدية والموضوعية ويركز فحسب على الجوانب ذات العلاقة المباشرة بالموضوع. وأضاف سموه «من أجل هذا الغرض قامت الامانة العامة والرئاسة باعادة صياغة الوثيقة الموسعة التي أعدها السفراء في اجتماعهم بشكل موجز وأكثر موضوعية وفي نظرنا دون المساس بالمضمون وقد تم عرض الوثيقة على المجموعات الافريقية والاسيوية والعربية وهي أمامكم الآن للنقاش مع ملاحظة أن منهجية العمل تقتضي منا حسب توجيه القمة ألا ترفع أي وثيقة الا بعد أن تكتمل مناقشتها ولم يتبق سوى اقرارها من القمة». وقال سمو وزير الخارجية «ان الاساس الخامس الذي يرتكز عليه برنامج العمل هو البيان الختامي الذي سيصدر عن المؤتمر ويتضمن عرضا دقيقا لوقائع المؤتمر وما توصل اليه من نتائج وقرارات بما في ذلك القضايا السياسية المطروحة وقد قامت الامانة العامة باعداد مشروع لهذا البيان ولذلك فإن الامر يقتضي تشكيل لجنة لصياغة البيان حتى يمكن النظر فيه واقراره قبل انتهاء اجتماعنا هذا المساء». وأضاف سموه «ان المملكة العربية السعودية استجابة لما يوليه عليها واجبها الديني والتاريخي أرادت ان تكون هذه القمة الاستثنائية نقطة تحول في تاريخ أمتنا ومنعطفا مهما في مسيرتها يصبح معه مستقبلنا باذن الله تعالى خيرا من حاضرنا وليحل التضامن الإسلامي الحقيقي محل التضامن الشكلي ولتكتسب قراراتنا ومواقفنا درجة من الجدية والمصداقية التي تتطلع اليها شعوبنا وتتطلبها التحديات الماثلة امامنا». وعاد سموه للترحيب مرة أخرى بأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية داعيا الله العلي القدير أن يكلل جهود الجميع بالتوفيق والسداد ليهيئوا للقادة ما يعينهم على تحقيق الاهداف والغايات المناطة بهذا التجمع الخير في هذه البقعة المباركة. عقب ذلك ألقى الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي كلمة عبر فيها عن سعادته بهذه المناسبة التي وصفها بالمهمة مؤكدا أهمية هذا الاجتماع التحضيري المنوط به وضع الترتيبات النهائية واجازة برنامج العمل واعداد الوثائق التي سترفع للنظر قادة الامة الإسلامية المشاركين في القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة والتي ستفتتح صبيحة يوم الغد بمكةالمكرمة. ورفع بالغ الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على مبادرته المباركة بالدعوة لعقد هذه القمة الاستثنائية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الامة الاسلامية. كما عبر عن شكره لحكومة المملكة العربية السعودية على الترتيبات الكبيرة التي قامت بها في الاعداد للقمة واستضافة القادة المشاركين فيها حتى توفر لها اعلى درجات النجاح. وخص بالشكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على المساندة الدائمة التي ما فتئ يقدمها للمؤتمر منذ بدء الاعداد للقمة الاستثنائية. وقال «اننا نتطلع أن يقر الاجتماع برنامج العمل العشري الذي نأمل بعد اجازته من القمة الإسلامية الاستثنائية أن يشكل خارطة طريق يسير على هديها العمل الإسلامي المشترك لمدة عقد من الزمان». وأوضح أن برنامج العمل العشري يعد ملخصا وافيا لأهم توصيات اجتماع العلماء والمفكرين الذي عقد في مكةالمكرمة بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشارك فيه عدد كبير من العلماء في مختلف التخصصات من داخل الدول الاعضاء وخارجها. وأبان أن العلماء والمفكرين تدارسوا على مدى ثلاثة أيام جملة التحديات التي تعيشها الامة الإسلامية وقدموا أفكارا ومقترحات مهمة للتعامل مع تلك التحديات مشيرا إلى أن تقرير الامين العام المرفوع للقمة الإسلامية الاستثنائية تضمن تلخيصا وافيا لأفكار وتوصيات العلماء والمفكرين كما تضمن برنامج العمل العشري كثيرا من الافكار ومقترحات لجنة الشخصيات البارزة التي شكلتها القمة الإسلامية العاشرة لا سيما فيما يتعلق بالوسطية المستنيرة واصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي. وأفاد الامين العام للمنظمة أن المسودة المطروحة على الاجتماع التحضيري خضعت للدراسة وللبحث من قبل سفراء الدول الاعضاء المعتمدين لدى المنظمة وأجريت عليها كثير من التعديلات لاثرائها. وقال «لقد قامت الامانة العامة بادخال جميع التعديلات التي تقدمت بها الدول الاعضاء في الوثيقة الموجودة أمامكم وذلك من أجل تسهيل أعمال هذا الاجتماع لاسيما وأنه يجب علينا أن ننظر في جميع بنود جدول الاعمال قبل أن ننتقل إلى مكةالمكرمة استعدادا لافتتاح القمة الإسلامية الاستثنائية صباح الغد - اليوم - باذن الله». وأوضح أن المملكة العربية السعودية - الدولة المضيفة للقمة - ستقوم باعداد اعلان مكةالمكرمة وستجرى مشاورات مع الدول الاعضاء قبل اعتماد الاعلان من القمة كما جرت العادة في جميع اجتماعات القمم الإسلامية السابقة. ولفت الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي النظر إلى ما يواجهه العالم الإسلامي من تحديا جسيمة ما فتئت تتعاظم وتلقى بانعكاساتها الوخيمة على أوضاع العالم الإسلامي السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية مما أضعف وضعية الامة الإسلامية في العالم المعاصر وأقعدها عن أداء دورها الريادي في ارساء قيم المساواة والعدالة والسلام واعمار الارض. وأضاف «لقد أدت فترة الازمات الطويلة التي تجتازها الامة الإسلامية التي تفكك عوامل القوة الداخلية واستشراء النزاعات بين دول العالم الإسلامي .. أما في مجال الاقتصاد والعلوم والتقنية فإن معدلات التنمية الاقتصادية قد تدنت وزادت حدة الفقر وتراجع دور القطاع الخاص مما فاقم من البطالة وزاد من عبء الديون كما تخلف العالم الإسلامي تخلفا شديدا في اللحاق بركب التقدم التقني والعلمي حتى اصبحنا عالة على العالم في هذا المجال». وأضاف قائلا «لقد شهدت السنوات القليلة الماضية اتساع ظاهرة الخوف من الإسلام والتي أصبحت عقبة أمام الفهم الصحيح للاسلام والمسلمين وزادت هذه الظاهرة المقلقة من معاناة الجاليات المسلمة بصورة ملموسة في الغرب وأدت لتشويه صورة الإسلام السمحة. ولا يمكن النظر إلى هذه الظاهرة دون ربطها بظاهرة الارهاب الدولي التي أضرت كثيرا بسمعة المسلمين بالرغم من أن معظم دول العالم الإسلامي نفسها أصبحت ضحايا لهذه الظاهرة». وتابع يقول «لقد دفعت هذه التحديات الجسيمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعوة اخوانه الملوك والرؤساء للاجتماع في قمة إسلامية استثنائية لدراسة هذه التحديات والبحث عن أنجع السبل لمواجهتها بشكل جماعي حتى يمكن انقاذ الامة واخراجها من حالة الضعف والوهن إلى مرحلة القوة والتأثير ومن حالة الانفعال إلى الفعل». وبين أن ادراك قادة الامة الإسلامية لهذه التحديات وايمانهم بأهمية العمل الجماعي هو الذي دفعهم للاستجابة العاجلة لنداء خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على عقد القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة بمكةالمكرمة. وخاطب الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية قائلا «ان أنظار العالم الإسلامي أجمع تتطلع لما تسفر عنه القمة الإسلامية الاستثنائية ويحدوهم الامل أن تكون هذه القمة نقطة تحول ومرحلة مفصلية في تاريخ التضامن الإسلامي .. قمة تحدد الداء وتصف الدواء الناجع للتحديات الكبرى التي تحيط بالامة في هذه المرحلة الدقيقة». وتطرق للقمة الإسلامية العاشرة وقال «لقد جسدت القمة الإسلامية العاشرة بماليزيا رغبة الدول الاعضاء في اصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي اذ انبثقت عن القمة لجنة الشخصيات البارزة التي عهد اليها وضع رؤية شاملة لاصلاح المنظمة» مشيرا إلى ان تقرير هذه اللجنة سيعرض على وزراء الخارجية في جلساتهم. كما تطرق للمؤتمر الإسلامي الثاني والثلاثين لوزراء الخارجية المنعقد بصنعاء وعده محطة مهمة لتعزيز مشروع الاصلاح اذ أصدر مؤتمر صنعاء قرارات واضحة بذلك وقال «مازال التشاور موصولا بيننا وبين معالي وزير خارجية اليمن وأعضاء الترويكا بغية تنفيذ هذه القرارات». وأفاد الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور اكمل احسان انه تم اعداد مشروع لبرنامج العمل العشري واستعرضنا فيه التحديات التي تهدد الامة والوسائل الكفيلة بمواجهتها ولما كانت الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي هي الوعاء الاساسي للتضامن الإسلامي فيجب أن تقوم بدور محوري في تنفيذ الرؤية والاهداف الجديدة للعالم الإسلامي ولكن لن يتأتى ذلك دون القيام بعملية اصلاح شاملة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ميثاقا وأهدافا ورسالة بما يجعل منها منظمة فاعلة تواكب روح العصر وجديرة بتحمل أعباء قيادة العمل الإسلامي المشترك والاستجابة لآمال وطموحات الامة الإسلامية وتطلعاتها في القرن الحادي والعشرين». اثر ذلك أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية انتهاء الجلسة الافتتاحية لبدء الجلسة المغلقة لوزراء الخا رجية.