اتهم مبعوث للحكومة الصومالية ميليشيا المحاكم الإسلامية أمس الأربعاء بالزحف نحو ميناء كيسمايو الاستراتيجي في جنوب البلاد في محاولة لتوسيع نطاق سيطرتها على الجنوب. لكن الاسلاميين نفوا تلك المزاعم فوراً ووصفوها بأنها"دعاية"تبثها اثيوبيا. وقال سفير الصومال لدى اثيوبيا عبدالكريم فارح ل"رويترز"على هامش اجتماع للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا:"تتقدم قوات المحاكم الإسلامية لاحتلال كيسمايو". وأضاف:"هذا تحد للحكومة الانتقالية الاتحادية... لن تنجح المحاكم الإسلامية باختيار الوسائل العسكرية. يجب أن تتخلى عن هذا الخيار". ويمثل صعود الحركة الإسلامية في الصومال منذ مطلع العام تحدياً لتطلعات الحكومة الانتقالية التي يساندها الغرب لاعادة فرض حكم مركزي للمرة الأولى منذ اطاح زعماء ميليشيات الرئيس السابق محمد سياد بري عام 1991. وكيسمايو ميناء رئيسي في اقصى جنوبالصومال وتديره سلطة مستقلة هي اتحاد وادي جوبا بقيادة وزير الدفاع الجديد الكولونيل عبدالقادر ادن شير وهو زعيم لاحدى الفصائل ويعرف باسم بري هيرالي. وذكر مسؤول الإعلام في المحاكم الإسلامية بدري هاشي ل"رويترز"ان التقارير عن التحرك نحو كيسمايو غير صحيحة. وقال:"لا اعلم شيئاً عن تحركات من هذا القبيل للميليشيات. لا نعتزم مهاجمة كيسمايو او أي مكان آخر". وأضاف:"هذا الرجل فارح يتحدث نيابة عن أثيوبيا". لكن مصادر في المحاكم الإسلامية ذكرت ان الحركة كانت قد اتصلت ببري هيرالي الشهر الماضي وشجعته على تسليم كيسمايو حيث ان كثيرين من أفراد الميليشيا التي تحمي البلدة يرتبطون بتحالفات عشائرية بالإسلاميين. وقال عبدالرحمن ديناري، الناطق باسم الحكومة، ردا على سؤال عن التقارير المتضاربة عن كيسمايو أمس انه لا تتوافر لديه معلومات محددة. أما بيلي عبدالله، الناطق باسم تحالف وادي جوبا، فذكر ان الميليشيا التي تتحرك صوب كيسمايو تنتمي الى السلطة المستقلة التي تدير البلدة. وقال:"القوات التي قيل انها تتقدم نحو كيسمايو يقودها نائب رئيس فصيلنا وقائد الأمن". وأضاف"تربطنا علاقة عمل بالمحاكم الاسلامية". وفي أديس أبابا، أفيد ان الاتحاد الأفريقي أقر رسمياً أمس"مشروع نشر"قوة سلام اقليمية في الصومال على رغم معارضة الإسلاميين لهذا المشروع. وقال مفوض السلام سعيد جينيت للصحافيين ان"مجلس السلام والأمن في الاتحاد قرر اعتماد مشروع نشر قوة سلام في الصومال كما قررت السلطة الحكومية للتنمية ايغاد". وأضاف:"اعتمدنا المشروع بجملة احكامه خصوصاً المتعلق منها بالموازنة التي تبلغ 335 مليون دولار"أي ما يعادل 279 مليون يورو لعام واحد. وقررت"ايغاد"في 18 آب اغسطس الماضي ارسال العناصر الأولى من هذه القوة التي سميت"ايغاسوم"، بحلول نهاية ايلول سبتمبر. ومن المفترض ان تعد القوة أربع كتائب أو نحو 8 آلاف جندي.