عينت حركة الشباب المجاهدين الصومالية أحمد عمر أبو عبيدة زعيما لها بعد مقتل قائدها أحمد غودان في غارة أمريكية. المولد والنشأة ولد أحمد عمر أبو عبيدة عام 1970 في مدينة قلافو بمنطقة شبلي الإثيوبية المجاورة لمحافظة هيران وسط الصومال. نزح مع عائلته إلى جمهورية الصومال إثر حرب أوغادين 1977 واستقر في مخيمات اللاجئين في محافظة هيران. التعليم والتكوين حفظ أبو عبيدة القرآن، وتلقى العلوم الشرعية واللغوية في حلقات المساجد في مخيم لوق جيلوا ومقديشو وكيسمايو. وفي 2007 التحق بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليمنية عبر مكتبها بمقديشو، لكنه لم ينجز بحث تخرجه بسبب ارتباطه بشؤون الحركة الإدارية في ولايتي باي وبكول، وفق المقربين منه. التجربة الحركية بعد انهيار نظام سياد بري العسكري 1991 انخرط أحمد عمر أبو عبيدة في معسكرات التدريب التابعة لجماعة الاتحاد الإسلامي مثل آلاف الشباب الصوماليين. وتلقى تدريبا في معسكر مدينة مركة حاضرة ولاية شبيلي السفلى، ثم انتقل إلى كيسمايو وشارك في أول معركة بين الاتحاد الإسلامي ومليشيات الجنرال محمد فارح عيديد. وبعد هزيمة الإسلاميين وسقوط كسمايو في يد عيديد انتقل أبو عبيدة ضمن مقاتلين آخرين إلى بلدة طوبلي الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين الصومال وكينيا. أنشطة ومسؤوليات وفي العام 2003 باشر أبو عبيدة تجنيد الشباب للقتال، واتخذ من مدرسة الهدى بمقديشو مركزا لأنشطته. وفي العام 2007 عيّن مندوبا للحركة في مناطق جوبا إثر انهيار المحاكم الإسلامية مكافأة له على جهوده السابقة وإخلاصه لقيادة الحركة ومشروعها الجهادي، على حد قول المقربين منه. وفي هذه المرحلة، قاد جهودا في كيسمايو لشرح رؤية حركة الشباب المجاهدين الرافضة لمشروع تحالف إعادة تحرير الصومال- أسمرا بقيادة الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد. كما شارك أبو عبيدة في تفكيك مليشيات العقيد بري هيرالي منتصف 2008، مما أدى لاستيلاء الحركة على كيسمايو في أغسطس 2008، وهو ما شكل ضربة عسكرية وسياسية قوية للحكومة الصومالية الانتقالية برئاسة نور عدي. في 2009 برز نجم أبو عبيدة في الحركة حيث عين واليا على ولايتي باي وبكول الواقعتين في جنوب غربي الصومال. ويقول المقربون من الرجل إنه أظهر مواهب في الحشد والتعبئة، وإدارة العمليات الميدانية. دعم أبو عبيدة بقوة سلفه غودان في صراعه الفكري مع إبراهيم حاجي المعروف بإبراهيم أفغان الذي تمت تصفية مجموعته في 2012. وقبل سبعة أشهر، عين أحمد عمر واليا على جميع الولايات التابعة للحركة، وهي مهمة بمثابة وزير الشؤون الداخلية، مما يعني أنه كان يتمتع بنفوذ واسع داخل الحركة. تحديات وعقبات ويقول مراقبون إن أمام الزعيم الجديد لحركة الشباب المجاهدين تحديات كثيرة، أبرزها إزالة الخلافات بين قيادات الحركة التي برزت للعلن عام 2012، وإعادة تشكيل ما يسمى هيئة الشورى. كما يواجه أبو عبيدة تحدي التصدي لأفكار تنظيم الدولة الإسلامية المتغلغلة في صفوف أنصار الحركة، وإعادة النظر في مفهوم التكفير وفقه السياسة الشرعية.