اعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أن بلاده في حال حرب"من الناحية الفنية"مع الإسلاميين الصوماليين، فيما أعلنت"المحاكم الإسلامية"أمس أن مقاتليها أسروا ضابطاً إثيوبياً بعد قتال عنيف مع قوات موالية للحكومة الصومالية الانتقالية استمر 26 ساعة وسقط خلاله 46 قتيلاً. وقال زيناوي إن"الجهاديين في المحاكم الإسلامية يسعون إلى القتال. إنهم يعلنون الجهاد ضد اثيوبيا كل أسبوعين تقريباً... من الناحية الفنية، نحن في حال حرب". وأضاف:"نعتقد أنهم يعدون منذ زمن لاعتداءات إرهابية. إنهم قريبون جداً من حدودنا. والمؤشرات ليست مشجعة بما يكفي. ولكننا صبرنا حتى الآن وسنستمر في الصبر". واتهم الإسلاميون إثيوبيا مراراً بالتدخل في شؤون بلادهم وإرسال جنود لدعم الحكومة الانتقالية في مواجهتهم. وعلى رغم نفي الحكومة الصومالية وحليفتها في أديس أبابا وجود قوات إثيوبية في الصومال، فإن رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي اعترف أخيراً بإرسال خبراء عسكريين لمساعدة حلفائه في بيداوة. وأعلنت"المحاكم"الجهاد ضد أديس أبابا، كما دعا زعيمها الشيخ حسن ضاهر عويس الإثيوبيين إلى الثورة على حكومتهم. وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي أمس إلى أن بلاده لديها"بضع مئات"من المدربين العسكريين المسلحين في الصومال لدعم الحكومة الموقتة، لكنه أكد أنهم يلتزمون"ممارسة ضبط النفس". ولفت إلى أنهم"يقدمون تدريباً عسكرياً أولياً لعناصر الأمن الصومالية. وهم بطبيعة الحال في موقع خطير، لذلك ينبغي أن يكونوا مسلحين لحماية أنفسهم. والعدد هو بضع مئات على أقصى تقدير". وفي موازاة ذلك، أعلنت"المحاكم"أسر ضابط إثيوبي، بعد معركة طويلة مع ميليشيا تابعة لوزير الدفاع في الحكومة الموقتة الكولونيل بري عدن شيري المعروف باسم هيرالي. وأكد الناطق باسم"المحاكم الإسلامية"الشيخ شكري إبراهيم أن مقاتليه تمكنوا من اعتقال الضابط بعد 26 ساعة من القتال المتواصل الذي بدأ مساء الأحد وانتهى مساء الاثنين قرب قاعدة ل"المحاكم"في مدينة بوعالي 170 كلم جنوب بيداوة. وأشار إلى أن القرية التي اندلع عندها القتال سقطت لفترة وجيزة في أيدي مقاتلي هيرالي، قبل أن يعيد الإسلاميون احتلالها، لافتاً إلى أن 43 من الميليشيا الحكومية قضوا في القتال، كما سقط ثلاثة من رجاله. وقال إبراهيم في مؤتمر صحافي في كيسمايو أمس:"هزمنا الميليشيا بعد 26 ساعة من القتال. واستولينا منها على 6 عربات حربية"مزودة أسلحة رشاشة. وأضاف:"أسرنا ضابطاً إثيوبياً وهو الآن محتجز تحت حراسة مشددة في أحد معسكراتنا"، مشيراً إلى أن"المحاكم"ستُمكن الصحافيين من رؤية الأسير الإثيوبي في غضون أيام. وكان مصدر في الحكومة الصومالية قال ان ما لا يقل عن ستة آلاف جندي إثيوبي منتشرون في البلاد أو قرب الحدود الممتدة نحو 1600 كلم.