بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش امس حملة جديدة لتطويق المعارضة للحرب في العراق التي تؤدي الى تشنج الاجواء السياسية مع اقتراب الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، في حين اتهم الديموقراطيون ادراته بالتشويه السياسي لمعارضي الحرب. وباشر بوش في سولت ليك سيتي في ولاية يوتاه غرب سلسلة خطابات تهدف الى اقناع الاميركيين بأن المهمة العراقية تندرج في اطار"الحرب الشاملة على الارهاب"و"النزاع بين قوى الحرية والاعتدال وقوى الطغيان والتطرف". وقال في ليتل روك اركنسو، جنوب التي يزورها لدعم مرشحي الحزب الجمهوري"اذا انسحبنا من العراق قبل انجاز العمل وكما يطالب البعض فإن ذلك سيكون هزيمة كبرى للولايات المتحدة في الحرب الشاملة على الارهاب". واضاف ان"هذا الامر سيقوض صدقية الولاياتالمتحدة"، مضيفا"اذا انسحبنا من العراق قبل انجاز العمل فإن هذا الانسحاب سيخلق دولة ارهابية اكثر خطرا من افغانستان في ظل طالبان، دولة ارهابية مع قدرة تمويل نشاطاتها بسبب عائدات النفط العراقي". واوضح ان"هذا الامر سيعني ان رجالا شجاعتهم لا تضاهى قدموا حياتهم من اجل لا شيء ... وفي حال انسحبنا قبل انجاز العمل ... فهم الارهابيون سيلحقون بنا الى هنا". ويفترض ان ينتخب الاميركيون في السابع من تشرين الثاني نوفمبر اعضاء الكونغرس حيث تشكل الحرب في العراق احد المحاور الرئيسية للحملة الانتخابية. واكد بوش ان خطبه لن تكون"سياسية". وقال"آمل ان لا يقوم احد بتسييس المشاكل التي سأتحدث عنها". لكن الرئيس الاميركي يعبر بعبارات اقل حدة، عن موقف مماثل لموقف وزير الدفاع دونالد رامسفيلد اثار استياء الديموقراطيين الثلثاء بتشبيهه معارضي الحرب بالذين كانوا يقللون من خطورة صعود النازية قبل الحرب العالمية الثانية. وخلال اجتماع لدعم مرشح في ناشفيل تينيسي مساء الاربعاء، دعا بوش الاميركيين الى"المحافظة على ثباتهم وعزمهم وتصميمهم"، وانتخاب المرشحين الذين"يدركون اهمية الرهانات". واشار الى ان الديموقراطيين وافقوا على الحرب واكد انه في حال هزيمة الولاياتالمتحدة ستنشأ في العراق"دولة ارهابية اخطر"من افغانستان في عهد طالبان. ومع اقتراب موعد الاقتراع، تسبب المسألة العراقية التي تثير انقساما عميقا بين الاميركيين، توترا متزايدا بين الجمهوريين والديموقراطيين. وتسعى الحكومة الاميركية والغالبية الجمهورية الى اقناع الرأي العام بان الولاياتالمتحدة تقاتل الارهابيين في العراق"حتى لا تضطر لمحاربتهم على ارضها"على حد تعبير بوش. ولا يؤيد ستون بالمئة من الاميركية سياسة بوش في العراق. ويطالب معظمهم بعودة الجنود من هذا البلد ويدعمون حجة الديموقراطيين الذين يرون ان الوسائل التي استخدمت في العراق كان يمكن ان تكون اكثر فائدة لو وظفت في مكان آخر ضد الارهابيين. ردود ديموقراطية في هذا الوقت، اتهم الديمقراطيون رامسفيلد بالتشويه السياسي بعد ان هاجم منتقدي التورط في العراق والحرب على الارهاب، وقالت النائبة نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب"اذا كان رامسفيلد مهتما كثيرا بعقد مقارنات بالحرب العالمية الثانية فيجب عليه أن يشرح لنا لماذا يقاتل جنودنا في العراق الآن لفترة أطول مما استغرقته قواتنا لهزيمة النازيين في اوروبا". واضافت بيلوسي ان"مساعي الوزير رامسفيلد للاساءة الى سمعة منتقدي سياسة ادارة بوش في العراق هي محاولة يرثى لها لتحويل اهتمام الرأي العام عن فشله المتكرر في ادارة الحرب بكفاءة". وقال النائب بيت ستارك"ان رامسفيلد في سعيه اليائس الى تحويل الاهتمام عن اخطائه الكثيرة كوزير للدفاع فانه يلجأ الى تكتيكات ستجعل جو مكارثي فخورا"في اشارة الى السناتور الجمهوري الذي اتهم بدون أدلة تذكر الكثير من الاميركيين بأنهم شيوعيون او متعاطفون مع الشيوعية في عقد الخمسينات من القرن الماضي. واضاف ستارك قائلا"كلما سارع رامسفيلد الي الاستقالة فإن ذلك سيجعل اميركا اكثر امانا".