شدد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الهجوم على منتقدي سياسة ادارته في العراق والحرب على الارهاب، في كلمة اشار فيها الى زعماء العالم الذين سعوا الى استرضاء المانيا النازية في الثلاثينات. وتساءل رامسفيلد في كلمته التي القاها الثلثاء امام الرابطة الاميركية للمحاربين القدماء في سولت لايك سيتي ولاية يوتاه:"مع تزايد اعمال القتل وتوافر الاسلحة المتزايدة هل يمكننا ان نعتقد انه على نحو ما وبطريقة ما يمكن استرضاء المتطرفين الاشرار؟". واضاف"هل يمكن للناس حقا ان يستمروا في الاعتقاد بأن الدول الحرة يمكن ان تتفاوض على سلام منفرد مع الارهابيين؟". وتتعرض ادارة الرئيس جورج بوش لانتقادات متزايدة من الديموقراطيين وبعض الجمهوريين في الكونغرس بشأن اتجاه حرب العراق بعد نحو ثلاث سنوات ونصف السنة من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة وأطاح الرئيس صدام حسين. وتظهر استطلاعات الرأي تراجع التأييد للحرب. وقال رامسفيلد انه من المهم الاشارة الى ان"أي نوع من الارتباك المعنوي أو الفكري بشأن من الذي على صواب، وما هو الصواب أو الخطأ، يمكن ان يضعف قدرة المجتمعات الحرة على الاستمرار"في أي حرب طويلة. وفي كلمته التي ركز فيها على التنديد بالتغطية الاخبارية للحرب قال رامسفيلد للرابطة الاميركية للمحاربين القدامى ان المسلحين والارهابيين يشنون حملة للقضاء على الروح المعنوية للشعب الاميركي. وحاول في كلمته الثانية خلال يومين ان يربط بين الصراعات الحالية والحرب العالمية الثانية. وفي هجومه على المنتقدين الحاليين لادارة بوش اشار رامسفيلد الى الفترة السابقة على الحرب وقال ان"البعض لم يتعلموا فيما يبدو من دروس التاريخ". واضاف"كان زمنا شهد مقدارا معينا من الشكوك والارتباك المعنوي في بعض الديموقراطيات الغربية حيث تعرض الذين حذروا من أزمة قادمة ومن صعود الفاشية والنازية للسخرية أو التجاهل". وتابع"في العقود التي سبقت الحرب العالمية الثانية جادل كثيرون بأن تهديد الفاشيين إما مبالغ فيه أو انه كان مشكلة طرف آخر. بعض الدول حاولت حتى التفاوض على سلام منفرد رغم ان العدو أوضح بطريقة لا لبس فيها طموحاته القاتلة". واكد رامسفيلد"كان الوضع مثلما لاحظ ونستون تشرشل يشبه اطعام تمساح على أمل ان يؤجل التهامك الى النهاية". وقال"انني اتذكر التاريخ لاننا مرة اخرى نواجه تحديات مماثلة في جهود مواجهة التهديد المتزايد لنوع جديد من الفاشية". وعلق الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ هاري ريد على تصريحات رامسفيلد، وقال في بيان مكتوب ان"البيت الابيض في عهد بوش يهتم بتوجيه الانتقادات الى اعدائه السياسيين وتشتيت الانتباه عن فشله أكثر من كسب الحرب على الارهاب ووضع نهاية للحرب في العراق". رايس من جانبها، تحدثت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في الاجتماع وقالت للمحاربين القدامى انه اذا انسحبت الولاياتالمتحدة من العراق في وقت قريب فانها ستشجع المتطرفين. واضافت"يجب ان لا نفترض لدقيقة واحدة ان هؤلاء الارهابيين لن يواصلوا استهداف الوطن الاميركي. وهذا هو السبب في ان الرئيس بوش يصف العراق بأنه جبهة مركزية في الحرب على الارهاب". واعتبرت ان استراتيجية الولاياتالمتحدة في العراق"يمكن ان تنجح وسوف تنجح ولكن في حال انسحبنا قبل الاوان فان ثمن الفشل سيكون باهظا وهائلا". واضافت رايس التي حصلت على جائزة امرأة العام من الفيلق الاميركي للمحاربين القدامى"في حال تخلينا عن العراقيين قبل ان تصبح حكومتهم قوية بما فيه الكفاية لتولى شؤون الامن في البلاد فاننا سنظهر للمعتدلين في المنطقة انه لا يمكن الوثوق باميركا". واوضحت"سوف نتركهم العراقيون مع طلائع بلد بدون دولة في العراق وكما كان الحال في افغانستان في التسعينات التي اصبحت قاعدة لتنظيم القاعدة ومركزا لارسال قراصنة الجو في 11 ايلول سبتمبر".