يسافر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو ومسؤول إنساني كبير في الاتحاد الأوروبي إلى السودان اليوم السبت لمحاولة اقناع حكومة الخرطوم بقوة سلام تابعة للأمم المتحدة في دارفور. ورفضت الحكومة السودانية تكراراً في شدة محاولات الأممالمتحدة إرسال 22 جندي لحفظ السلام إلى دارفور للحلول محل قوة الاتحاد الافريقي التي مُدد لها حتى 31 كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال مسؤول أوروبي رويترز ان باروسو ومفوض الشؤون الانسانية في الاتحاد الأوروبي سيقابلان الرئيس عمر البشير مساء السبت في الخرطوم، قبل أن يسافرا إلى دارفور في زيارة تدوم يومين. وأضاف ان الوفد الأوروبي سيسعى إلى إظهار ان من مصلحة السودان والمجتمع الدولي وجود بعثة للأمم المتحدة في دارفور، مشدداً على ان موافقة البشير على ذلك أساسية لحل الأزمة. وفي الإطار ذاته، قال الممثل الخاص للأمين للعام للأمم المتحدة في السودان يان برونك إن"بعثة لحفظ السلام في دارفور يجب ان تصل فوراً مع الدعم العاجل للقوات الافريقية". وقال"لا اتوقع أن تقبل الخرطوم فوراً ببعثة دولية، لذا علينا في الأول دعم القوات الافريقية في دارفور". وأكد ان الأممالمتحدة سترسل الى دارفور قوة لتعزيز قوة الاتحاد الأفريقي تضم 105 من المستشارين وعشرات من عناصر الشرطة. على صعيد آخر، كثّفت السلطات السودانية اجتماعاتها مع ممثلي"حركة تحرير السودان"الموقعة اتفاق سلام مع الحكومة، لاحتواء التوتر والاشتباكات التي شهدتها الخرطوم أول من أمس بين الشرطة ومؤيدي زعيم الحركة مني أركو مناوي. وعلمت"الحياة"ان مناوي الذي يتولى منصب كبير مساعدي الرئيس السوداني، توصل مع قيادات في المؤتمر الوطني الحاكم الى"تفاهمات"لاحتواء التوتر الذي اندلع الخميس في أم درمان بين الشرطة ومؤيدي الزعيم المتمرد سابقاً في دارفور بعد اعتقال اثنين من عناصر مناوي وأربعة من أفراد الشرطة السودانية. وعقد مناوي اجتماعات مطولة مع قيادات حركته ومع الحكومة لتقويم الأوضاع. ونقلت"رويترز"عن مسؤول في"حركة تحرير السودان"ان النزاع بدأ عندما اعتقلت الشرطة ثلاثة اعضاء من الحركة خارج مكتبها في أم درمان المتاخمة للخرطوم واحتجزتهم في مركز قريب للشرطة. وقال يعقوب أسالا القيادي في الحركة ان تحرك الشرطة كان غير قانوني لأنه لم تكن معها مذكرات اعتقال. واضاف أنه لم يكن هناك أيضاً ما يبرر الاعتقالات. ورداً على اعتقالهم، أرسلت قيادة"حركة تحرير السودان"مجموعة من الميليشيا التابعة لها الى مركز الشرطة للمطالبة باطلاقهم، وعندما رفضت الشرطة أخذ رجال الميليشيا قائد الشرطة في المركز وشرطياً آخر رهينتين مما أدى الى نشوب معركة بالأسلحة أصيب خلالها عدد من الأشخاص. وأفاد بيان لوزارة الداخلية ان مجموعة من الأشخاص هاجمت مركزاً للشرطة في أم درمان في محاولة لتحرير مشتبه فيهم وعندما فشلت خطفت شرطياً. وأضاف البيان أن الشرطة تعقبت المجموعة الى أحد المنازل واشتبكت معها وحررت الشرطي واعتقلت أعضاء المجموعة من دون أن يسقط قتلى. وفي لندن رويترز، قال مارك مالوخ براون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة الذي تنتهي فترته قريباً، لصحيفة"ذي اندبندنت"، ان على بريطانيا والولايات المتحدة الامتناع عن التهديد والوعيد في أزمة دارفور لأن حكومة الخرطوم تعلم أنهما لا تستطيعان مصاحبة هذه الأقوال بالأفعال. وقال في الحديث الذي نشر أمس:"الجعجعة الديبلوماسية الصادرة من واشنطنولندن وتقولان فيها:"اذا لم تسمحوا بنشر قوات الاممالمتحدة فلتحذروا العواقب"غير مستحبة. ولذلك فإن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني وجورج بوش الرئيس الأميركي بحاجة الى تجاوز عمليات الاستعراض هذه". وأضاف:"يعرف السودانيون اننا لا نملك قوات ننشرها ضد حكومة معادية في الخرطوم اذا عارضنا السودان فلن يكون هناك سلام نحافظ عليه بأي حال. انت هناك لتخوض حرباً". وقال مالوخ براون ان التهديدات الغامضة من جانب واشنطنولندن تتيح لحكومة الخرطوم فرصة تصوير نفسها على انها"الضحية التالية للحرب الصليبية بعد العراق وأفغانستان".