سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس السوداني يتمسك برفض القوة الدولية ويقر بأزمة ثقة بين الشمال والجنوب . الخرطوم : متمردو دارفور يعلقون تنفيذ اتفاق أبوجا والبشير يحل الأزمة بتعيين مناوي مساعداً له
أرجأت "حركة تحرير السودان" وصول زعيمها مني أركو مناوي إلى الخرطوم الذي كان مقرراً أمس وعلّقت تنفيذ اتفاق السلام مع الحكومة الذي وقعته في أيار مايو الماضي بعدما اتهمت حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعدم تعيين مناوي مساعداً لرئيس الجمهورية، واعتبرت ذلك شرطاً لوصوله. وفي وقت تعهد الرئيس عمر البشير مجدداً بأنه لن يسمح بدخول أي قوات أجنبية إلى البلاد، قررت المفوضية الأوروبية ايفاد رئيسها خوسيه مانويل باروسو إلى الخرطوم نهاية أيلول سبتمبر المقبل لإقناع البشير بنشر قوات دولية في دارفور. واحتشد الآلاف من المواطنين في الساحة الخضراء في جنوبالخرطوم صباح أمس لاستقبال رئيس"حركة تحرير السودان"مني أركو مناوي، وسط اجراءات امنية مشددة. إذ نشرت الشرطة وقوات مكافحة الشغب مئات المسلحين على ظهر سيارات مصفحة وأخرى تحمل رشاشات"دوشكا". لكن الناطق باسم"حركة تحرير السودان"محجوب حسين أبلغ الجماهير المحتشدة تجميد تنفيذ اتفاق السلام وإرجاء وصول مناوى إلى الخرطوم إلى وقت لاحق. واتهم حسين حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعدم الجدية والصدقية لإخلاله بوعده استصدار قرار من البشير بتعيين مناوي مساعداً له، بحسب الاتفاق، قبل أن يصل إلى الخرطوم، موضحاً ان القرار كان ينبغي أن يصدر الأربعاء الماضي بحسب وعد الحزب الحاكم. ويبدو ان الرئاسة السودانية حلت هذه الازمة مساء بالاعلان رسميا ان البشير عين مناوي مساعدا له. وقال حسين إن اتفاق السلام في خطر وان كل الاحتمالات مفتوحة أمامهم ما لم يلتزم الحزب الحاكم بوعده، وحمّل الحكومة مسؤولية ما يترتب على موقفها. وأكد أن حركته قررت تعليق كافة الاتصالات وتجميد عمل اللجان المشتركة لتنفيذ اتفاق السلام، وسترفع الأمر إلى الإتحاد الأفريقي الذي يرعى تنفيذ اتفاق أبوجا. كما تفرّق الصحافيون الذين تجمعوا في مطار الخرطوم منذ الصباح الباكر في انتظار مناوي بعدما ابلغهم قادة حركته انه ينتظر في الفاشر، كبرى مدن دارفور، في ضيافة الاتحاد الأفريقي الذي وضع طائرة تحت تصرفه لنقله إلى الخرطوم متى ما شاء. وأكد قادة الحركة انه لن يأتي إلا بعد صدور قرار من الرئيس البشير بتعيينه مساعداً له بحسب اتفاق السلام. لكن القيادي في حزب المؤتمر الوطني حسن برقو أكد خلال مؤتمر صحافي التزام حكومته اتفاق أبوجا ورأى أن ما حدث إجراء إداري وتوقّع صدور قرار من البشير في أي لحظة بتعيين مناوي مساعداً له، كما توقع أن يصل الأخير إلى الخرطوم خلال اليوم أو غداً. الى ذلك، تعهد الرئيس البشير مجدداً، أمس، خلال مخاطبته عمال السودان لمناسبة عيدهم السادس عشر بعدم دخول أي قوات أجنبية إلى البلاد، وجدد التزام حكومته اتفاق أبوجا ودعا الفصائل الرافضة له بالانضمام اليه. ورأى ان"البلاد تمر بمرحلة حرجة ومنعطف خطير"، وأقر ضمناً بوجود أزمة ثقة بين شمال البلاد وجنوبها، ودعا الى"مغالبة النفس ومحاربة شيطان الفتنة". كما تعهد تسريع حل أزمة شرق السودان عبر المحادثات مع متمردي"جبهة الشرق"التي ترعاها الحكومة الاريترية، وينتظر أن تعاود الأسبوع المقبل في أسمرا. وفي سياق متصل، أفادت تقارير، أمس، ان رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو سيزور الخرطوم في نهاية ايلول سبتمبر المقبل، يرافقه مفوض التنمية والعون الإنساني لويس ميشيل، لإقناع القيادة السودانية بنشر قوات دولية في دارفور، والوقوف على سير تنفيذ اتفاقي نيفاشا للسلام في جنوب البلاد وأبوجا للسلام في غربها. وعلم أن باروسو سيلتقي الرئيس البشير ونائبيه سلفا كير ميارديت وعلي عثمان محمد طه، ووزير الخارجية الدكتور لام أكول، الى جانب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى السودان يان برونك. وسيزور باروسو دارفور لتفقد الأوضاع على الأرض. وسينتقل من الخرطوم الى اثيوبيا لإجراء محادثات مماثلة مع المسؤولين في مفوضية الاتحاد الأفريقي. وفي الشأن ذاته، باشرت لجنة من مجلس الأمن مهمة في دارفور لمتابعة تنفيذ قراره 1591 القاضي بفرض عقوبات على معرقلي السلام في الإقليم، والحظر المفروض على الأسلحة، وانتهاكات حقوق الانسان، وقرارات حظر السفر وتجميد الأموال المتخذة بحق مرتكبي مثل هذه الجرائم. وناقشت اللجنة التي يرأسها الفرنسي مارك لافيرن مع حاكم ولاية غرب دارفور جعفر عبدالحكم الأوضاع الإنسانية والأمنية، وجهود الحكومة لترجمة اتفاق سلام دارفور. وقال عبدالحكم ان الوضع الأمني مستقر لأن اتفاق أبوجا أسهم في تقليل المخاطر الأمنية، ولفت الى قرار السلطات عدم حمل السلاح ولبس الزي العسكري إلا للقوات النظامية.