فيما حمّلت الأممالمتحدة الحكومة السودانية ومتمردي دارفور مسؤولية البطء الذي لازم مسيرة المحادثات المنطلقة بينهما منذ ما يقارب الشهر من دون إحراز أي تقدم، طرح وسطاء الاتحاد الافريقي ورقة حول قسمة السلطة حوت 13 نقطة اختلف الفرقاء المعنيون على تسع منها. وندد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أول من أمس ب"عدم حصول تقدم"في مفاوضات السلام في دارفور والتي بدأت في أبوجا. وأكد عزمه على ممارسة ضغط على الخرطوم والمتمردين. وقال أنان في كلمة أمام اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة المجتمعة في جنيف:"نحن قلقون من بطء أو عدم تحقيق تقدم في عملية السلام في أبوجا". وأضاف:"سنحاول ممارسة الحد الاقصى من الضغط الممكن على الطرفين، على الحكومة وعلى المتمردين، لأن لكل منهما دوراً يلعبه". واوضح ان"الوسيلة الوحيدة لحل هذه المشكلة دارفور هي عن طريق تسوية سياسية". و قال:"في شكل عام لا يمكن ان يكون هناك سلام كامل في السودان طالما ان الوضع في دارفور لم يحل". الى ذلك، فشل اجتماع موسع عقده الشركاء والسفراء والوسطاء أمس مع رئيس"حركة تحرير السودان"السيد عبدالواحد محمد نور في زحزحة فصيله في الحركة عن المواقف التي يتمسك بها. وناشد الاجتماع عبدالواحد العمل على توحيد الحركة التي باتت مهددة بشبح التفكك، الأمر الذي سيلقي بظلال قاتمة على مفاوضات أبوجا. ورفض عبدالواحد مشروع تسوية يقضي باعتماد مفاوضي الحركة في الجولة السابقة والبالغ عددهم 35 لخوض هذه الجولة الجديدة من المفاوضات مع الحكومة. وأعلن عن قائمة جديدة من المفاوضين. لكن منافسه في الحركة الأمين العام السيد مني أركوي ميناوي سارع الى إصدار بيان جدد فيه عدم التزامه بما ستسفر عنه الجولة الحالية من المفاوضات وهدد بضرب الفاشر. وذكرت وسائل إعلام سودانية ان ممثلين أوروبيين انخرطوا في اجتماعات ماراتونية مع فصيلي"حركة تحرير السودان"مارسوا خلالها ضغوطاً لتوحيد الحركة. وأثمر ذلك الضغط قبولاً من الفصيلين بالدخول مجدداً في لقاءات تهدف الى ردم الهوة المتسعة بين جناحي نور ومناوي في هذه الحركة المتمردة في دارفور. وعُلم ان الوسيط الافريقي في مفاوضات أبوجا طرح ورقة جديدة على الفرقاء السودانيين مكونة من 13 بنداً، إلا ان الاطراف اختلفت حول تسعة منها ووافقت على أربعة فقط. ويتوقع مراقبون انتهاء هذه الجولة من المفاوضات بفشل تام. في غضون ذلك، قال قيادي في"مؤتمر البجا"ان رئيس مكتب المؤتمر في القاهرة اختفى في ظروف غامضة منذ عشرة أيام ولم يُسمع عنه أي شيء. واشار الى ان الأمن العام المصري نفى اي صلة له باختفاء القيادي المعارض. سولانا في السودان وفي بروكسيل أ ف ب توجه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا أمس الجمعة الى السودان لاجراء محادثات تتناول الوضع المتوتر في اقليم دارفور غرب البلاد. وافادت المتحدثة باسمه كريستينا غالاش ان سولانا الذي يُتوقع ان يكون وصل مساء أمس الى الخرطوم، سيلتقي اليوم السبت السلطات السودانية وفي مقدمها الرئيس عمر البشير في محاولة لانقاذ المفاوضات المتعثرة حول السلام في دارفور. وسيتوجه المسؤول الاوروبي اليوم ايضاً الى الفاشر حيث يقدم الاتحاد الاوروبي دعماً لوجستياً لبعثة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور، ثم الى مخيم للاجئين في ابو الشوق، قبل ان يعود الى الخرطوم حيث سيلتقي وزير الخارجية السوداني. وسينتقل سولانا الأحد الى نجامينا لاجراء محادثات مع الرئيس التشادي ادريس دبي. وثمة 230 الف لاجئ سوداني في تشاد، وقتل في 26 ايلول سبتمبر 75 شخصاً بينهم 55 مدنياً في هجوم شنه مسلحون أتوا من السودان المجاور على قرية مادايون التشادية في اقصى شرق البلاد. ويدور نزاع في دارفور بين المتمردين والقوات الحكومية المدعومة من ميليشيا الجنجاويد العربية المتهمة بارتكاب تجاوزات في حق السكان المدنيين من اصل افريقي. ويدعم الاتحاد الاوروبي بعثة الاتحاد الافريقي في دارفور عبر ارسال مراقبين وتقديم دعم تقني ولوجستي. وفي هذا الاطار، يصل رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الرئيس المالي الفا عمر كوناري الى بروكسيل الثلثاء المقبل لاجراء محادثات مع ممثلي الاتحاد الاوروبي.