سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معلقون في الصحافة العبرية : غداً الأربعاء يوم حاسم لتقرير وجهة الحرب . اسرائيل : ارتفاع حصيلة القتلى يطلق دعوات الى الانتقام من "حزب الله" والحكومة اللبنانية
طغى التمني الشخصي المدفوع بغريزة الثأر"لهيبة الجيش"، على قراءة الوسط الإعلامي الاسرائيلي لتطورات الحرب، وخصوصاً بعد الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدها الجيش والبلدات شمال إسرائيل في"اليوم الأسود"، كما وصف الاسرائيليون يوم أول من أمس الأحد. وصدرت الصحف بعناوين تحمل التهديد والوعيد للبنان"بدفع ثمن باهظ"يديعوت أحرونوت ولسورية"بشل قدراتها العسكرية خلال ساعات"معاريف، فيما حرض كبار المعلقين المستويين السياسي والعسكري على توسيع العمليات البرية وتكثيف النيران و"إخراج قوة الجيش الهائلة الى حيز التنفيذ". جاء ذلك في مقابل أصوات أهدأ صدرت تحديداً عن جنرالات في الاحتياط حاولوا قراءة الصورة بناء لتجاربهم العسكرية الميدانية. وجزم المعلق العسكري في صحيفة"هآرتس"زئيف شيف بأن من غير الممكن وقف"المطر المنهمر من الصواريخ على شمال اسرائيل من دون أن يشن الجيش"في أقرب وقت"عمليات برية وجوية أوسع لضرب صواريخ"حزب الله""جنوب نهر الليطاني وحتى شماله"لتفادي استمرار حرب الاستنزاف وتوسعها ما يعني ارتفاع عدد المدنيين المصابين يومياً. وأضاف أن ثمة انطباعاً بأن الجيش لم يظهر بعد كل قوته، وإذا لم يفعل،"فإنه حتى لو انتصرنا سيكون هذا انتصاراً وضيعاً". وزاد انه إزاء عدم نجاح الطيران الحربي الاسرائيلي في تدمير منظومة الصواريخ قريبة المدى"ينبغي اتخاذ خطوة كبيرة لوضع حد لتعرض المدنيين الى الضرب بعدما غدوا في الأيام الأخيرة، وعلى نحو غير مسبوق في تاريخ حروب اسرائيل، طعاماً للمدافع". ورأى المعلق العسكري في"يديعوت احرونوت"اليكس فيشمان"وجوب أن تجبي اسرائيل ثمناً باهظاً من حزب الله والحكومة اللبنانية، الآن وقبل أن تضطر الى دفع ثمن للارهاب الأصولي في اليوم التالي للتسوية". وأضاف أن يوم غد الاربعاء سيكون اليوم الحاسم لتقرر اسرائيل وجهتها، وذلك غداة صدور قرار مجلس الأمن. واعتبر فيشمان أن تصعيد القصف من طرف"حزب الله"يعكس"اندفاعاً جنونياً وجهداً قوياً لكيّ الوعي الاسرائيلي والدولي من خلال التوضيح بأن الحزب لا يزال صامداً على رجليه، ويجب أخذ شروطه في الحسبان في كل تسوية يجري العمل على صوغها". وأشار المعلق الى أن أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية استوعبت الرسالة الأخيرة ل"حزب الله"، التي تمثلت بتكثيفه قصف مواقع استراتيجية حساسة شمال اسرائيل ومحاولته ضرب أخرى. وادعى المعلق بأن تكثيف"حزب الله"ضرباته للمدنيين الاسرائيليين تم تحت رعاية الحكومة اللبنانية،"ما يحتم عليها أن تدفع الثمن". وزاد أن سقوط جنود الاحتياط قتلى يشكل"اختباراً كبيراً للاجماع الاسرائيلي على الحرب لأن ضرب جيش الاحتياط يعتبر مسّاً بالاعصاب المكشوفة للمناعة الاجتماعية". ودعا أحد محرري الصحيفة ايتان هابر الحكومة والجيش وعموم الاسرائيليين الى التجند من أجل شن"حرب حتى النهاية، حتى تحقيق الانتصار. والنهاية تعني ان نرى حزب الله مهزوماً تماماً وحكومة لبنان تهتف همساً لقوات الانقاذ التابعة للجيش الاسرائيلي". واعتبر الكاتب، وهو مدير مكتب رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين، أن لهذه الحرب انعكاسات ومعاني مصيرية على مستقبل اسرائيل لأنها"حرب بين حضارات، ومن شأن الخسارة فيها أن توقظ الشياطين من مرابضها، كل العالم الاسلامي الأصولي الذي يكشر عن أنيابه ليفترس الغرب والدول العربية المعتدلة، ولهذا لا مفر سوى تجميع اسرائيل كل طاقاتها النارية وكل قواتها وتنطلق الى الحرب لتنتصر". في المقابل، عاود معلقون آخرون التباكي على فشل الجيش في تحقيق أهدافه من حربه المتواصلة"بل حتى الحد الأدنى من هذه الأهداف، أي السيطرة على منصات اطلاق الصواريخ أو خفض عدد الصواريخ التي تضرب إسرائيل يومياً"، كما كتب ناحوم بريناع من"يديعوت احرونوت". وتابع:"حذرنا رئيس الحكومة من أن اياماً عصيبة، دموية وموجعة، بانتظارنا... لقد تنبأ بما حصل أمس، ولعل هذا هو الوعد الوحيد، من جملة وعوده، يتحقق كاملاً". ورأت سيما كدمون من الصحيفة ذاتها أن على من يريد معرفة وجهة إسرائيل، أن يبحث أولاً عن موقف الولاياتالمتحدة"التي يئست منا ومن نتائج الحرب المستمرة منذ نحو شهر". وزادت هذه المحللة الاسرائيلية أن واشنطن"باتت تدرك أننا لن نحصل بعد على أكثر ما حصلنا عليه الآن ميدانياً وأن حسن نصرالله لن يخرج مستسلماً، كما لن يتوقف القصف بالكاتيوشا فيما بنك الأهداف الإسرائيلية أخذ في النفاد أو بكلمات أبسط اغلق باب الفرص العسكرية في وجهنا، على طرف أنفنا". واتفق مع كدمون في تحليلها، المعلق السياسي في القناة العاشرة الذي رأى أنه على رغم التصعيد الحاصل، فإن طرفي النزاع معنيان بوقف النار، محذراً الحكومة من عواقب تصعيد حربها البرية فقط"من لرفع المعنويات حيال حقيقة فشلنا". واعتبر المسؤول السابق في الاستخبارات الميجور - جنرال في الاحتياط الدكتور يوسي بن اري أن إسرائيل"تدير الآن معركة عقيمة من أجل استرداد هيبة مفقودة بعدما نجح الأمين العام لحزب الله في الاستهزاء باسرائيل على نحو لم ينجح فيه أي من الزعماء العرب في الماضي". وتابع:"يخطئ من يعتقد أن مواصلة الغارات الجوية المكثفة في أرجاء لبنان والتوغل البري حتى الليطاني سيساهمان في تحسين الردع ولن تكونا سوى وخزة في عين نصرالله ستحضه على مواصلة ضرب الجيش الإسرائيلي على الأرض وإعادة تنظيم قواته في الجنوب". وأضاف أن الحماسة الزائدة لاسترداد هيبة مفقودة"تخفي عن عيون إسرائيل حقيقة مزعجة عن وجوب أن يكون حزب الله جزءاً من أي تسوية سياسية تجري صياغتها". وزاد أن أي اتفاق لوقف النار لن يصمد من دون أن يكون مقبولاً لدى"حزب الله"، ومن أجل تحقيق ذلك"على إسرائيل ان تغمض عينيها وتقبل بعدم المساس بكرامة نصرالله الذي لن يتعاون من أجل التوصل الى تسوية في حال كان مهزوماً ومهاناً يزحف على اربع، كما يريد الإسرائيليون". وتابع أن من مصلحة اسرائيل، ومن أجل تفادي ثمن باهظ مواز للثمن الذي دفعته في الأيام الأخيرة،"أن لا تتعاون مع الجهود الدولية لوقف النار فحسب، بل ان تقبل بالتعديلات التي قد يتم ادخالها على مشروع القرار لوقف النار من أجل التوصل الى اتفاق شامل".