فيما واصل أبرز الاعلاميين الاسرائيليين تحريض الحكومة على مواصلة الحرب على لبنان"حتى يُدحر حزب الله"، أكدت نتائج إستطلاع جديد للرأي العام نشرتها صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن الرأي العام الاسرائيلي معبأ بكل شرائحه دعماً للحرب، ويتناغم موقفه مع الداعين الى تكثيف نيران"الحرب العادلة". ورأى 82 في المئة وجوب أن تمارس اسرائيل قوة أكبر في حربها في مقابل 15 في المئة طالبوا بعكس ذلك. وأعرب 90 في المئة عن ارتياحهم الى أداء الجيش و82 في المئة لأداء رئيس الوزراء ايهود اولمرت و71 في المئة لأداء وزير الدفاع عمير بيرتس. واعتبر 92 في المئة"الحرب عادلة"وأيد 74 في المئة استدعاء الاحتياط، فيما رأى 55 في المئة أن المرحلة المقبلة من الحرب يجب أن تتمحور حول"القضاء على حزب الله"مقابل 34 في المئة دعوا الى ابعاده عن الحدود و10 في المئة الى وقف النار والبدء في مفاوضات. وساهم رموز الإعلام العبري في تصعيد نبرة العداء والكراهية ل"حزب الله". واقتفى الصحافي رافي غينات محرر كبرى الصحف العبرية"يديعوت احرونوت"، أثر نظيره في"معاريف"، بدعوة الجيش الى"عدم التحلي بأخلاق حميدة على حساب حياتهم". وكتب على الصفحة الأولى من الصحيفة يقول إن"ليست لدي مشكلة في أن أكون أقل أخلاقاً في نظري شخصياً إذا كان في الأمر ما ينقذ حياة ولد جندي واحد في وحدة غولاني... من أجله أنا مستعد لأغلي بنار ساخنة مخربي حزب الله ومعاونيهم والمتعاونين معهم ومن يغض الطرف عنهم وكل من تشتم منه رائحة حزب الله وليمت الأبرياء منهم بدلاً من الأبرياء عندنا". وتابع أن اسرائيل في حال حرب الآن"ينبغي الانتصار فيها من خلال الدوس على حزب الله وكل ما يمثله... يجب أن نضرب في قوة، ومسموح لنا أن نشعر بالراحة في وضع كهذا". وكرر الخبير الأول في الشؤون الاستراتيجية زئيف شيف الذي"يوبخ الجيش الاسرائيلي منذ أسبوع على عدم قصف مدينة صور في عنف، دعوته الحكومة الى مواصلة الحرب، معتبراً وقفها بتسريبات سياسية على غرار ما حصل في الماضي، انتحاراً لاسرائيل. وكتب أن استراتيجية نهاية هذه الحرب يجب أن تقوم على ان يخرج منها"حزب الله"منهكاً ومدركاً للثمن الباهظ الذي دفعه ومعزولاً في العالم العربي ثم ابعاد المنظومة العسكرية لحزب الله وشخصياته عن جنوبلبنان. واذ يتوقع المعلق المخضرم في الصحيفة يوئيل ماركوس أن تنتهي هذه الحرب"بالتجاوب مع مطلب وقف النار ونشر قوات دولية لإقامة منطقة عازلة بين الليطاني والحدود الدولية"، إلا أنه يحذر اسرائيل من انهاء الحرب من دون أن ترد على الدمار الذي خلفته صواريخ حزب الله في مدينة حيفا،"كما يحذر من ان تمر مرور الكرام على قصف حزب الله المدنيين الأبرياء في حيفا،في سهولة لا تحتمل، وهو عمل لم تجرؤ على القيام به أي دولة عربية في حروبها مع اسرائيل". وتابع أن"لا يمكن وقف الحرب بشعور مثقل ينبع من تجرؤ حزب صغير هو تنظيم ارهابي على قصف الجبهة الداخلية بآلاف الصواريخ، ويخرج سالماً". والمطلوب، بحسب ماركوس هو أن تكون الكلمة - الضربة الأخيرة لاسرائيل"بهجوم بري - جوي مكثف كي تنتهي هذه المعركة المحرجة".