لاحظت «الحياة» خلال جولة على الدائرتين الأولى والخامسة في جنوب ووسط مكةالمكرمة ضعف إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، كما طال الضعف والغياب بعض المنظمين للعملية الذين أيضاً غابوا عن الحضور، خصوصاً خلال الساعات الأولى من الانتخابات، التي بدأت من التاسعة صباحاً حتى الخامسة عصراً. واستغرب الحربي هذا الاختيار الخاطئ من المنظمين وهم يعلمون أن هذا التوقيت يعد ميتاً وغير مرغوب فيه عند غالبية الناس، وقال ل « الحياة»: «إن أسلوب حياة الناس قد تغير كثيراً عن السابق، وبات غالبيتهم لا يخرجون للحياة العامة إلا بعد الخامسة عصراً»، لافتاً إلى أن التوقيت المناسب كان مفترضاً له أن يبدأ من الخامسة عصراً حتى ال12 ليلاً، وهو ما تم العمل به خلال انتخابات الطوافة التي جرت أخيراً ونجحت كثيراً في إقبال الناس عليها. من جانبه، عزا المرشح عن الدائرة الأولى في مكةالمكرمة سالم الحسناني عزوف الناخبين عن الحضور والاقتراع خلال هذه الدورة إلى نتائج دورة الانتخابات الأولى التي لم تحقق شيئاً يذكر على حد وصفه، وتابع: «إن غياب الناخبين عن الحضور يعود لما تسببت به نتائج الانتخابات الأولى والتي لم تحقق شيئاً أبداً لهم من الوعود التي كانوا وعدوا بها من قبل»، مؤكداً أن كل من حضر اليوم للاقتراع وصوت لأي مرشح لم يكن يدفعه سوى المجاملة والمصالح المشتركة. وأشار إلى أن انتخابات الدورة الأولى كانت هي المحك الرئيس لإقناع الناس بها وبمدى جديتها، وفي الوقت ذاته ستدفع بمن لم يشارك فيها أن يشارك في الانتخابات التي تليها، ولكن للأسف فالذي حدث كان بالعكس تماماً، وبدلاً من أن يقنع المرشحون الناس بأعمالهم وإنجازاتهم ويحققوا لهم تطلعاتهم، باتوا أداةً لقمعها وسبباً رئيساً لصرف أنظار الناس عنها. وبين انتقاد توقيت الانتخابات والأصوات الانتخابية، ظهر أن بعض الناخبين يقودون حملة تصويت جديدة لبعض المرشحين، وهذا ما كان واضحاً بشدة خلال العملية الانتخابية، إذ كان يقود بعض الناخبين عملية تنظيم دخول جماعات متفرقة للتصويت والإدلاء بأصواتهم لبعض المنتخبين، ثم يعمل على حملهم في سيارات خاصة أعدت لهذا الشأن. والتقت «الحياة» أحد المنظمين لهذه الحملات سامي السويهري الذي أكد أن هذا العمل منظم له من قبل، وتم الإعداد له من قبل شهر كامل، ودفعت في سبيل تحقيقه الأموال، مشيراً إلى أن التنظيم بدأ منذ ليلة أمس باستضافة غالبية الناخبين في أحد المواقع السكنية المستأجرة، وتوفير كل ما يحتاجونه من طعام وشراب حتى ساعة البدء في الاقتراع والذهاب إلى موقع الانتخاب. وقال « بدأنا في جمع الناس منذ مساء أمس وقمنا بإنجاز وليمة عشاء بعد أن استأجرنا أحد المواقع السكنية القريبة من موقع الاقتراع، كما أننا جهزنا سيارات مخصصة للذهاب بالناخبين للاقتراع والإدلاء بأصواتهم والعودة بهم إلى مقر السكن مرة أخرى»، مشيراً إلى أن تجاوب الناس كان كبيراً مع هذه الفكرة خصوصاً وأنها صادفت يوم إجازة رسمية للموظفين وطلاب المدارس. وأكد أحد الناخبين المشمولين في هذه الحملة، جمال عاطي أنها كانت ليلة تجمع رائعة، مكننا مرشحنا من التواجد والاجتماع بالأصدقاء والأصحاب، مع إيماننا الكامل ببرنامج مرشحنا وما سيقدمه لنا بعد فوزه. وفي المدينةالمنورة، ذكر المتحدث الرسمي للجنة المحلية للانتخابات البلدية المهندس عايد البليهشي أن المنطقة شهدت إقبالا متفاوتاً في المراكز الانتخابية، في الوقت الذي شهدت المهد وينبع وخيبر إقبالاً أفضل من الناخبين في الساعات الأولى تلتها بقية المراكز في المدينةالمنورة والمحافظات الأخرى. واستطرد أن الدورة الأولى سجلت 46191 ألف ناخب في المنطقة التي بلغ مجموع الدورتين الأولى والثانية فيها أكثر من 80 ألف ناخب.