لم تشر التقارير الواردة من الجنوباللبناني حتى مساء امس، الى ان الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان منذ 23 يوماً نجحت في تحقيق توغل يؤدي بحسب الاهداف المعلنة الى انشاء منطقة امنية عازلة في انتظار وصول قوة دولية الى الجنوب، باستثناء ما اعلنته القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي مساء امس من"ان الجيش اقام الآن"منطقة امنية"تضم 20 قرية في جنوبلبنان وتمتد مسافة تقرب من ستة كيلومترات من الحدود. وأضافت القناة نقلاً عن الجيش:"سيبقون هناك حتى وصول قوة متعددة الجنسيات". ولم تحدد القناة التلفزيونية ما اذا كان ذلك يعني ان الجيش استكمل عملية التوغل داخل لبنان. الا ان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي قال انه لا يستطيع تأكيد ان القوات الاسرائيلية سيطرت على"منطقة امنية"لكنه أضاف:"لدينا مواقع سيطرة عدة في قرى عدة". اما التقارير الواردة من الجنوباللبناني فأكدت ان ثمة مواجهات ضارية مستمرة على المحاور نفسها منذ ايام وان الاصابات بين صفوف الجنود الاسرائيليين بين قتيل وجريح الى تزايد، في حين حوّلت الغارات والمدفعية الاسرائيلية جنوب نهر الليطاني وحتى بلدات وقرى تقع ما بعد النهر شمالاً الى ارض محروقة نتيجة التدمير المنظم المعتمد ولو ادى ذلك الى دفن المدنيين احياء تحت انقاض منازلهم وسط صعوبة بالغة لوصول سيارات الاسعاف الى هذه المناطق. وأكد المسؤول في"حزب الله"حسين رحال لپ"وكالة فرانس برس"ان مقاتلي الحزب"يسيطرون على جنوبلبنان"، وعزا تقدم القوات الاسرائيلية في بعض المحاور الى اتباع تكتيك"حرب العصابات". وقال رحال:"لم يسيطر الاسرائيليون على اي منطقة في الجنوب. نحن الذين نسيطر على الارض. نفتح لهم ثغرات ويكونون تحت انظارنا". وأضاف:"نتبع منذ اسبوع اسلوب حرب العصابات لاستنزاف الجيش الاسرائيلي". ويعيث نحو عشرة آلاف جندي اسرائيلي على تخوم الجنوب فساداً في الارض. وقال الكوماندان تزفيكا غولان الناطق باسم القيادة العسكرية في شمال اسرائيل لپ"فرانس برس"من القدسالمحتلة انه تم ادخال تعزيزات الى الاراضي اللبنانية لما وصفه"تنظيف"المنطقة الحدودية. وأكد ان سبعة افواج بينها فوجان من الاحتياط، كانت تقوم بعمليات صباحاً في نحو عشرين قرية. في حين نفى الجنرال غاي تزور المسؤول عن جزء من العمليات في لبنان ان تكون اسرائيل تريد انشاء"منطقة أمنية عازلة"كتلك التي كانت قائمة قبل الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان عام 2000. وقال للاذاعة العسكرية الاسرائيلية:"ان هدفنا هو ان نفرض تواجداً متحركاً وليست لدينا النية لاتخاذ مواقع ثابتة على الارض". وشهدت المحاور الاربعة المشتعلة عند الحدود بين القوات الاسرائيلية وعناصر"المقاومة الاسلامية"الجناح العسكري ل"حزب الله" معارك عنيفة، ولجأ الجيش الاسرائيلي في شكل واسع الى الضربات الجوية المكثفة على مختلف المناطق، معاوداً قصف الضاحية الجنوبية وصولاً الى عكار. ويسعى هذا الجيش الى السيطرة على ثلاث تلال استراتيجية في القطاعات الثلاثة للجنوب، الغربي والاوسط والشرقي، الا انه يواجه بمقاومة شديدة من قبل مقاتلي"حزب الله". وفي القطاع الغربي تقدمت وحدات عسكرية اسرائيلية باتجاه تلة رامية التي تقع على مسافة كيلومترين من الحدود الا انها واجهت صعوبات كبيرة في التقدم، حسبما اعلنت الشرطة اللبنانية. وتشرف هذه التلة الاستراتيجية على بلدة الناقورة الحدودية من جهة وعلى مرفأ صور من جهة ثانية. وفي حال نجح الجيش الاسرائيلي في السيطرة عليها فسيتمكن من تعزيز تقدمه غرباً على محور عيتا الشعب. وحاول جنود اسرائيليون من سلاح المشاة مدعومين بدبابتين. التقدم باتجاه قرية القوزح شمال هذه التلة فواجهوا مقاومة شديدة من مقاتلي"حزب الله". كما تحركت قافلة ثانية من الجنود الاسرائيليين مدعومين بثلاث دبابات باتجاه قرية الجبين فلقيت ايضاً مقاومة شديدة. وللتمكن من السيطرة على عيتا الشعب فتحت القوات الاسرائيلية الاربعاء جبهة جديدة عند قرية رميش الحدودية الواقعة الى الشرق من عيتا الشعب حيث تدور معارك ضارية. وتقدمت هذه القوات مسافة كيلومتر ونصف الكيلومتر باتجاه ميس الجبل وتمركزت في بستان زيتون مجاور لهذه القرية المحاذية للحدود. وقال ضابط في الشرطة اللبنانية ان"الجيش الاسرائيلي يحاول السيطرة على تلة العباد التي ترتفع 850 متراً عن سطح البحر وتشرف على ميس الجبل وعلى شمال اسرائيل ومدينة بنت جبيل". على المحور الثالث الواقع شرقاً حيث تقدمت القوات الاسرائيلية مسافة 1.5 كلم باتجاه قرى العديسة وكفركلا والطيبة، دارت المعارك مع مقاتلي"حزب الله"للسيطرة على تلة العويضة التي تشرف على مرجعيون وشمال اسرائيل. اما على المحور الرابع في مارون الراس حيث تتمركز القوات الاسرائيلية على مسافة تقل عن كيلومتر داخل الاراضي اللبنانية، فسجل اطلاق نار متقطع وكانت حدة المعارك تراجعت في شكل ملحوظ بعد تراجع القوات الاسرائيلية من اطراف بنت جبيل الى قرية مارون الراس. وقال مصدر في الشرطة اللبنانية ان شخصين هما رجل وزوجته اصيبا بجروح خطرة في قصف مدفعي استهدف بلدة طير حرفا جنوب صور. وادت غارة على بلدة دبين بعد الظهر الى استشهاد المواطنة زهرية مسيكي والتي بقيت تحت انقاض منزلها. واستهدفت طائرة استطلاع اسرائيلية بصاروخ محيط مستشفى تبنين الحكومي، ما ادى الى اضرار بسيارة الاسعاف التابعة للمستشفى. وأدت غارة جوية على بلدة كفررمان شرق صيدا الى وقوع اربعة جرحى كانوا في منزل واحد، كما سقط جريح في بلدة ميفدون شرق صيدا في غارة جوية استهدفت ساحة البلدة. وأحصت الشرطة خلال ساعة ونصف الساعة بعد الظهر 14 غارة على تلال اقليم التفاح شرق صيدا وعلى قريتي عين بوسوار وجرجوع، واستهدفت واحدة من هذه الغارات ثكنة مهجورة للجيش في النبطية. كما سجل قصف مدفعي عنيف على قانا وصديقين جنوب صور. وتعرضت الطرق المؤدية الى مناطق صيدا وصور والنبطية لنحو ثلاثين غارة جوية. واستهدفت الغارات لليوم الثاني على التوالي خراج بلدة صربا قرب مركز الكتيبة 22 التابعة للواء الثاني في الجيش اللبناني، ولم يبلغ عن وقوع اصابات. وتجددت الغارات على أهداف كان استهدفت سابقاً تكراراً وهي: طريق راشيا كفرمشكي حيث اصيبت المنازل بأضرار جسيمة، وطريق بيادر العدس في بلدة عيتا الفخار، وطريق بكا ينطا وبكا كفركوك. وأغارت الطائرات على بلدة طير حرفا، وتلا ذلك قصف مدفعي للبلدة ما ادى الى تدمير منازل رضوان سليم عطايا، حسين ومجدي موسى عطايا، حسن عبدالله عطايا، ابراهيم حسن عطايا، قاسم حسين حسين، حسين علي عطايا، وإلى جرح المواطنين عزة قاسم عطايا وابراهيم حسن عطايا. وناشد مختار البلدة قاسم حيدر الصليب الاحمر الدولي والمؤسسات الانسانية إنقاذ الجريحين لأن اصاباتهما خطرة. وأدت غارة على ميفدون مستهدفة منزل علي توبة قرب المسجد الى اصابة المواطن عباس توبة بجروح، كما أدت غارة على كفررمان الى تدمير منزل ياسر مركيز والى جرحه وجرح الهام فرحات وفادي ومحمد وعلي مركيز. وشهدت كفررمان وكفرتبنيت حركة نزوح كثيفة لأهاليها المحاصرين في اتجاه صيدا وبيروت. وتعذر وصول الصليب الاحمر اللبناني الى بلدة الطيبة الحدودية التي تشهد معارك ضارية بين الاسرائيليين والمقاومة، ولا تزال عائلة هاني عبدو مرمل مدفونة تحت الانقاض بعدما دمر المنزل على افرادها وهم الأب والزوجة وطفلة، فيما لا يزال بعض العجزة محاصرين حتى الموت جوعاً في منازلهم ومنهم: سعيد نحلة وفوز نجم وابنتها زينب وابراهيم قازان وعلي صولي وسعيد مرمل ووالدته وابو نزيه نصر الله وزوجته وابنتهما نزهة وابنهما حسين وسعيد رمضان ووالدته، على امل انقاذهم بأي وسيلة. ولم تستطع فرق الانقاذ انتشال جثث الشهداء رشيدة مقلد وهاشم وهنادي هاشم في بلدة اللويزة بسبب حدة الغارات الجوية التي وصفت بالأعنف امس. وتعرضت مدينة النبطية الى قصف اسرائيلي عنيف ومركز منذ الخامسة صباحاً استمر حتى الثامنة، وطاول عدداً من الاحياء السكنية، خصوصاً حي البياض وطريق عام دير الزهراني - النبطية، مع تحليق كثيف للطيران الحربي وطيران الاستطلاع. كذلك، طاول القصف المدفعي الاسرائيلي صباحاً بلدات: يحمر الشقيف، بليدا، حولا، الطيبة، ميس الجبل، رب ثلاثين ومشروع الطيبة. كما استهدف سيارة اسعاف تابعة لپ"كشافة الرسالة الاسلامية"اثناء مرورها في حي البياض في النبطية لانقاذ الاهالي. وكانت الطائرات الحربية الاسرائيلية اغارت ليلاً وفجراً على مجرى نهر الليطاني قرب زوطر الغربية، المحمودية، الجرمق، السويداء، دبين، كفررمان، عربصاليم، الوادي الاخضر، مزرعة راشد في خراج مرجعيون والمنطقة الواقعة بين القصيبة وكفرصير وطريق القصيبة عيتا وصير الغربية وكفرصير. وأدت الغارات الجوية على صور ومناطق المعلية والعزية جنوبالمدينة الى تأجيل آخر لدفن الجثث المكدسة في المستشفيات. إجلاء سجناء الجنوب وقرر اجتماع قضائي نقل السجناء من مدينة النبطية بعدما تم نقل السجناء من تبنين وذلك بسبب الوضع الامني الى سجون بعيدة من محاور القتال. عكار واستهدفت الغارات فجراً جسر عرقة المدمر، للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة، بصاروخ احدث تصدعات جديدة في دعائم الجسر، فضلاً عن تحطم الاعمدة الكهربائية المحيطة به، ما أدى الى انقطاع التيار عن معظم قرى وبلدات عكار حتى ساعات الصباح الاولى، حيث عملت الفرق الفنية في"مؤسسة كهرباء لبنان"على إصلاح الأعمدة. كذلك، أدى الانفجار الى تحطم الزجاج في معظم الابنية السكنية المحيطة بموقع الجسر في بلدات: منيارة، الحاكور وبيت حدارة، من دون وقوع اصابات بشرية. وكانت ثلاث مروحيات عسكرية اسرائيلية حلقت ليلاً حتى ساعات الصباح الاولى فوق منطقة عكار انطلاقاً من المناطق الساحلية حتى جرود عكار، بيت جعفر والهرمل. الهرمل وبعلبك وأغارت الطائرات على مرتفعات جبل الملاح في الطيبة شرق بعلبك مستهدفة طريقاً ترابية ما أدى إلى قطعها. وكانت واصلت غاراتها طيلة ساعات بعد منتصف ليل اول من امس، على منطقة الهرمل مستهدفة عزل المدينة عن سائر المناطق اللبنانية، ودمر جسر نهر العاصي في شكل كامل، وهاجمت طريق عام بعلبك - الهرمل عند مفرق بلدة رأس بعلبك، وقصفت في شكل مركز الطريق الجبلي الذي يربط الهرمل بسير الضنية، وتم عزل الهرمل من كل الجهات، وبدأت على الفور بوادر ازمة حقيقية في المحروقات وخصوصاً البنزين، وفي المواد الغذائية، والخبز. الضاحية وفي الوقت نفسه، نفذت الطائرات 4 غارات على مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية، خصوصاً منطقة المربع الأمني. المواجهات وأدت المواجهات بحسب مصدر عسكري إسرائيلي الى مقتل"جنديين على الأقل والى جرح اثنين آخرين اصابة احدهما خطرة"، وقال مصدر عسكري اسرائيلي لوكالة"يونايتد برس انترناشيونال": إن مقاتلي"حزب الله"أطلقوا قذيفة"آر بي جي"على دبابة إسرائيلية أدت إلى مقتل الجنديين وإصابة عدد آخر بجروح. اما عن مسار المواجهات فان بيانات متتالية لپ"المقاومة الاسلامية"تحدثت عن"اشتباك مع القوة الصهيونية المتواجدة في مشروع الطيبة وتمكنت من تدمير جرافة اسرائيلية ثانية واصابة من بداخلها". وسبق ان اكدت"انها قصفت مقر قيادة الكتيبة الاسرائيلية في ثكنة مار غليوت هونين بالأسلحة المناسبة صباحاً. وتمكن المجاهدون من تحقيق إصابات مباشرة". كما هاجمت المقاومة"تجمعاً لمشاة وآليات العدو الصهيوني على مثلث القوزح - عيتا الشعب - تلة وردة، بالأسلحة المناسبة. وحقق المجاهدون اصابات مؤكدة في صفوف الاحتلال". وأشارت الى"تصدي المجاهدين لقوة مدرعات كانت تحاول التقدم باتجاه منطقة الحمامص جنوب سهل الخيام، واشتبكوا معها بالأسلحة المناسبة وأوقعوا في صفوفها إصابات مؤكدة". وسجلت مواجهات عنيفة بين رجال المقاومة وقوة اسرائيلية مدرعة حاولت التسلل، لليوم الرابع على التوالي، باتجاه منطقة مشروع الطيبة مستخدمة القذائف الصاروخية، وتمكن رجال المقاومة من تدمير دبابة وجرافة اسرائيليتين في الطيبة. بدورها زجت القوات الاسرائيلية في ارض المعركة مقاتلاتها الحربية لدعم جنودها على محاور القتال. شمال اسرائيل في المقابل، افادت الشرطة الاسرائيلية ان تسعة عشر صاروخاً اطلقت صباح الخميس من جنوبلبنان على شمال اسرائيل. وأفادت مصادر امنية من القدسالمحتلة لوكالة"رويترز"ان خمسة اسرائيليين قتلوا في انفجار الصواريخ، ثم عادت مصادر الشرطة الإسرائيلية واكدت ان عدد القتلى ارتفع إلى 8 جراء سقوط صواريخ كاتيوشا بعد الظهروأفادت الشرطة ان اسرائيلياً رابعاً من مدينة عكا قتل متأثراً بجروحه. وقتل ثلاثة مواطنين من قرية ترشيحا جراء سقوط الصواريخ في محيط القرية القريبة من الحدود مع لبنان.وقصفت المقاومة عصراً وبعشرات الصواريخ عكا ومستوطنات كريات موتسكن، كريات بياليك ونهاريا وشومرة، افيفيم وكرمائيل، وعين زيتيم، الصفصفاف، كرم بن زمرة وتسفاعون. نعي شهداء المقاومة وأعلن الجيش الاسرائيلي امس، أنه قتل 35 عنصراً من"حزب الله"في المعارك التي دارت امس، في حين نقلت وكالة"يونايتد برس انترناشونال"عن بيان لپ"حزب الله"ان مجموع شهدائه منذ بداية الاعتداءات الاسرائيلية بلغ 43 شهيداً، ونقلت وكالة"رويترز"عن مصدر امني لبناني ان نحو 80 من مقاتلي"حزب الله"استشهدوا في الحرب مع اسرائيل. ونعى الحزب امس، أربعة شهداء هم: محمد حسين يوسف عطوي حمزة من مواليد العام 1985، وجمال عصام ابو خليل علاء من مواليد القليلة العام 1975، ومحمد علي سويدان من مواليد بلدة ياطر العام 1985، وحسن محمد علي كريم من مواليد ياطر العام 1982.