مجزرة في غارة على عكار ومبان "تختفي" في حي ماضي ... ومناشير فوق بيروت تتوعد بمزيد من القتل . مواجهات عنيفة جنوباً تستبق قرار وقف النار والمقاومة تقصف حيفا وزورقاً قبالة صور

اكثر ما يخشاه اللبنانيون وخبروه جيداً من تجارب حروب سابقة مروا بها، التصعيد العسكري الدموي الذي يرافق كل مسعى لوقف النار. فالهدوء الحذر الذي ساد ليل أول من امس، أمكنة منتهكة في شكل يومي من الطائرات والبوارج الحربية الاسرائيلية، والأنباء المتواترة عن احتمال التوصل الى مخارج لمشروع قرار في مجلس الأمن لوقف الحرب الاسرائيلية المفتوحة والتي دخلت امس، شهرها الثاني، تداعت كلها فجراً مع دك ضاحية بيروت الجنوبية بأطنان من البارود واستهداف اكثر من مكان على الحدود اللبنانية - السورية بالغارات، مرتكبة المزيد من المجازر لتواصل استباحة الجنوب ومن تبقى من سكانه المدنيين.
واستفاقت بيروت وضواحيها على"هزات بفعل الغارات التي شنتها الطائرات الحربية اعتباراً من الخامسة إلا خمس دقائق صباحاً، وعلى مدى ساعة، وبلغ عددها 15 غارة طاولت عدداً من أحياء الضاحية التي فرغت من معظم سكانها، خصوصاً حارة حريك - محيط المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حيث دمر مبنى وسويّ بالأرض. ثم أغارت الطائرات على حي ماضي مستهدفة مجمعاً سكنياً من خمسة مبان دمرت تدميراً كاملاً، وأصبح المكان على مساحة 4 آلاف متر منطقة أزيلت عن الخريطة. وتلت ذلك غارة على محيط المشرفية ومعوض وأطراف الشياح لجهة الجنوب.
وفي السادسة والثلث صباحاً، وبعد هدوء حذر، عاودت الطائرات الحربية وطائرة استطلاع من طراز"أم ك"التحليق فوق الضاحية حتى الساعة السابعة والثلث، ثم تكرر التحليق في الثامنة.
وتجددت الغارات في الثانية عشرة ظهراً على الضاحية الجنوبية مستهدفة محيط مجمع سيد الشهداء في الرويس، وفي الثانية عشرة و35 دقيقة استهدفت الغارات منطقة بئر العبد.
بيروت
اما بيروت فكان نصيبها امس مزيداً من المناشير التحريضية ضد الامين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله، بلهجة تهديد، ولم تحمل توقيع"دولة اسرائيل"وإنما أوردت قائمة"أولى"بأسماء 90 شخصاً ادعت انهم ينتمون الى"حزب الله"وپ"قتلوا في المعارك". لكن مراجعة لهذه الأسماء تظهر انها مختارة من أسماء الشهداء التي ترد على صفحات الصحف، وقضى بعضهم في القصف على المدنيين والطرق في الضاحية الجنوبية وطرق الجنوب.
الجنوب
ولم تتراجع الاعتداءات الاسرائيلية على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني ولا شماله، تحديداً منطقتي النبطية واقليم التفاح، اضافة الى قطاعات الجنوب الأوسط والغربي والشرقي. واستهدفت الطائرات على خمس دفعات من السادسة والنصف صباحاً الطريق الرئيسي صيدا - صور - جسر الزهراني قرب نصب الشهيد بلال فحص. كما استهدفت الغارات العباسية، حين طاولت منزلاً قرب محطة للمحروقات على المدخل الشرقي للبلدة. وتعرضت أطراف بلدتي جويا ومحرونة لقصف عنيف بالقذائف الانشطارية. وأغارت الطائرات على الطريق الممتد بين بلدة القطرانة وجزين الأمر الذي ادى الى قطعه نهائياً، علماً انه الطريق الوحيد الذي يربط جزين بالبقاع الغربي.
وعثر على المواطن جمال لوقا وهو راع للماشية، مقتولاً في خراج بلدة دبل قضاء بنت جبيل. وكان مصاباً بأربع طلقات يرجح انه أصيب بها اثناء المواجهة التي دارت قبل يومين بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي المقاومة. وكانت مدفعية العدو قصفت الليلة الماضية بلدة دبل ودمرت عدداً من منازلها.
وشنت الطائرات غارة على ضفاف نهر الليطاني عند الجسر الخشبي الذي استُحدث للمشاة بعد قصف الممر هناك وقطع الجسر أمامهم. واستهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية دراجة نارية عند منطقة السكنية في خراج بلدة الخرايب ما ادى إلى استشهاد السائق احمد ديب جزيني.
وأغارت طائرة استطلاع مساء على سيارة في بلدة جباع، ما ادى الى استشهاد مواطن وجرح آخر.
مناشدات
وناشد 200 مواطن في بلدة كفركلا الصليب الأحمر الدولي العمل لإجلائهم، لأنهم محاصرون منذ مساء اول من امس ولم تصلهم المواد الغذائية.
مجزرة عكار
الى ذلك، أغارت الطائرات على جسر الحيصة على نهر الاسطوان في عكار على الحدود اللبنانية - السورية فتجمع الأهالي لتفقد المكان وإنقاذ من أصيب، وعمدت الطائرات للإغارة مجدداً على التجمع ما أدى الى سقوط 12 شهيداً وحوالى عشرين جريحاً بعضهم في حال الخطر، وتوزعوا على مستشفيات مركز يوسف الطبي ومستشفى عكار. كما استهدفت الطائرات جسر المدهون في بلدة قبعيت في جرود عكار، وهو قُصِف للمرة الثانية خلال 48 ساعة.
اما الشهداء فهم: فادي ملحم، معلي محسن ياسين، علي الأكومي، علي ملحم، علي محسن ملحم، عبد الكريم الجمال ملحم، رشيد محمود حسن، علي عزيز جريصاتي، علي سليمان معلي، علي الأكومي، علي حسن ماما، وشخص مجهول الهوية. والجرحى هم: علي معلي، حسن كامل معلي، ابراهيم كامل معلي، أحمد نايف الأكومي، محمد الأكومي، أحمد علي محسن، محسن ياسين، حسن محسن معلي، كامل محسن معلي، مادلين علي معلي، كامل سليمان معلي، محمد حسين علي، حاتم محسن أحمد، أحمد محسن علي وعبد الله خليل الذي نقل الى سورية لتلقي العلاج.
البقاع
وتواصلت الاعتداءات على نقطة المصنع على الحدود اللبنانية - السورية فجراً وسقطت صواريخ على محيط نقطة الجمارك، ولاحقت الطائرات الاسرائيلية الشاحنات الصغيرة وقصفت محطات للمحروقات إحداها على طريق التعاضد عند مدخل بعلبك الجنوبي الشرقي المؤدي الى عين بورضاي. وأغارت طائرات على منطقة دورس مستهدفة سيارة بيك آب. وأخرى محملة بالبطيخ على دفعتين في بلدة مقنة شمال بعلبك، ما ادى الى استشهاد سائقها وهو من آل بخعون. وتضررت بالغارة سيارة"فان"كانت خلف البيك آب ما ادى الى استشهاد المجند علي حسين المسدي وإصابة نزهة جعفر بجروح.
واستهدفت الغارات خراج بلدة ضهر الأحمر في منطقة راشيا، ووادي ميزون وجنوب بلدة قليا في البقاع الغربي. وفي السادسة إلا ثلث مساء أغارت الطائرات الإسرائيلية على الطريق الرئيسية في بلدة حربتا - قضاء بعلبك، المؤدية إلى مفترق بلدة البزالية ما ادى الى استشهاد راع.
استهداف زورق اسرائيلي
وفي تطور لافت، أعلنت"المقاومة الإسلامية"ان مقاتليها استهدفوا قطعة بحرية إسرائيلية كانت تقصف السواحل الجنوبية وعلى متنها 12 عسكرياً"ما ادى الى تدميرها وغرقها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح".
وأوضحت المقاومة في بيان ان القطعة البحرية من نوع"سوبر ديفورا"كانت جاثمة مقابل شاطئ المنصوري جنوب صور".
اصابة فرنسي
وأعلنت القوات الدولية في جنوب لبنان يونيفيل ان عنصراً فرنسياً منها اصيب اول من امس، بصاروخ اطلقه"حزب الله"سقط في المقر العام للقوة. وجاء في بيان"اليونيفيل":"سقط صاروخ كاتيوشا في المقر العام في الناقورة مساء الخميس، ما تسبب بأضرار كبيرة واصابة جندي فرنسي اصابة طفيفة".
مواجهات
ودارت اشتباكات عنيفة فجراً قرب"الخط الأزرق"عند منطقة اللبونة - الناقورة، تمكنت خلالها"المقاومة الإسلامية"من إجبار الجنود الإسرائيليين على التراجع إلى ما وراء الخط. كذلك استهدفت المقاومة جرافات عسكرية في اللبونة والبياضة وطير حرفا والجبين يستخدمها الإسرائيليون لفتح طرقات في الجبال والجرود تسهيلاً لمرور الآليات.
وأعلنت المقاومة في بيان أن مقاتليها"تصدوا لقوة صهيونية حاولت التقدم الى أطراف بلدة رشاف وأجبروها على التراجع، وتمكنوا من تدمير دبابة ميركافا وقتل طاقمها على مثلث طيرحرفا - الجبين". وفي بيان ثان، أكدت المقاومة ان مقاتليها"تصدوا لقوة اسرائيلية حاولت التقدم الى أطراف بيت ياحون من الجهة الجنوبية الغربية للبلدة ودمروا جرافة ودبابة ميركافا، موقعين طاقمها بين قتيل وجريح".
وتصدى المقاومون للقوات الإسرائيلية في القطاع الأوسط وأنزلوا بحسب"الوكالة الوطنية للإعلام"خسائر في آليات ودبابات مدرعة وجنود في أكثر من موقع ومحور في قرى قضاء بنت جبيل، لا سيما القنطرة ودير سريان ورشاف وصربين وبرعشيت. وسجلت اشتباكات في البياضة.
وكانت المقاومة تصدت للقوات الإسرائيلية عند بلدة بيت ياحون على طريق الطيري، وأمطرتها بوابل من نيران أسلحتها. فنفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات وهمية على ارتفاع منخفض، ترافقها مروحيات لإجلاء الإصابات والقتلى. ودارت اشتباكات عنيفة بين بلدتي ميس الجبل وشقرا، وشن الطيران الإسرائيلي غارات على بلدة تبنين ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، فيما دمرت المدفعية عشرات من المنازل في تولين، فرون، الغندورية، قلاويه، خربة سلم، السلطانية، كفرا، ياطر ومحيط بلدات صربين القوزح وحاريص وديرنطار.
وأعلنت"المقاومة الإسلامية"في بيان آخر أنها"خاضت اشتباكات عنيفة على الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة رشاف وحاول العدو إخلاء إصاباته من أرض المعركة". وفي بيان آخر أعلنت أن مقاتليها"انقضوا على قوة صهيونية حاولت التقدم الى أطراف بلدة عيتا الشعب وأمطروها بنيران أسلحتهم، وانجلى غبار المعركة عن 15 جندياً صهيونياً بين قتيل وجريح".
وجاء في البيان الخامس للمقاومة"رداً على الاعتداءات الصهيونية في حق أهلنا في الضاحية الجنوبية وبقية المناطق اللبنانية، قصفت المقاومة الإسلامية صباحاً مدينة حيفا بصلية من الصواريخ".
وأكد مصدر عسكري إسرائيلي أن جندياً قتل وأن 17 آخرين جرحوا خلال اشتباكات مع مقاتلي حزب الله في منطقة مرجعيون.وقال المصدر لوكالة"يونايتد برس انترناشونال إن جروح أحد الجنود خطيرة واصفاً المعارك في منطقة مرجعيون بأنها ضارية وقال أن القوات الإسرائيلية تتعرض لقصف بقذائف مضادة للمدرعات.
وفي القدس المحتلة أ ف ب، أفادت مصادر عسكرية ان ستة عشر عسكرياً اسرائيلياً جرحوا امس في مواجهات مع مقاتلي"حزب الله"في محيط بلدة رشيف.
وأعلنت"المقاومة الإسلامية"استهداف مستعمرات في شمال إسرائيل هي كفرجلعادي، مرغليوت، المطلة.
وأكدت فرق الإسعاف في اسرائيل سقوط"دفعة من الصواريخ اطلقها حزب الله على مدينة حيفا ومحيطها". وأفادت حصيلة اولى لفرق الإسعاف ان الصواريخ أسفرت عن اصابة شخصين بجروح طفيفة وعن أضرار مادية. وأفادت وكالة"رويترز"ان الشرطة الاسرائيلية أعلنت إصابة سبعة أشخاص على الأقل.
وأطلق"حزب الله"بحسب الوكالة أكثر من 55 صاروخاً على شتى أنحاء شمال إسرائيل امس. وأكدت الشرطة الاسرائيلية ان صواريخ سقطت مباشرة على منازل في نهاريا وصفد وكريات شمونة.
الى ذلك، نقلت وكالة"رويترز"عن مصدر امني إسرائيلي في القدس المحتلة ان الدولة العبرية تعتزم تسليم لبنانيين أسرتهما خلال القتال مع"حزب الله"بعدما تأكدت انهما ليسا عضوين في الحزب.
وأعلنت"المقاومة الإسلامية"دك مستعمرات في تسوريم، غورين، الغوش وقاعدة سلاح الجو في جبل ميرون بصليات من الصواريخ.
مقاومة الفداء القومي
في غضون ذلك، دخلت"جبهة المقاومة الوطنية - مجموعات الفداء القومي"على خط القتال مع القوات الإسرائيلية. وأفاد بيان أصدرته الجبهة عن مواجهات على تخوم مدينة مرجعيون"تعاملت معها المجموعات بالأسلحة المضادة للدروع والأفراد وتمكنت من تدمير دبابة للعدو وإصابة طاقمها بين قتيل وجريح". وتحدثت عن محاولة اخرى للالتفاف على المجموعة المقاومة من ناحية مفرق دبين - مرجعيون وتصدت لها مجموعات مساندة تابعة للجبهة وأخرى من"المقاومة الإسلامية"وتمكنت من تشكيل شريط مواجهة مكّن المقاومين من تدمير عدد آخر من دبابات العدو إضافة الى تحقيق إصابات أكيدة بين جنوده بين قتيل وجريح".
نعي شهداء
الى ذلك، نعت قيادة الجيش اللبناني العريف علي حسين المسدي الذي استشهد امس، بالقصف الإسرائيلي، وهو من مواليد 1984- حي الحارة الهرمل.
ونعت"المقاومة الإسلامية"أربعة شهداء هم: محمود ابراهيم هيثم صلاح مواليد قانا عام 1966، نسيب محمد كريم مهتدي، مواليد بلدة حومين الفوقا 1980، عبد اللطيف محمد موسى ملاك مواليد بلدة حاروف 1978، ويوسف ابراهيم ضيا سلمان، مواليد قانا 1977.