مع إعطاء الحكومة الاسرائيلية الضوء الأخضر لقواتها العسكرية لتوسيع هجومها على لبنان، الذي دخل امس يومه الپ21، في عملية وصفها مسؤول امني إسرائيلي كبير لوكالة"فرانس برس"بأنها لپ"تنظيف اقصى قدر ممكن من الأراضي في جنوبلبنان قبل اعلان وقف اطلاق نار من دون تجاوز نهر الليطاني"، وإعلانها ان الضربات الجوية ستستأنف اعتباراً من فجر اليوم"على مقاتلي"حزب الله"في لبنان على نطاق واسع، بدا المشهد الإنساني في القرى والبلدات اللبنانية المستهدفة بالاعتداءات أكثر مأسوية، فيما المشهد العسكري بحسب بيانات"المقاومة الإسلامية"الجناح العسكري لپ"حزب الله" وتصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يزداد شراسة. ورأى رئيس اركان قيادة المنطقة الشمالية الجنرال الون فريدمان رداً على اسئلة الإذاعة الاسرائيلية ان العملية البرية"قد تستغرق بضعة ايام الى بضعة اسابيع بحسب الاهداف المحددة لها"، رافضاً تحديد الأهداف البرية، وأشار الى ان عدداً من كتائب المشاة والمدرعات تشارك في المعارك الجارية. وبحسب وسائل الإعلام الاسرائيلية، فان فرقتين يقارب عديدهما عشرين الف عنصر تنشطان حالياً في جنوبلبنان. ورأى الجنرال فريدمان ان"مقاومة حزب الله على الأرض ضعفت في شكل كبير". الا ان المواجهات العنيفة التي تواصلت امس، على اكثر من محور، للتقدم داخل القطاع الشرقي من الجنوباللبناني، ادت الى اصابات في صفوف الإسرائيليين وسجلت عمليات كر وفر، واستفاد آلاف المدنيين اللبنانيين من تراجع حدة القصف لترك قراهم والهرب شمالاً. وكانت المعارك تواصلت على محور العديسة - كفركلا في محاولة إسرائيلية للسيطرة على تلة لوبيا المشرفة على مدينة مرجعيون والتي تبعد نحو 700 متر عن الحدود بين لبنان واسرائيل. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية ان مواجهات عنيفة جرت بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الإسلامية في قطاع بنت جبيل. واعلن"حزب الله"في بيان انه تصدى خلال ليل اول من امس، لمحاولات توغل قامت بها وحدات عسكرية اسرائيلية"وعند ساعات المساء تمكن المجاهدون من إحباط محاولات عدة قام بها جيش الاحتلال للتمركز عند مثلث عيتا الشعب - القوزح -رامية، حيث اشتبك المقاومون مع القوة المتقدمة، ما اضطر العدو للانكفاء". وأشار البيان الى معارك عنيفة جرت ليلاً شمال شرقي عيتا الشعب في قطاع بلدات كفركلا والطيبة والعديسة التي اخليت من معظم سكانها، الا ان الجيش الاسرائيلي نفى صباح امس، ان يكون مقاتلو"حزب الله"تصدوا لقواته، لكن مسؤولاً عسكرياً اسرائيلياً اكد لپ"فرانس برس"ان"القوات الاسرائيلية تعرضت لإطلاق صواريخ هاون وقذائف صاروخية مضادة للدبابات في قطاعات عدة من جنوبلبنان". وفي موازاة المواجهات، تواصلت الغارات الجوية متجاوزة هدنة دولية لپ48 ساعة، واستهدفت صباحاً مشارف بلدتي طيرحرفا والمنصوري جنوب صور، فيما استهدف القصف المدفعي بلدات شيحين قرب الناقورة وبلدتي طلوسة وبني حيان شرق صور من دون الإبلاغ عن ضحايا. كما استهدفت الغارات منطقة بركة جبور التي تقع قرب مشغرة في البقاع الغربي ومنطقة وادي الليطاني غرب مرجعيون في القطاع الشرقي. ومساء أغارت الطائرات على اللويزة في اقليم التفاح موقعة ثلاث شهيدات هن: رشيدة مقلد، الهام هاشم وهنادي هاشم، ولا تزال جثثهن تحت الانقاض. كما اصيب ثلاثة مواطنين هم: حسن مرتضى حيدر، علي حسين فرحات وغالب هاشم. البقاع وتجاوزت الغارات الجنوب الى البقاع مرة ثانية، وأغارت طائرتان على الطريق الذي يربط المنطقة بمدينة حمص السورية، بعدما أغارت ليلاً على الطريق التي تربط عيون السيمان بحدث بعلبك بهدف اغلاق كل المنافذ التي تربط البقاع بجبل لبنان وسورية والشمال. ونفذت الطائرات الإسرائيلية ست غارات كانت الأولى عند مدخل الهرمل الرئيسي في اتجاه مدينة بعلبك والثانية استهدفت احد الجسور على طريق عام الهرمل القاع باتجاه حمص في سورية والثالثة استهدفت الطريق الذي يربط الهرمل بسير الضنية وهو قيد الانشاء. كما أغارت الطائرات على العديد من الطرق الفرعية والجبلية في المنطقة. واستمر تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة طيلة ليل اول من امس. وعاود الطيران الحربي الإسرائيلي شن غاراته على المنطقة قبل الظهر، فنفذ سلسلة من الغارات على المنطقة المسماة بالمشاريع الواقعة بين وادي نهر العاصي والحدود اللبنانية - السورية. واستهدفت الغارات شاحنة محملة بنحو 250 قارورة من الغاز المنزلي على الطريق الرئيسي المؤدي الى الهرمل ما ادى الى احتراقها وانفجار القوارير المعبأة بالغاز وسمعت اصوات الانفجارات على مدى ساعة، واندلع حريق هائل في الجوار، كما اصيبت سيارات مدنية كانت متوقفة على جانبي الطريق بأضرار فادحة. ونجا سائق الشاحنة حسين ناصر الدين بأعجوبة. المعارك جنوباً واكد ناطق باسم القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان لپ"رويترز"ان القوات الاسرائيلية عبرت الخط الأزرق الى منطقة جديدة في جنوبلبنان وقصفت بلدات وقرى في منطقتين أخريين. وقال الناطق:"وصلنا تقرير عن عبور بعض القوات المحدودة من القوات الاسرائيلية عند حولا". واكد مصدر امني لبناني ان دبابات إسرائيلية توغلت قرب حولا شمال بنت جبيل بعدما قطعت"اربع دبابات إسرائيلية الأسلاك الشائكة الحدودية في المنطقة وتمركزت في تلة العباس التي تشرف على القطاع الأوسط، واشتبك مقاتلو"حزب الله"مع القوة المتوغلة بالهاون والقذائف الصاروخية وأغارت الطائرات الاسرائيلية على مشارف قريتي ميس الجبل وحولا". وفي القدسالمحتلة، اكد الجيش الإسرائيلي"ان معارك عنيفة وقعت بين جنوده ومقاتلي حزب الله في مناطق حدودية في جنوبلبنان، مشيراً الى سقوط"ضحايا"إسرائيليين. ولم توضح الناطقة باسم الجيش عدد القتلى او الجرحى، واكتفت بالتأكيد"ان المعارك تدور في منطقة عيتا الشعب". وكانت طائرات ومروحيات عسكرية قصفت التلال المطلة على عيتا الشعب وترددت اصداء المواجهات في بلدة شتولا الاسرائيلية الحدودية. وشاركت وحدات من المظليين في المعارك التي تدور في منطقة عيتا الشعب وبنت جبيل والطيبة. وتحدثت مصادر عسكرية إسرائيلية عن سقوط جريح إسرائيلي واحد على الأقل في الطيبة. وأعلنت"المقاومة الاسلامية"في بيان انه"على مرتفع العويضة المشرف على بلدات كفركلا، الطيبة، العديسة، خاض المجاهدون قتالاً عنيفاً مع قوات العدو التي زجت مروحياتها وطيرانها الحربي ومدفعيتها الثقيلة لنجدة قواتها التي تقهقرت الى الوراء ولم تتمكن من اختراق المنطقة. ولا تزال وحدات المقاومة تتصدى لقوات العدو في مشروع الطيبة حيث شن الطيران المعادي سلسلة غارات على المنطقة بهدف نجدة جنوده الذين توغلوا داخل الحدود اللبنانية". وقالت المقاومة الإسلامية في بيان آخر"ان العدو الصهيوني حاول تحت جنح الليل التسلل باتجاه بلدتي العديسة وكفركلا، فتصدى له رجال المقاومة في أطراف البلدتين، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت حتى صباح اليوم امس اضطر بعدها الى التقهقر مهزوماً. كما استغل ظلام الليل للتسلل بقوات كبيرة من المشاة والمظليين الى بلدة عيتا الشعب، فتصدى له مجاهدو المقاومة الإسلامية وكبدوه إصابات عدة بين قتيل وجريح، خصوصاً في صفوف المشاة الذين دارت معهم اشتباكات عنيفة من منزل الى منزل في الحي الغربي للبلدة، وحاول العدو نجدة قواته بإرسال آلياته من موقع الراهب، فتصدى له المجاهدون ودمروا له دبابة وجرافة في المنطقة، وعبثاً يحاول سحب اصاباته من شوارع البلدة، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الساعة". وبعد الظهر قالت المقاومة في بيان آخر"ها هي عيتا الشعب تقدم نموذجاً آخر للملاحم والبطولات التي كان رجال الله قد سطروها في مارون الراس وبنت جبيل وعيترون والطيبة وكفركلا، حيث لا تزال الاشتباكات الضارية مستمرة بين المجاهدين وما يسمى بقوات النخبة الاسرائيلية في اطراف البلدة، وبعد تدمير دبابة وجرافة لها صباحاً، عاودت هذه القوات الدخول الى البلدة، وعند وصولها الى مدرستها وقعت في كمين محكم لأبناء المقاومة، فأمطرها المجاهدون بنيرانهم المسددة من الله سبحانه وتعالى، ما أدى الى وقوع خمس عشرة اصابة للعدو في أرض المعركة بين قتيل وجريح، وما زالت الاشتباكات الضارية مستمرة، ويحاول العدو اجلاء خسائره من الميدان". وكان القصف المدفعي الإسرائيلي من عيار 155 ملم تجدد في منطقة صورعلى بلدتي شمع وطير حرفا ومحيطهما وخراج بلدات كونين، صف الهوى، حاريص، حرش تبنين وصفد البطيخ حيث دمر منزل الرقيب الأول في الجيش اللبناني زين الدين زين الدين. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية خراج بلدات راميه، عيتا الشعب، القوزح، حانين، فرون، قلاويه، تولين ووادي السلوقي ومحيطها. كما لم يغب الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي عن الأجواء. واستهدفت الغارات حي الجامع في بلدة السلطانية ودمر ثلاثة منازل. وتعرضت بلدات الجبين، طير حرفا ومجدل زون الى ما يزيد على خمس غارات جوية اسرائيلية وقصف مدفعي عنيف. وأغارت الطائرات على نبع ابل السقي. وافادت المعلومات الامنية اللبنانية ان هناك شهيدين مدنيين في بلدة كفركلا، وناشد الأهالي الصليب الأحمر الدولي دخول البلدة وسحب جثتيهما. مضادات سورية وأفيد أن طائرة الاستطلاع"إم كا"من دون طيار لم تخل أجواء منطقة راشيا لا سيما القرى المحاذية للحدود السورية، على طول الخط الممتد من راشيا الى حلوة وتصدت لها المضادات الأرضية السورية من داخل الأراضي السورية. قصف طريق الدامور وخرق الهدنة الجوية تمثل امس ايضاً بإغارة الطائرات الاسرائيلية على طريق الدامور - السعديات الساحلية ما ادى الى قطع الطريق القديم ما بين مسبح الجسر ومفرق بلدتي البرجين - الدبية بعد إحداث حفرة كبيرة فيه، وهو الطريق الذي كان يستخدمه المواطنون بديلاً من الجسر الرئيسي على الأوتوستراد الذي قصفته إسرائيل في وقت سابق والمحاذي له، وبذلك تكون إسرائيل منعت المواطنين من الانتقال في الاتجاهين. النزوح وسحب الجثث وكثفت فرق الإنقاذ في جنوبلبنان اعمالها في الجنوب مستفيدة من تراجع حدة القصف الجوي الإسرائيلي فعثرت على عشرات الجثث للبنانيين قتلوا في منازلهم او على طرقات الجنوب خلال العشرين يوماً الماضية، في حين تواصلت حركة النزوح نحو الشمال خوفاً من عودة القصف العنيف. واعلن الصليب الأحمر اللبناني العثور على 26 جثة على طرقات جنوبلبنان بين الاثنين وصباح الثلثاء، خصوصاً في منطقة صور ومعظمها بدأ بالتحلل. وتتخوف منظمات الإغاثة من ارتفاع هذا العدد لاحقاً لأنها لم تتمكن بعد من الدخول الى الكثير من القرى في جنوبلبنان. وانطلقت فرق الصليب الأحمر اللبناني من صور في اتجاه ثلاث محاور: العباسية - الحلوسية - شحور، صريفا - سلعا وباريج، وجويا - الشهابية - تبنين- حاريص - حداثا - صفد البطيخ ومحور قانا - صديقين رشكنانيه. وفشلت الفرق في الدخول الى محور بنت جبيل - عيترون - يارون بسبب عدم اعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لسيارات الإسعاف لدخول المنطقة، علماً ان هناك عائلات ما زالت مدفونة تحت ركام بيوتها. وساهم في مواصلة الأهالي نزوحهم في اتجاه الشمال مناشير وجدت في منطقة النبطية تطلب اخلاء البلدات الى مناطق الشمال. وأكدت إسرائيل مساء ان طائرات رمت مناشير تطلب من اهالي بلدات تقع شمال الليطاني اخلاءها لاحتمال تعرضها الى قصف عنيف. وذكر ان مدينة صور التي كان يبلغ عدد سكانها نحو 50 الف نسمة قبل المعارك وارتفع بعد تدفق النازحين اليها الى 75 الفاً، عاد وهبط الى 15 الفاً حالياً مع توجه النازحين وعدد من سكان المدينة شمالاً خوفاً من تصعيد المعارك. وذكر الصليب الأحمر اللبناني ان فرق الإسعاف التابعة له"تمكنت من نقل 12 شهيداً من مناطق: حداثا شهيدان، حاريص 7 شهداء، عيناتا شهيدان، سلعا شهيد. ونقل الصليب الأحمر والدفاع المدني والجيش اللبناني والهيئات الإنسانية الجثث من بلدات كونين، يارون وعيترون، الى مستشفى صور الحكومي، كما تم نقل الجرحى الى مستشفى تبنين الحكومي وما تبقى من أطفال وعجز الى قرى قضاء صور. وتمكن الدفاع المدني لكشافة الرسالة الإسلامية من اجلاء خمسين مواطناً بين مسن ومعاق وجريح من بلدة الطيبة عبر نهر الليطاني الى مدينة النبطية ثم الى بيروت. شمال اسرائيل في المقابل، ذكرت وكالة"فرانس برس"ان صاروخين سقطا على شمال اسرائيل امس وذلك بعد منتصف ليل اول من امس من طراز"كاتيوشا"في منطقة المطلة. ولم تشر التقارير الى وقوع اصابات. واعلن راديو اسرائيل ان الجيش سيستدعي ثلاث فرق اضافية ما يعني استدعاء ما لا يقل عن 15 ألف جندي آخرين للمشاركة في تنفيذ الخطة التي اقرتها الحكومة للتوغل براً بعمق 6 الى 7 كيلومترات في جنوبلبنان. وقال الجيش الإسرائيلي ان قواته قتلت عشرين من مقاتلي"حزب الله"في عمليات توغل جديدة في جنوبلبنان على مدى الساعات الثماني والأربعين الماضية. وقالت الناطقة باسم الجيش ان هؤلاء قتلوا خلال معارك في قرى الطيبة والعديسة ورب ثلاثين. وتضاربت تقديرات المسؤولين الإسرائيليين عن الخسائر التي اوقعها الجيش الاسرائيلي في"حزب الله". وقال الوزير اسحق هرتسوغ، عضو الحكومة المصغرة، لپ"فرانس برس"ان"400 مقاتل من الحزب قتلوا منذ بداية العملية العسكرية"، في حين قدر وزير العدل حاييم رامون العدد بپ300. ونقلت"رويترز"عن الوزير مئير شتريت"ان القوات الاسرائيلية غير قادرة على تدمير كل القدرة الصاروخية لپ"حزب الله"، لا يوجد مثل هذا الخيار... ليس بالقوات البرية ولا من الجو". نعي مقاومين ونعت"المقاومة الإسلامية"عدداً من شهدائها الذين سقطوا في المواجهات مع القوات الاسرائيلية وهم: حسين علي محمد كوراني حزم مواليد 1985 ياطر، محمد حسين حيدر جعفر ملاك مواليد ياطر العام 1983، محمد وفيق دقيق ساجد مواليد حاريص العام 1986، علي جميل حسين مواليد حولا العام 1980، محمد يوسف دمشق جواد مواليد عيتا الجبل العام 1976، حسان علي معتوق ربيع مواليد صير الغربية العام 1976، زيد محمود حيدر كرار نور مواليد عيناتا العام 1983.