في اتفاق نادر وعن بعد بين مسؤولين احدهما اسرائيلي والآخر من حركة المقاومة الاسلامية حماس، قال نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"الدكتور موسى ابو مرزوق في حديث الى"الحياة"في مكتبه في دمشق امس ان الحركة تبحث في مستواها القيادي في كيفية"استنساخ"تجربة"حزب الله"في قطاع غزة بعد انتصار الحزب اللبناني في الحرب الأخيرة مع اسرائيل. فيما كرر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية شاباك يوفال ديسكين اتهاماته ل"حماس"بأنها تسعى الى تحويل قطاع غزة الى"لبنان ثان"عبر تهريب قذائف"كاتيوشا"وصواريخ من طراز"غراد"الى القطاع. وعن نتائج الحرب في لبنان، قال ابو مرزوق ان اسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب وان"حماس"باتت"أكثر ثقة بالمقاومة، وهناك بحث جدي لكيفية استنساخ تجربة"حزب الله"عبر تعزيز قدرة المقاومة لتحقيق الانتصار وافشال الدبابة والطائرة في المعركة". لكن نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"حذر من ان اسرائيل"تريد معالجة وضع المقاومة قبل ان نتمكن من نسخ تجربة حزب الله، بضربات استباقية وزيادة الحصار وتكثيف الاحتلال". وفي اسرائيل، قال رئيس جهاز"شاباك"يوفال ديسكين لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية امس ان الفلسطينيين يحاولون الإفادة من عٍبر الحرب الاسرائيلية على لبنان من خلال التزود بأحدث الأسلحة، مضيفا ان حركة"حماس"تنظم ذراعها العسكرية كأي جيش نظامي بما في ذلك اقامة وتفعيل قيادات مناطقية على غرار التنظيم العسكري في"حزب الله". وأضاف ديسكين أن قطاع غزة تحول مخزناً هائلاً للأسلحة والذخيرة نتيجة عمليات تهريب لا تتوقف، وان هذه الاسلحة ستستخدم"أيضا ضدنا"، بمعنى ان التهديد سيصبح مع الوقت"استراتيجياً". وحذر من انه اذا استمرت ظاهرة التسلح فستتحول غزة في غضون ثلاث - خمس سنوات إلى"جنوبلبنان ثان"بداعي ان التنظيمات كلها تريد ان تنتهج نهج حزب الله الذي بات بالنسبة اليها"نموذجا يحتذى". وادعى ان التنظيمات اقامت تحصينات تحت الأرض ومخازن اسلحة في قلب مناطق مأهولة وفي حوزتها منظومات ضد الدبابات. وزاد ان لدى الاستخبارات معلومات عن 20 نفقا قيد الحفر والبناء، بعضها لتهريب الأسلحة وآخر لتنفيذ عمليات. واضاف أن حركة الجهاد الإسلامي تسيطر على منطقة شمال الضفة الغربية التي تم فيها تفكيك المستوطنات الأربع قبل عام.