قصد مدينة بعلبك المنكوبة امس، ممثلون عن منظمات دولية وأخرى عن الحكومة اللبنانية لتفقد الاضرار التي خلفها العدوان الاسرائيلي على المدينة ومدى تأثيره في قلعتها التاريخية التي اصيبت بارتجاجات لا يعرف مدى انعكاسها على صمود القلعة الرومانية. وتفقد وزير الثقافة طارق متري القلعة ورافقه المدير العام للآثار فريدريك الحسيني ونائب رئيس لجنة مهرجانات بعلبك الدولية جوزف الشمالي. وتزامنت الزيارة مع جولة لوفد من المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة في بعلبك ضم منسقة الشؤون الانسانية روز ماري صانع، مدير المنطقة الوسطى في الاونروا محمد خالد، وعن صندوق الاممالمتحدة للسكان الدكتور فيصل القاق، وعن"يونيسيف"كريس شيباني وأحمد الدر، وعن شؤون النازحين مانويلو كوفولو، وعن برنامج التغذية العالمي جوليان اوتو، اضافة الى فريق من وزارة المهجرين وصندوق المهجرين. وجال متري على معبدي باخوس وجوبيتير ومدرجات القلعة واطلع على الأضرار التي سببها القصف الذي تركز على مدخل المدينة ومحطات المحروقات والسوق التراثي والأحياء السكنية. وأشار متري في كلمة له الى الضغوط التي مورست من اجل تجنيب القلعة القصف"وكان التجاوب حين وجهت ندائي الى مدير الاونيسكو وكان الضغط كبيراً من اجل احترام اتفاقية لاهاي الخاصة بالنزاع المسلح وتدخلت الاونيسكو بالنسبة الى الدولة المعتدية وذكرت اسرائيل باتفاقية لاهاي عام 1956، فإسرائيل ضربت وشردت وهدمت من دون تمييز. وكان همنا الأول ليس حماية القلعة. فحسب، بل حماية جميع اللبنانيين، وحماية القلعة كانت جزءاً من تاريخ بعلبك وحمايتها جزء من حماية البعلبكيين. وهناك وفد دولي سيصل قريباً للاطلاع على القلعة، ومنظمة الاونيسكو مستعدة لمساعدتنا للعناية بآثارنا أياً كان حجم الضرر اللاحق بنا. فالقلعة لم تصب اصابة مباشرة لكن هناك بعض الارتجاجات ادت الى سقوط زجاج وحجارة انما الباقي هو مجرد تآكل وتفتت بفعل العوامل الطبيعية والزمن. ومهما يكن، لدينا خرائط تفصيلية عن كل حجر وسنضع الخرائط بين يدينا عند عملية الترميم التي رصدت لها الأموال اللازمة من الإرث الثقافي والتنمية المدنية. وسنباشر العمل خلال شهرين لترميم ما تعرضت له القلعة والآثار من تفتت وتآكل". وأكد رئيس بلدية بعلبك محسن الجمال"ان معبد باخوس يمثل قمة الحضارة الانسانية، والنسيج العمراني في بعلبك ولا يقتصر على الحقبة الرومانية فقط، عشت الحرب وشعرت بقوة الضربات وكيف كانت ترتج بعلبك وقلعتها وهناك تشققات وأضرار لا يمكن ان نراها بالعين المجردة ولا يمكن ان نعرف مدى ضررها. لذا، نحتاج الى فريق من الآثار الدولي والمختصين لتحديد الأضرار. ونطالب بصرخة دولية لإعادة ترميم ما تصدع في المدن الأثرية العالمية لكون القلعة مصنفة ضمن التراث العالمي".