قتل 18 عراقياً في أعمال عنف أمس، بينهم سبعة بانفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر. فيما أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أن القوات العراقية اصبحت قادرة على تسلم المهمات الأمنية في غالبية المحافظات. وعاد الهدوء الحذر الى البصرة وكربلاء بعد يومين من الاشتباكات بين مسلحين وقوات الشرطة والجيش. وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ان سبعة مدنيين قتلوا بانفجار سيارة استهدفت سوقاً شعبية في مدينة الصدر واصيب نحو 26 آخرين. وقالت مصادر في مستشفى الإمام علي إن"غالبية الضحايا من الأطفال والنساء، وتم نقل عدد منهم الى غرفة الجراحة". إلى ذلك، توفي جندي أميركي متأثراً بجروحه خلال مواجهات في محافظة الانبار، احد معاقل التمرد. ومنذ اجتياح العراق في آذار مارس 2003، لقي 2605 جنود أميركيين حتفهم. من جهة اخرى، اصيب ثلاثة شرطيين ومدنيان بانفجار سيارة يقودها انتحاري استهدفت دورية في حي المنصور الراقي قرب جامع الرحمن في بغداد. وفي بعقوبة 60 كلم شمال شرقي بغداد، أعلنت مصادر أمنية مقتل تسعة مدنيين عراقيين واصابة نحو عشرين آخرين بينهم عدد من افراد الشرطة في هجمات في المدينة وضواحيها. وقال مصدر في الشرطة في المقدادية 45 كلم شمال شرقي بعقوبة ان"ثلاثة مدنيين قتلوا واصيب نحو عشرين آخرين بينهم ضابطان من الشرطة في سقوط قذيفتي هاون وانفجار عبوة ناسفة في سوق المقدادية". واضاف ان"القذيفتين سقطتا قرب مسجد شيعي وسط سوق مكتظة بالمدنيين". وتابع ان عبوة انفجرت عند مرور دورية للشرطة توجهت الى مكان الانفجارات الاولى، ما أدى الى اصابة اثنين من افراد الدورية. وعثرت الشرطة في المقدادية على جثتين مجهولتي الهوية قرب نهر مهروت مصابتين بطلقات نارية. وفي بعقوبة، أعلن مصدر في الشرطة ان"ثلاثة اخوة قتلوا صباح اليوم الخميس على يد مسلحين مجهولين داخل محلهم وسط سوق المدينة". كما قتل مدنيان على يد مسلحين مجهولين احدهما في وسط المدينة والثاني في شرقها. وفي الموصل 370 كلم شمال بغداد، قال مصدر في الشرطة ان"مسلحين مجهولين اغتالوا المقدم عبدالله عبدالكريم الهلالي في منطقة النبي يونس وسط المدينة بينما كان يقود سيارته الخاصة". وفي تكريت 180 كلم شمال بغداد، أطلق مسلحون النار على جندي عراقي يعمل في حماية المنشآت النفطية قرب منطقة الاسحاقي 100 كلم شمال بغداد وأردوه قتيلاً. وفي الصويرة 60 كلم جنوب شرقي العاصمة، أعلنت الشرطة العراقية انتشال خمس جثث مجهولة من نهر دجلة. وأوضح المصدر، الذي رفض كشف اسمه، ان"اثنتين من الجثث مقطوعتا الرأس فيما تحمل الجثث الثلاث الاخرى اثار عيارات نارية". الى ذلك، أعلن مسؤول في الشرطة العراقية ان قوات مشتركة للجيش والشرطة دهمت"عدداً من الأوكار في أحد أحياء قضاء المسيب 90 كلم جنوببغداد حيث اعتقلت 19 شخصاً يشتبه"بتورطهم في تنفيذ اعمال مسلحة". وعلى رغم أعمال العنف وفشل المرحلة الأولى من الخطة الأمنية التي اطلقها منتصف حزيران يونيو الماضي لحماية العاصمة من العنف الطائفي، بدا رئيس الوزراء العراقي متفائلاً في تسلم القوات العراقية مهماتها الأمنية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السلوفاكي روبرت فيكو الذي يزور بغداد:"ان القوات العراقية أصبحت قادرة على تسلم المهمات الأمنية في غالبية المحافظات، وسيكون بإمكانها ملء الفراغ في حال انسحاب القوات المتعددة الجنسية". وأكد المالكي أن مدينة الديوانية كبرى مدن محافظة القادسية 180 كلم جنوببغداد حيث القوات السلوفاكية، ستشهد قريباً عملية تسلم المهمات الأمنية على غرار ما حدث في محافظة المثنى التي انسحبت منها القوات اليابانية الشهر الماضي. من جهة أخرى، أكد محافظ كربلاء عقيل الخزعلي في اتصال هاتفي مع"الحياة"عودة الهدوء الى المدينة بعد نشر قوات الجيش والشرطة فيها وتمديد حظر التجول في المنطقة المحيطة بمرقدي الإمامين الحسين والعباس. وكشف اتفاقاً وقعه بحضور قائدي الجيش والشرطة في المحافظة مع قيادات مقربة من رجل الدين الشيعي الحسني الصرخي، وهم الشيخ باسم الزبيدي ومحمد الجناحي وطالب الكرعاوي وحيدر الظالمي. وينص الاتفاق على"الالتزام بمنطق العقل والتعقل والركون الى الحوار المباشر مع الحكومة وحل المسائل العالقة بين الطرفين، وان يتعهد مكتب الصرخي بالتهدئة وضبط النفس ومساعدة السلطات في القبض على العناصر المسيئة والمطلوبين، وان يتبرأ من العابثين ومرتكبي الجرائم، ويمتنع عن اقامة التظاهرات اليومية والأسبوعية، مقابل تعهد الحكومة المحلية في المحافظة التحقيق الفوري مع المعتقلين واطلاق من لم تثبت إدانته". وبلغ عدد المعتقلين 293 شخصاً بعد اعتقال قوات الأمن 13 خلال اشتباكات أول من أمس.