طالبت فرنسا وايطاليا أمس، بتحديد مهمة القوات الدولية الموقتة اليونيفيل المزمع نشرها في جنوبلبنان، قبل مشاركتهما فيها. وأكدت باريس أن مشاركة قواتها في قوة "يونيفيل" المقررة لحفظ السلام في جنوبلبنان، ينبغي أن تكون مبنية على أسس واضحة فيما تُحدد مهمتها بدقة، لافتة الى أن هذه المشاركة ستكون متوازنة مقارنة بمساهمات الدول الأخرى. وحذرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو - ماري، في حديث الى القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي من أن عدم الوضوح في المهمة قد يقود الى"كارثة". وقالت إن السؤال الأساسي المطروح حالياً لا يتناول عدد الجنود الفرنسيين الذين سينضمون الى القوة الدولية، ولا موعد انتشارهم، وإنما هو لماذا تنتشر هذه القوة وكيف؟ وأضافت أن فرنسا تشارك في قوة"يونيفيل"منذ العام 1978، وهي تتولى حالياً قيادتها، وستستمر في تولي القيادة حتى شباط فبراير المقبل، لكنها أشارت الى أن المهمة الحالية لهذه القوة"على قدر من الابهام". وتابعت اليو ماري انه عندما ترسل قوات للعمل على الأرض"من دون تحديد مهمتها ودون تزويدها بالامكانات الملائمة فإن ذلك قد يؤدي الى كارثة". وتابعت أن فرنسا تطالب بمزيد من الامكانات، اذ"عندما نكلف العسكريين مهمات صعبة"لا بد أيضاً من تزويدهم"بالامكانات المادية والقضائية التي تتلاءم معها". وأكدت ضرورة ان تكون هناك"مشاركة قصوى"في اطار هذه القوة من الدول الأوروبية والدول الاسلامية، لأن من المهم جداً عدم اعطاء الانطباع بأن القوة تجسد عملاً يقوم به"العالم الغربي ضد العالم المسلم". وذكر الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية دونيه سيمونو من جانبه ان بدء انتشار الجيش اللبناني في الجنوب يشكل"خطوة ملحوظة باتجاه تأكيد سيادة وسلطة الدولة اللبنانية على أراضيها". الموقف الايطالي وفي روما، تصوّت لجنتا الدفاع والخارجية في البرلمان الإيطالي على وثيقة برلمانية تُتيح لحكومة رومانو برودي الإعداد لتشكيل القوة الإيطالية المشاركة في قوة"يونيفيل". ويتوقع أن تحظى المشاركة الإيطالية في القوة بموافقة واسعة في البرلمان. وعلى رغم التباينات في المواقف حيال طبيعة مهمات القوة الإيطالية، خصوصاً في ما يتعلق بالموقف من نزع سلاح"حزب الله"وقواعد الاشتباك والرد على النيران، إلا أن غالبية القوى السياسية الإيطالية أجمعت على ضرورة المشاركة في هذه القوة. ولم يشذّ عن هذا الاجماع إلاّ حزب"رابطة الشمال"الذي أعلن زعيمه أومبيرتو بوسّي معارضته"لأن تكاليف تلك المشاركة باهظة وتُثقل موازنة الدولة الإيطالية". وطالب رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي بتحديد طبيعة القوة المشاركة، لكنه اكد"أن هناك متسّعاً من الوقت لذلك، ولا بد من إتضّاح الصورة حتى نتمكن من طرح الملف على البرلمان". وأعلن مكتب برودي أنه اتصل بالامين العام للامم المتحدة كوفي أنان أول من أمس ليعرض عليه مساهمة"كبيرة"، لكنه طالب أيضاً"بتفويض واضح لا غموض فيه وبوضع قواعد محددة للاشتباك". وأكد وزير الدفاع أنطونيو باريزي أن بلاده"تنتظر ما سيتمخّض عنه الاجتماع الوزاري الذي ستعقده الدول التي أبدت إستعدادها للمشاركة في قوة اليونيفيل الجديدة"، مشدداً على أن تلك القرارات"ستحدد ماهية ونوعية التسليح والعتاد الذي يُفترض أن تحملها القوة الإيطالية معها إلى الجنوباللبناني". وكانت الجالية اليهودية الإيطالية شنت هجوماً عنيفاً على وزير الخارجية الإيطالي ماسّيمو داليما، واعتبرت زيارته الأخيرة إلى بيروت"انحيازاً لإرهاب حزب الله". وجاء الهجوم على داليما على خلفية نشاطه الكبير لعقد مؤتمر روما في شأن لبنان وانتقاداته الشديدة لاسرائيل واعتباره ردة فعلها"مبالغاً فيها". وجدد داليما تأكيد موقفه في حوار تنشره معه مجلة"الاسبريسّو"الاسبوعية في عددها الصادر اليوم الجمعة، قائلاً إن"الحرب الأخيرة عززت موقع حزب الله في الشارع العربي"ما سيجعل من نزع سلاحه"صعباً جداً". وشدد داليما على أن"مهمة القوة الإيطالية في الجنوباللبناني هي حفظ السلام وليس نزع سلاح حزب الله". وقال"إن إيطاليا لن تذهب إلى لبنان لتنزع سلاح حزب الله الذي يعتبره كثير من اللبنانيين حركة سياسية. وبصرف النظر عن صحة هذا الموقف من عدمه، فإنه موقف ناتج من كارثة الخطأ السياسي لهذه الحرب". وأضاف"أن مهمتنا ستكون مساعدة الجيش اللبناني لبسط سيادته كاملة على جنوبلبنان"، مشدداً على أن إحتمال إندماج عناصر"حزب الله"في الجيش اللبناني"عملية معقّدة وطويلة قد تستغرق سنوات". واعتبر وزير الخارجية الإيطالية القضية الفلسطينية"جوهر الصراع"في الشرق الأوسط. وأعرب عن إرتياحه لما لمسه من"تغيّر في توجهات الإدارة الأميركية، في منطق الحرب الاستباقية والحلول الأحادية الجانب". ورأى أن نجاح مهمة القوة الدولية في الجنوباللبناني، سيكون نموذجاً يمكن الاحتذاء به لفك الاشتباك في غزة أيضاً"من خلال قوة من القبعات الزرق". وكشف أن الرئيس المصري حسني مبارك"يفكّر بدوره في الضغط باتجاه أن تتخذ الأممالمتحدة قراراً بإرسال قوة دولية تضع حداً للصراع في غزة". "هش"و"محفوف بالمخاطر" الى ذلك، حذرت الأممالمتحدة من أن وقف العمليات الحربية بين"حزب الله"وإسرائيل،"هش"و"محفوف بالمخاطر". وطالب مارك مالوك براون مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مالوش براون، الدول التي يتوقع مشاركتها في القوة الدولية، بإعلان مواقفها من هذه المساهمة. وقال براون في حديث إلى"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي، إن"الوضع هش جداً ومحفوف بالمخاطر، وسط جو من التوتر الشديد بين الناس. من المهم أن نفصل بين الجانبين بالقوة". وأضاف أن"علينا أن نجد خلال الأيام المقبلة ما لا يقل عن 3500 جندي ليكونوا أساساً لقوة أكبر سيتم انشاؤها خلال الاسابيع المقبلة ... حان الوقت لتعلن الدول مشاركتها في القوة أو لتلتزم الصمت". قبرص وفي هذا السياق، قررت الحكومة القبرصية وضع موانئها ومطاراتها في تصرف الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي لتسهيل نقل جنود اليونيفيل الى لبنان. وصرح الناطق باسم الحكومة القبرصية خريستودولو باشرديس بأن هذا الاقتراح سُلم خطياً الى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وكذلك الى فنلندا التي تتولى حالياً رئاسة الإتحاد.