فشل المؤتمر الدولي حول لبنان المنعقد في روما في التوصل الى اتفاق على الدعوة الى وقف فوري للنار، بعدما تصدت الولاياتالمتحدة بقوة لضغوط غالبية الدول الأخرى، واكتفى ببيان ختامي لم يذهب أبعد من الاعلان عن النيات الحميدة والرغبة"في مساعدة الشعب اللبناني للخروج من محنته الحالية من خلال ممرات المساعدات الإنسانية. دعا المؤتمر الدولي حول لبنان المنعقد في روما الذي ضم وزراء خارجية 14 دولة، إضافة الى رئيس الوزراء اللبناني، الى"العمل فوراً من اجل التوصل في شكل عاجل الى وقف للنار". وجاء في بيان ختامي تلاه بالانكليزية وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الذي ترأس الاجتماع مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس أن وقف النار يجب أن يكون"قابلاً للاستمرار ودائماً وكاملاً"في حين يتسع نطاق المعارك ميدانياً. ودعا البيان الدولة العبرية الى ابداء"اقصى درجات ضبط النفس"في تحركاتها الميدانية، والتزم الحاضرون دقيقة صمت اثر مقتل أربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة في قصف إسرائيلي. وتعهدت الدول المشاركة في المؤتمر أيضاً مساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة الوضع ونقل مساعدة إنسانية فورية. كما رحب البيان الختامي بموافقة الدولة العبرية على اقامة ممرات انسانية والسماح برحلات انسانية الى لبنان. أما خطة تشكيل قوة دولية لنشرها في لبنان، فكانت موضع محادثات أيضاً، لكنها بقيت غامضة جداً لجهة مهمتها وتشكيلتها أو مهلة نشرها. وعبّر المؤتمر عن دعمه مبدئياً تشكيل"قوة دولية بتفويض من الاممالمتحدة"لمساعدة الجيش على توفير"جو آمن"في جنوبلبنان. ولم تُخف وزيرة الخارجية الأميركية معارضة واشنطن الدعوة الى وقف فوري للنار، وطالبت"بوقف العنف في شكل ملح"شرط أن يكون"دائماً هذه المرة"لأن"هذه المنطقة شهدت كثيراً من اعلانات وقف النار التي خُرقت". وأوضحت رايس أن"اجتماعات متعددة الاطراف"حول هذه القوة ستجري"في الايام المقبلة"للبحث في مهمتها في شكل خاص. وحضت سورية وايران على تغيير سياستهما في الشرق الاوسط عموماً ولبنان خصوصاً. وقالت إن"الوقت حان ليتخذ كل خياره"في شأن دوره في الشرق الاوسط، مؤكدة أن"لا يمكن العودة الى الوضع القائم سابقاً". من جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي عن أسفه لأن المشاركين لم يتمكنوا من الاتفاق إلا على العمل من أجل وقف"عاجل"لأعمال العنف، مضيفاً أن باريس كانت تفضل لو تم التوصل الى وقف"فوري"للعنف. أما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان فدعا عند بدء اعمال المؤتمر الى"وقف فوري لأعمال العنف". وضم هذا الاجتماع وزراء خارجية 14 دولة الولاياتالمتحدةوايطاليا وفرنسا والمانيا وبريطانيا واسبانيا واليونان وقبرص وكندا وروسيا وتركيا والاردن والسعودية ومصر ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. كما حضر الامين العام للامم المتحدة والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ورئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز. وأكد السنيورة خلال مؤتمر صحافي عقده مع رايس وداليما وانان وسولانا أن"في إمكان الحكومة اللبنانية نزع سلاح الميليشيات حين يتحرر كامل التراب اللبناني"، مضيفاً أن"حزب الله تنظيم سياسي لبناني ممثل سواء في البرلمان أو في الحكومة اللبنانية وكان له دور كبير في تحرير الجنوباللبناني، ومتى ما حررت إسرائيل الأراضي اللبنانيةالمحتلة، بالذات مزارع شبعا، عندها سيتعامل حزب الله بالتأكيد مع الأمر في شكل مختلف". وناشد السنيورة المجتمع الدولي العمل على وقف العدوانية الإسرائيلية إزاء لبنان، مشدداً على أن"هذا هو العدوان السابع الذي تقترفه أسرائيل ضد لبنان". وتابع أن السلام لإسرائيل"يمكن أن يتحقق عندما تستجيب إسرائيل للخطوات العربية والمطالبات بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو ما أكدته مقررات القمة العربية في بيروت عام 2002". وزاد:"نحن العرب طرحنا ما في إمكاننا إنجازه، وما ينقص من المشهد هو الزعيم الإسرائيلي القادر على تحمّل مسؤوليته إزاء عملية السلام"التي"يجب أن تنطلق من حل الأوضاع في غزة والضفة". وحاولت ايطاليا دفع مبدأ"وقف إطلاق النار"إلى مقدم الأولويات، على أن يليها"إقرار الأسس المبدئية"لقوة دولية تحت مظلة الأممالمتحدة يكون قوامها قوات حلف شمال ألأطلسي،"بالتعاون مع عدد من الدول العربية". واعتبر رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي أن فكرة إرسال قوة دولية تواجه اليوم أكثر من عقبة وخصوصاً بعد تعرّض قوة المراقبين بين لبنان وإسرائيل لهجمة ثانية في غضون أقل من ثلاثة أيام، والشرط الإسرائيلي بنشرها بعدما تضمن شريطاً حدودياً"آمناً"بعشرين كيلومتراً.