كسر الكاتب والفيلسوف النروجي غوستين غاردر 45 سنة جدار الصمت الوهمي الأوروبي ووصف اسرائيل"العنصرية والقاتلة والإرهابية والوهمية والخرافية"وقال إنها لا تنتمي الى حضارة القرن الحادي والعشرين. قال غاردر هذا الكلام في مقالة بعنوان"الحرب الاسرائيلية على لبنان"نشرته صحيفة افتنبوستن النروجية. وكتب يقول:"لا طريق عودة. يجب علينا الآن ان نتعلم درساً جديداً: نحن لا نعترف بعد الآن بدولة اسرائيل. لم يكن ممكناً ان نعترف بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا ولا بنظام طالبان الافغاني. والكثيرون منا لم يعترفوا ب"عراق"صدام حسين او بالتطهير العرقي الصربي. حان الوقت الآن لنعتاد فكرة ان دولة اسرائيل في شكلها الراهن اصبحت من التاريخ. نحن نضحك من افكار هذا الشعب"المختار"الخيالية ونبكي، نحن نصف ذلك بأنه عنصرية. نحن لا نؤمن بوعود إلهية كسبب للاحتلال والفصل العنصري. نحن وضعنا العصور الوسطى خلفنا. وأثارت هذه الجمل موجة عارمة من الاحتجاجات الاوروبية والاسرائيلية، وقام عدد كبير من الكتاب والناشطين في حقلي الثقافة والسياسة بالتهجم على غاردر . واكثر ما اثار غضب المجموعة الصديقة لإسرائيل التي لا تزال تعيش عقدة المحرقة النازية ان غاردر لا يريد الاعتراف بدولة اسرائيل. موجة الانتقادات هذه دفعت به الى توضيح ما كتبه قائلاً:"لقد فهمت بطريقة خاطئة فأنا لا اقصد عدم الاعتراف بأسرائيل 8491 وانما اسرائيل ما بعد 7691". ويقصد غاردر بذلك الاحتلال والمذابح التي ترتكبها اسرائيل بحجة الدفاع عن النفس. ولكن من يقرأ مقالة غاردر التي اشعلت الأوساط الأدبية ومن الصعب اطفاء نيران النقاشات الحادة التي ولدتها على المدى المنظور، يجد فيها بعداً انسانياً وواقعياً كبيراًَ. فهو يكتب:"نسمي قتلة الأطفال بأنهم قتلة اطفال ولا نقبل القول ان هؤلاء يملكون تفويضاً يبرر اعمالهم الوحشية. لا يمكننا القول سوى: العار لكل انظمة الفصل العنصري، العار لكل التطهير العنصري، العار لكل العمليات الارهابية ضد المدنيين. ويعتقد غاردر بأن العالم اصبح يقف الآن على عتبة اللاعودة ازاء أخذه موقفاً واضحاً من اعمال اسرائيل الحربية وعمليات التهجير والقتل. ويرى ان"لا يوجد طريق عودة. دولة اسرائيل اغتصبت اعتراف العالم بها ولا يمكنها الحصول على السلام الا اذا تخلت عن اسلحتها". وغوستين غاردر روائي وفيلسوف، عرفت كتبه نجاحاً كبيراً في العالم وصدرت كتبه بالعربية عن دار المنى في استوكهولم"ومنها عالم صوفي"و"فتاة البرتقال"و"سر الصبر". وترجمت رواية"عالم صوفي"الى 45 لغة وبيع منها اكثر من 03 مليون نسخة. ولغاردر صدى كبير في العالم لإنسانيته فهو يدافع عن اهمية الانسان وعن وجوده تبعاً لمواقفه ويرفض التمييز بين البشر.